عقوبات أمريكا عديمة الجدوى.. إيران تؤكد: الإمارات أحد شركائنا التجاريين الرئيسيين

طهران- خليج 24| أكدت إيران أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين للجمهورية الإسلامية على الرغم من الحصار الأمريكي المشدد على البلاد.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة في تصريح صحفي “لدينا علاقة أساسية مع دولة الإمارات العربية المتحدة”.

وأوضح أن هذه العلاقة بسبب حقيقة أن الإمارات هي أحد شركائنا التجاريين الرئيسيين.

وأضاف “بالطبع رغم أن علاقاتنا السياسية مع الإمارات شهدت تقلبات لكن علاقاتنا التجارية والاقتصادية تزداد قوة”.

وأردف المتحدث الإيراني “هي بأفضل حال”، كاشفا عن اتخاذ خطوات فعالة لتحسين مستوى هذه الروابط.

وحول العلاقات الإيرانية مع المملكة العربية السعودية، قال خطيب زادة “إنها مختلفة بشكل كبير”.

ولسوء الحظ-بحسب زادة- لا يمكن تسميتها حسن الجوار، فلسنوات عديدة متتالية اختارت السعودية طريق العداء لنفسها، وفق قوله.

وقال “شنت حربا على جارتها اليمن، وفرضت حصارا على جارتها الأخرى، قطر”.

وتابع “اعتقاد السعودية أن السلام لا يمكن تحقيقه دون مساعدة السلاح والحرب الأميركية، خاطئ”.

ولفت المتحدث الإيراني إلى ان بلاده ستوظف كل إمكانياتها لتوسيع تجارتها الخارجية خاصة مع دول الشرق الأوسط إذا ما تم رفع الحظر الأميركي.

وأشار إلى “إفراط أميركا في استغلال خطط فرض الحظر والترهيب في الاقتصاد الدولي الذي جعلها تحول الدولار الأميركي ضد التجارة الدولية”.

واعتبر أنه “في هذه الحالة أصبحت عقوباتها عديمة الجدوى بشكل متزايد”.

ورأى زادة أن “سياسة أميركا في الضغط على إيران قد فشلت، فإيران مرت بالفترة الأولى من الضغوط الأميركية القصوى”.

وأضاف “عانى الاقتصاد الإيراني بالفعل من الصدمة الأولى التي تلقاها من فرض الحظر”.

وأردف “وإذا نظرنا إلى جميع الإحصائيات التي نشرتها المنظمات الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، فسنرى أن الركود في إيران قد انتهى رسميا”.

وقبل أسبوع، كشفت إيران عن قيمة البضائع والسلع التي صدرتها إلى الإمارات خلال أشهر، معلنة عن رقم صادم رغم إعلان أبو ظبي العداء ضد طهران.

وأوضح رئيس غرفة التجارة الإيرانية- الإماراتية فرشيد فرزانكان أن قيمة السلع الإيرانية المصدرة خلال الـ11 شهرا الماضية إلى الإمارات تجاوزت 4 مليارات دولار.

وذكر فرزانكان خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الأربعاء ان الإمارات كانت ثالث أكبر دولة مستوردة للبضائع الإيرانية.

وتأتي أبو ظبي بعد الصين والعراق كثالث أكبر دولة في العالم مستوردة للبضائع الإيراني.

وكشف عن طرق “تيسير التبادل التجاري” بين إيران والإمارات لتجاوز الحصار المفروض على طهران.

ولفت إلى أنها تشمل تسهيل إجراءات الزيارة بالنسبة لرجال الأعمال الإيرانيين والتواصل بين “بنك ملي إيران” (البنك الوطني الإيراني) مع بنوك الإمارات، وإقامة معارض دائمة.

واعتبر أن هذه الخطوات تسهم بشكل كبيرة في تحسين الظروف التجارية بين طهران وأبو ظبي.

ولا تقتصر علاقة الإمارات وإيران عند هذا الحد، حيث تزعم أبو ظبي وقوفها إلى جانب السعودية ضد غريمتها طهران.

بل تعدى هذا الأمر إلى مساعدة أبو ظبي طهران لتجاوز العقوبات الأمريكية المشددة عليها، والتي تطالب السعودية أيضا ببقائها.

كما كشف تحقيق لوكالة “رويترز” عن علاقة الإمارات في مساعدة إيران على تهريب كميات قياسية من النفط إلى الصين رغم العقوبات الدولية.

وبحسب “رويترز”، فقد أكدت 6 مصادر في قطاع النفط وبيانات “رفينيتيف” أن إيران شحنت “سراً” كميات قياسية من النفط الخام للصين.

ووصفت الصين بأنها تعد “أكبر مشتري للنفط الإيراني في الشهور الأخيرة”.

ونبهت إلى أن هذا يأتي على الرغم من العقوبات الاقتصادية الشديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على إيران.

وفرض ترامب هذه العقوبات القاسية جدا على طهران عقب انسحابه من الاتفاق النووي عام 2018.

