معهد أمريكي: الملك سلمان ونجله أكثر قادة السعودية معاداة لإيران لكنهما خضعها وحاوراها

واشنطن- خليج 24| استعرض تقرير تحليلي لمعهد “بروكينغز” الأمريكي الأسباب التي دفعت المملكة العربية السعودية وإيران إلى الجلوس إلى طاولة الحوار أخيرا بعد سنوات من القطيعة التامة.

ونبه التقرير إلى أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ونجله محمد اكثر قادة السعودية معاداة لإيران بتاريخ المملكة.

وأضاف “لذلك فإن الحوار الآن بين السعودية وإيران يمثل خطوة كبيرة”.

ولفت إلى أن جهود العراق للوساطة بين الرياض وطهران، يعيد من البلد الذي مزقته الحرب، لاعبا رئيسيا في المنطقة.

وقال التقرير إن “الجهود العراقية يمكن أن يساعد في تخفيف التوترات بين الخصمين البارزين في الخليج العربي”.

ونبه إلى أن هذا يأتي في وقت تحتاج هذه الجهود إلى دعم هادئ من الولايات المتحدة.

ورأى أن خفض التوترات الطائفية في المنطقة من صالح الولايات المتحدة.

خاصة وأن مساعدة العراق لحوار بين السعودية وإيران يساهم في إنهاء حرب اليمن التي وعد الرئيس بايدن بإيقافها.

وحتى الآن ترفض الرياض الاعتراف بعقد حوارات سرية مع إيران في بغداد بداية الشهر الجاري.

في المقابل، أكدت إيران عقد هذه الحوارات، التي كشفتها وسائل إعلام أمريكية مختلفة.

وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد أطلق على مدار السنوات الماضية تصريحات نارية ضد إيران.

وقبل يومين، كشف مسؤول عراقي وصف ب”رفيع” كواليس إجراء المملكة العربية السعودية لقاءات سرية مع إيران في العاصمة بغداد.

وذكر المسؤول لوكالة “أسوشيتد برس” أن الزيارتين الأخيرتين لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى السعودية والإمارات لعبتا دورا أساسيا.

واعتبر أن هذه الزيارتين ساعدتا في جلوس الرياض وطهران إلى طاولة المفاوضات السرية.

وكشفت الوكالة أن الجولة الأولى من المحادثات تركزت على موضوع اليمن وهجمات الحوثيين على المملكة.

وذكر أن نتائج الجولة الأولى من المحادثات المباشرة بين السعودية وإيران التي جرت تشير إلى تراجع محتمل بالتصعيد بين البلدين.

في حين رجح مراقبون للوكالة أن تطبيق هذه النتائج على الأرض قد يحتاج لمزيد من الوقت.

وأوضحت “أسوشيتد برس” أن مسؤولا عراقيا ودبلوماسيا غربيا في بغداد أكدا لها حصول هذه المحادثات في العراق هذا الشهر.

وبحسب المسؤول العراقي فإن موضوع الحرب في اليمن برز بشكل كبير خلال الجولة الأولى من المباحثات بين الرياض وطهران.

ونبهت إلى أنه لم يتضح مدى التقدم الذي تم إحرازه في المحادثات.

لكن الدبلوماسي الغربي أشار إلى أنه سيكون هناك مزيد من الاجتماعات في المستقبل.

وذكر “ما فهمته هو أن هذه المحادثات ستستمر، وأن بغداد تقوم بجهود الوساطة فيها”.

وبحسب “أسوشيتد برس” فإن كلا من الدبلوماسي الغربي والمسؤول العراقي تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما.

وبينت الوكالة أنهما غير مخولين بمناقشة الاتصالات السرية مع الصحافة.

غير أنهما امتنعا عن الخوض في التفاصيل بالقول إنهما “يريدان منح جهود الوساطة العراقية فرصة للنجاح”.

ورأت “أسوشيتد برس” أن التغييرات في طريقة تعامل إيران مع العراق لعبت أيضا دورا في وساطة بغداد.

وقالت إنه “خلال السنوات الماضية كان للحرس الثوري السيطرة المطلقة على الملف العراقي”.

وكان ذلك من خلال قائد فيلق القدس السابق الجنرال قاسم سليماني الذي كان يقدم تقاريره مباشرة إلى المرشد علي خامنئي.

غير أن المسؤول العراقي قال إن اغتيال سليماني في بغداد عام 2020 زاد من قوة دور وزارة الاستخبارات الإيرانية في العراق.

وأوضح أن وزارة الاستخبارات تتبع للحكومة وتقدم تقاريرها للرئيس حسن روحاني المحسوب على الجناح المعتدل.

ونقلت “أسوشيتد برس” عن مسؤولين عراقيين قولهم إن التغيير الذي حصل بعد مقتل سليماني.

إضافة إلى تنامي دور وزارة الاستخبارات الإيرانية في العراق كان محورا أساسيا في جلب إيران إلى طاولة المفاوضات مع السعودية.

وذكر مسؤول عراقي بتعليق على مسؤولي وزارة الاستخبارات الإيرانية “لديهم وجهة نظر جديدة وخطاب جديد”.

وأضاف “يريدون من خلاله عراقا أقوى، فالحرس الثوري لديه حسابات مختلفة فهو يريد العكس عراق ضعيف سيكون أكثر فائدة لهم”.

في سياق متصل، كشفت وكالة “رويترز” أن السعودية وإيران قد تعقدان جولة ثانية من المفاوضات المباشرة بينهما الشهر الجاري.

ونقلت عن مسؤول في الشرق الأوسط قوله إن الاجتماع الأول الذي استضافته بغداد أوائل الشهر الجاري كان “بناء جدا”.

وأوضح أن الجانبين بحثا خلاله العديد من الملفات على رأسها النزاع اليمني والاتفاق النووي.

وشدد هذا المسؤول ومصدران إقليميان آخران لـ”رويترز” على أن جولة جديدة من المفاوضات بين الرياض وطهران قد تعقد قبل نهاية الشهر الجاري.

لكن توقيتها يتوقف على مدى التقدم في المحادثات الدولية الجارية في فيينا بشأن إمكانية إحياء الاتفاق النووي مع إيران.

من جانبه، ذكر دبلوماسي أجنبي في الرياض ل”رويترز” أن الجولة الثانية من المحادثات السعودية-الإيرانية من المتوقع أن تعقد أواخر أبريل أو أوائل مايو.

كما أكدت “رويترز” نقلا عن مصادر مطلعة أن رئيس جهاز الاستخبارات السعودي خالد حميدان ونائب أمين مجلس الأمن القومي الإيراني سعيد إيرواني يترأسان وفدي الدولتين.

وذكرت ثلاثة مصادر منهم الدبلوماسي أن الجولة الأولى من المفاوضات ركزت على الملف اليمني.

وأكد المسؤول الإقليمي أن الجانب الإيراني تعهد باستخدام نفوذه لوقف هجمات جماعة الحوثيين على السعودية.

في حين طلبت إيران من السعودية- وفق مصدر مطلع آخر- دعم المفاوضات النووية الجارية في فيينا.

ولفت مصدران إقليميان آخران للوكالة إلى أن الاجتماع تطرق إلى الوضع في لبنان أيضا.

غير أن الدبلوماسي قال إنه لا يتوقع أن تبرم السعودية وإيران صفقة في المرحلة الحالية.

ورجح أن يكون هدف المفاوضات يكمن حاليا في تفادي أي خطوات من شأنها زيادة التوترات بين الجانبين.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.