مجلة بريطانية: قطر وجيرانها يلعبون لعبة الانتظار في معركة النفوذ

 

الدوحة – خليج 24| نشرت مجلة “ايكونوميست” البريطانية تقريرا قالت فيه إن قطر وجيرانها خاصة الإمارات والسعودية يلعبون لعبة الانتظار وسط مخاطر ومحاذير كبيرة.

واستهلت المجلة افتتاحيتها بالسؤال: “هو إلى متى سيستمر نفوذ قطر؟”، مؤكدة أن الدوحة لها أدوار مميزة إقليمية ودولية بفعل علاقاتها الطيبة.

وذكرت أن الكثير من نفوذ قطر جاء من دورها كوسيط في النزاع الأفغاني ومضيف للفصائل المتناحرة.

لكن مع رحيل الأمريكيين من أفغانستان، وانهيار الحكومة الأفغانية القديمة، لم يعد هناك محادثات للتوسط.

وبينت أن قادة “طالبان” أحرار في طريقة إدارة الحكم كما يحلو لهم، وفي السعي لنسج علاقات دبلوماسية جديدة.

وذكرت المجلة أنهم وعدوا بتشكيل نظام شامل (لا يستثني أحدا) وتجنب الأعمال الانتقامية، فإن أفعالهم الأولية لم تكن مشجعة.

وتعرب قطر عن أملها -وفق المجلة- في أن يوفر لها الاقتصاد نفوذا مستمرا بأفغانستان.

فـ”طالبان” بحاجة إلى إبقاء البلاد واقفة على قدميها وسط أزمة في ميزان المدفوعات تلوح في الأفق.

ومع ذلك، فإن مقدار ما تستثمره قطر بأفغانستان سيعتمد على طريقة حكم “طالبان”؛ فالأنظمة الوحشية سيئة لسمعتك، والأنظمة الطائشة ضارة بأموالك.

وذكرت أنه إذ اختار الرئيس جو بايدن الإبقاء على عقوبات صارمة على “طالبان”، فستحتاج قطر إلى الابتعاد عنها.

وأشارت المجلة إلى المرة السابقة التي سيطرت فيها “طالبان” على السلطة بأفغانستان في تسعينات القرن الماضي.

وبينت أن السعودية والإمارات دولتين من 3 دول فقط كانت تعترف بحكمها (كانت باكستان الثالثة) لكن كليهما أكثر حذرا هذه المرة.

فقد تغيرت السعودية منذ ذلك الحين -وفق المجلة- ويحرص ولي العهد محمد بن سلمان على إبراز صورة أكثر ليبرالية عن مملكته.

ونبهت إلى أن ذلك كجزء من حملة لجذب المستثمرين والسياح وتنويع الاقتصاد المرتبط بالنفط، وقد لا يتناسب احتضان “طالبان” مع هذا الهدف.

أما الإمارات فهي كعادتها تتحوط في رهاناتها. إذ منحت حق اللجوء للرئيس الأفغاني المخلوع “أشرف غني”، وقيادتها معادية بشدة للإسلام السياسي.

ومع ذلك فقد تحالفت -وفق المجلة- مع الإسلاميين عند الحاجة (في اليمن على سبيل المثال).

وإذا لم تكن التكاليف عالية على سمعتها، فقد تسعى الإمارات لأسلوبها الخاص في العيش مع “طالبان”، حتى لو كان ذلك فقط للتنافس مع خصميها؛ قطر وتركيا.

وأكدت أن كل هذا مبني على الدفعة الكبيرة الأخيرة من قطر في السياسة الإقليمية.

وأوضحت المجلة أنه في الأيام الأولى للربيع العربي، بدا أن مقامرة قطر على الإسلاميين تؤتي ثمارها.

وأشارت إلى أن الإسلاميون وصلوا إلى السلطة في تونس ومصر عبر الانتخابات، وشكلوا قوات قوية في ليبيا وسوريا.

لكن في غضون سنوات قليلة، تحولت رهانات قطر في الغالب إلى عبء عليها، وفق المجلة.

وقالت: “فقد أثبت حلفاؤها الإسلاميون أنهم غير أكفاء ومسببين للانقسام؛ وهو ما استخدمه جيرانها كهراوة للإضرار بسمعة قطر”.

وأضافت: “قد يسير رهانها على طالبان في نفس الاتجاه”.

 

لمتابعة صفحتنا عبر فيسبوك اضغط هنا

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.