موقع عبري: قطر تشترط تنفيذ حل الدولتين للمساهمة في إعمار غزة

ذكر موقع “تايمز أوف إسرائيل” العبري أن دولة قطر لا تميل للمساهمة في إعادة إعمار غزة بعد الحرب بسبب المعاملة الإسرائيلية.

وبحسب الموقع قال رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لرئيس الموساد ديفيد بارنيا في اجتماع عقد مؤخرا أن الدوحة لا تميل إلى الموافقة على الطلبات الإسرائيلية للمساعدة في إعادة إعمار غزة، نظرا لمعاملة إسرائيل مع قطر طوال الحرب وفق مسؤولين مطلعين على الأمر تحدثا لتايمز أوف إسرائيل.

وذكر الموقع أنه بالرغم من إعلان البعض في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية رغبتهم إبعاد قطر بعد انتهاء الحرب، إلا أن موقف ال ثاني من شأنه أن يؤدي إلى تقليص قائمة الدول الراغبة في المساعدة في إعادة تنشيط غزة بعد الحرب، الأمر الذي قد يترك تل أبيب بدون شركاء في غزة.

وتحدث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وغيره من كبار المسؤولين الإسرائيليين عن المشاركة العربية في تعزيز الأمن والشؤون المدنية والاقتصاد في القطاع.

لكن ال ثاني ابلغ بارنيع في ديسمبر/كانون الأول أن قطر لن تشارك في إعادة إعمار غزة بعد الحرب إلا إذا كانت جزءًا من مبادرة أوسع تهدف إلى حل الدولتين في نهاية المطاف، وفقًا للمسؤولين اللذين تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويته.

ويتسق هذا الموقف مع الموقف الذي تتبناه السعودية والإمارات ومصر والأردن، التي قالت إنها لا تريد أن تتم دعوتها مرة أخرى لتمويل إعادة إعمار القطاع بعد حرب غزة المقبلة، ويصرون على أن تكون الأولوية لخلق أفق سياسي لإنهاء الصراع بالكامل.

وقال آل ثاني لبرنيع إن قطر تريد أيضًا رؤية تحول كبير في سلوك إسرائيل تجاه قطر، مشيرًا إلى حالات عدة خلال الحرب ادعى فيها أن البنية التحتية التي تمولها الدوحة في غزة قد تم استهدافها لأسباب خاطئة ومن بينها مستشفى ادعى الجيش الإسرائيلي أنه اكتشف نفقًا تحته ومدرسة في جنوب غزة.

وقال ال ثاني إن الجيش الإسرائيلي أعرب سرا عن أسفه في كلا الحالتين ووعد بإصدار اعتذار علني، لكنه لم يفعل ذلك أبدا ولم يستجب الجيش الإسرائيلي لطلب التعليق.

كما أعرب آل ثاني عن قلقه لبرنيع بشأن التأكيد الذي أدلى به نتنياهو مرات عدة في الأشهر الأخيرة بأن قطر فشلت في الضغط بشكل كاف على حماس في محادثات الرهائن – وهو ادعاء ترفضه الدوحة.

وأدلى رئيس الوزراء القطري بهذه التصريحات لبرنيع خلال قمة ديسمبر لوزراء الخارجية العرب في واشنطن، ومرة ​​أخرى خلال زيارة قام بها مؤخرا وفد من المشرعين الديمقراطيين إلى قطر، وفقا لدبلوماسي عربي كبير ومشرع أمريكي حضر الاجتماعات المعنية.

ولإسرائيل علاقة معقدة منذ فترة طويلة مع قطر، التي أصبحت واحدة من أولى الدول العربية التي أقامت علاقات تجارية مع تل أبيب في عام 1996 وقد تم قطع هذه العلاقات بعد أكثر من عقدين من الزمن وسط حرب غزة عام 2009.

لكن في السنوات التي تلت ذلك، حثت إسرائيل قطر على التبرع بمئات الملايين من الدولارات لتمويل المشاريع الإنسانية في غزة إلى جانب رواتب موظفي الخدمة المدنية في القطاع.

وسعت إسرائيل إلى الحصول على المساعدة القطرية وأعربت عن تقديرها لها حسبما كشفت وثائق نشرتها صحيفة تايمز أوف إسرائيل الشهر الماضي.

وحذر منتقدون من أن الأموال القطرية ساعدت في تقوية حماس على حساب السلطة الفلسطينية الأكثر اعتدالا وسمحت للدوحة بالحصول على موطئ قدم في القطاع من خلال دعم جماعة إسلامية يعارضها حلفاء إسرائيل العرب.

وقد وضع نفوذ قطر على حماس – التي تحتفظ بمكتب في الدوحة، بناء على طلب من الولايات المتحدة – الدولة الخليجية في موقع التوسط بين الحركة وإسرائيل.

وأشاد رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي علناً في الشهر الأول من الحرب، بجهود الدوحة ولكن وسط تعثر المحادثات للإفراج عن الرهائن الـ 134 المتبقين الذين لم يتم إطلاق سراحهم في هدنة نوفمبر التي توسطت فيها قطر والتي أفرجت عن أكثر من 109 أسرى إسرائيليين، أعرب كبار المسؤولين الإسرائيليين عن غضبهم من قطر.

ووصف وزير الاقتصاد نير بركات قطر بأنها “عدو” “يمول الإرهاب في جميع أنحاء العالم” خلال مقابلة يوم الخميس على قناة MSNBC.

ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري وزير الليكود (بركات)، والذي سعى منذ اندلاع الحرب لانتقاد نتنياهو من اليمين بأنه “سياسي آخر يسعى إلى العناوين الرئيسية في إسرائيل [عبر] استخدام “تقريع قطر” كوسيلة لتعزيز مستقبله السياسي”.

وقال الأنصاري: “بدلاً من الانشغال بدعم الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق، يجد الوزير بركات أن من الأفضل ان يقضي وقته في مهاجمة الوسطاء الذين يعملون على مدار الساعة للتوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح الرهائن ووقف إراقة الدماء”.

وأضاف أن “نشر الأكاذيب والاتهامات التي لا أساس لها من الصحة بشأن الدولة التي ساعدت في تأمين إطلاق سراح 109 رهائن وتعمل بلا هوادة على إطلاق سراح الرهائن المتبقين، هو علامة أخرى على التهور السياسي والأنانية”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.