هكذا حاولت “العربية” و”سكاي نيوز” مساعدة الجيش الإسرائيلي بخديعته لقتل مئات المقاومين

القدس المحتلة- خليج 24| لم يجد الجيش الإسرائيلي من وسيلة إعلام عربية غير قناتي “العربية” السعودية و”سكاي نيوز” الإماراتية في محاولة لخداع المقاومة الفلسطينية وقتل المئات من المقاومين بمئات الصواريخ والقنابل.

وساهمت قناتي “العربية” السعودية و”سكاي نيوز” الإماراتية في الترويج للمصيدة التي أرادها الجيش الإسرائيلي للمقاومين شمال قطاع غزة.

وانبرت القناتان وبشكل مكثف الترويج ونشر الأخبار التي تتعلق باستعدادات إسرائيلية مكثفة لعملية برية في قطاع غزة.

وكان هدف الجيش الإسرائيلي هو تضليل المقاومة بهدف الدفع بمئات من مقاتليها إلى أهداف أعدها مسبقا لضربها.

وبعد منتصف ليل الجمعة بقليل أصدر الجيش الإسرائيلي بيانا ينذر بسوء قال فيه إن “القوات الجوية والبرية للجيش الإسرائيلي تهاجم حاليا قطاع غزة”.

وعمد الجيش الإسرائيلي لإثارة الغموض في بيانه، استكمالا لما نشرته قناتا “العربية” و”سكاي نيوز” من استعدادات الجيش لعمل بري.

وقام الجيش الإسرائيلي بإبلاغ بعض المراسلين الأجانب أنه قد بدأ التوغل في أراضي قطاع غزة.

غير أن ما جرى هو أن الجيش استخدم الإعلام في حيلة مدروسة لإغراء مقاتلي حركة حماس بهدف الوقوع في فخ مميت.

وقال أور هيلر المراسل العسكري المخضرم في القناة 13 الإسرائيلية لوكالة “أسوشيتدبرس” إنهم “لم يكذبوا”.

وأضاف “كان الأمر بمثابة تلاعب، إنه أمر ذكي وناجح”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي مساء الخميس عن استدعاء آلاف من جنود الاحتياط وحشده القوات على طول الحدود استعدادا لعملية برية.

وبالتوازي مع ذلك، بدأ الجيش الإسرائيلي إطلاق قذائف مدفعية عبر الحدود على مناطق مختلفة داخل قطاع غزة.

وكان هذا الأمر مع قيام قناتي “العربية” السعودية و”سكاي نيوز” الإماراتية بنشر أخبار بشكل مكثف عن استعدادات لعملية برية.

وعمل الجيش الإسرائيلي بهذه الطريقة بهدف خداع المقاومة الفلسطينية.

وكشف هيلر أن الجيش بدأ بتحريك القوات بسرعة على طول الحدود فيما بدا أنه استعدادات نهائية لعملية برية.

تلاه إعلان لوسائل الإعلام عبر بيان صدر بالعبرية والعربية في آن واحد على موقع تويتر، ثم إخطارات بأن الغزو جاري.

وكان هدف الجيش الإسرائيلي دفع مقاتلي حركة حماس إلى الإسراع نحو مواقع دفاعية في شبكة أنفاق تحت الأرض تعرف باسم “المترو”.

غير أن المقاومة كانت قد تحسبت لهذه الحيلة، ولم تنخدع بها، بحسب ما أكد قيادي كبير في الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة.

وبعد ذلك، شنت 160 مقاتلة غارات لمدة 40 دقيقة على مساحة جغرافية شمال غرب قطاع غزة.

وكان الجيش الإسرائيلي يعتقد أن حيلته هذه قد انطلت على كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس.

ليعلن الجيش بعد انتهاء الغارات أنه تمكن من توجيه ضربة شديدة إلى حركة حماس وأنه تمكن من قتل عشرات المقاتلين.

لكن حيلة الجيش الإسرائيلي فشلت، بحسب ما اعترفت به صحيفة “معاريف” العبرية اليوم.

وأقر المراسل والمحلل العسكري بصحيفة “معاريف” العبرية تال ليف رام بفشل العملية الضخمة التي نفذها الجيش الإسرائيلي شمال قطاع غزة.

وذكر أنه “لا يحب تخريب الاحتفالات لكن يتوجب في الحرب أيضًا تحري الدقة، وتقديم الإنجازات كما هي دون تضخيم”.

وأوضح ليف رام أن العملية اشتركت فيها 160 طائرة مقاتلة واستهدفت شبكة الأنفاق التابعة لحماس شمالي القطاع.

لكنه أكد أن العملية “لم تحقق نتائجها العملياتية، فظروف التنفيذ لم تكن ناضجة”، وفق وصفه.

وبين أن “هذه العملية الاستراتيجية تم التخطيط لها على مدار 3 سنوات على الأقل”.

وقال إنها “خطة بها أفكار براقة واستخبارات نوعية، وكان يتوجب في خضم عملية التمويه أن يدخل مقاتلي حماس إلى الانفاق”.

وذلك بعد بث معلومات مضللة عن بدء عملية الاجتياح البري وبعدها استهدافهم داخلها.

لكن يبدو بأن ذلك لم يسر كما يجب، أو تم تحقيقه بشكل جزئي جدًا، وليس بالنتائج المرجوة، بحسب المحلل العسكري الإسرائيلي.

وقال “هناك من يقول داخل الجيش الإسرائيلي إنه كان يتوجب الانتظار لحين دخول جميع نشطاء حماس للأنفاق”.

وذلك كجزء من استعداداتهم لمواجهة العملية البرية إلا أن الخطة لم تنفذ كما يجب.

وأضاف “كان يتوجب الانتظار إلى حين تصديق حماس لرواية أن العملية البرية قد بدأت”.

وقدر أن خطة التضليل التي مارسها الجيش كان يجب أن تدفع بنحو 300 إلى 400 مقاتل من حماس إلى داخل شبكة الأنفاق.

وبعدها تدميرها، إلا أن غالبيتهم لم يقتنعوا بتضليل الجيش ولم ينزلوا لشبكة مترو الأنفاق.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.