ولا تزال هذه العقوبات سارية حتى الآن، حيث يسعى الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن لإحياء المحادثات مع إيران حول الاتفاق النووي.

وأفادت خدمة “أويل ريسيرش” من ريفينيتيف-بحسب التحقيق أن إيران شحنت حوالي 17.8 مليون طن (306 آلاف برميل يومياً) من الخام.

وبينت أن طهران صدرت هذه الكميات القياسية إلى الصين خلال الأربعة عشر شهرا الماضية.

لكنها أكدت أن الشحنات بلغت مستويات قياسية في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط المنصرمين.

الأكثر أهمية ما كشفته التحقيق أن نحو 75 في المائة من الواردات النفطية “غير مباشرة” من إيران كانت توصف بإنها من الإمارات.

إضافة إلى سلطنة عمان وماليزيا، مبينا أن هذه الكميات دخلت الصين في الأساس من موانئ في إقليم شاندونغ الشرقي.

ويوجد في هذا الإقليم أغلب شركات التكرير المستقلة في الصين أو من ميناء إينجكو في إقليم لياونينغ في الشمال الشرقي.

ونقلت “رويترز” عن إيما لي محللة تدفقات النفط الخام في ريفينيتيف قولها إن “الكميات بدأت ترتفع من الربع الأخير في 2020”.

وأضافت “كان إقليم شاندونغ على رأس المناطق التي استقبلت الخام، وهو ما يشير إلى أن المستهلك الأساسي له معامل تكرير مستقلة”.

ونبهت تحقيق “رويترز” إلى أنه عادة ما تغلق الناقلات التي تحمل النفط الإيراني أجهزة تحديد مواقعها عند التحميل لتجنب رصدها.

ثم يصبح من الممكن متابعتها مرة أخرى عن طريق الأقمار الصناعية قرب موانئ في سلطنة عمان والإمارات والعراق.

وكشف لي أن بعض الناقلات تنقل جانبا من شحناتها إلى سفن أخرى قرب سنغافورة وماليزيا قبل أن تبحر إلى الصين.

ويأتي هذا التحقيق على الرغم من المزاعم الإماراتية بتصديها “للخطط التوسعية لإيران” ووقوفها بجانب المملكة العربية السعودية.

وكشفت أرقام وإحصائيات رسمية أعلنتها إيران قبل أسبوعين أن الإمارات في طليعة الدول المستورة للبضائع الإيرانية.

وتأتي هذه الأرقام رغم مزاعم الإمارات أنها تحارب إيران وتقف إلى جانب المملكة العربية السعودية في التصدي لتطلعات طهران التوسعية.

وكشف مدير عام مكتب الدول العربية والأفريقية بمنظمة تنمية التجارة الإيرانية فرزاد بيلتن مجموع ما تم تصديره خلال الأشهر الـ10 الماضية.

وذكر بيلتن أن إيران صدرت ما مجموعه 28.6 مليار دولار خلال عشرة أشهر من السنة المالية الحالية.

الأكثر أهمية للمسؤول الإيراني أن صادرات بنحو 10 مليارات دولار صدرت إلى العراق والإمارات بنسبة بلغت نحو 35%.

وتبدأ السنة المالية في إيران بتاريخ 21 مارس/ آذار من كل عام، وتنتهي في 20 مارس من العام التالي له.

وأوضح بيلتن أن قيمة صادرات إيران خلال الفترة المذكورة بلغت 6.3 مليارات دولار إلى العراق.

في حين بلغت قيمة الصادرات إلى الإمارات العربية المتحدة نحو 3.7 مليارات دولار.

وذكر المسؤول الإيراني أن قيمة صادرات بلاده إلى سلطنة عمان والتي تتمتع بعلاقات وثيقة مع طهران بلغت 700 مليون دولار.

وبين أن 20 دولة استأثرت بنحو 26 مليار دولار من الصادرات الإيرانية.

وفي ترتيب لبيلتن للدول المستورة، قال إن الصين احتلت المرتبة الأولى تليها العراق ثم الإمارات.

وخلال الأعوام الأخيرة، استدارت الإمارات في خطى سريعة نحو إيران وجهرت بعلاقاتها السياسية والاقتصادية دون مواربة.

وأكدت أبو ظبي مضيها في تقوية الروابط مع طهران سرًا وعلنًا.

وتأتي تصرفات أبو ظبي رغم مزاعمها بأنها تقف بجانب الخصم اللدود لها وهي السعودية.

وما عزز العلاقات الاقتصادية بين البلدين في زمن التوترات استخدام أبواب خلفية.

ومن أبرز هذه الأبواب تهريب النفط وتقديم تسهيلات مالية غير رسمية للطرفين، بحسب ما أكدت تقارير أمريكية.

وعقدت أبو ظبي وطهران صفقات ضخمة من الوقود والآلات والمعدات والتجهيزات وحتى أصغر قطع الغيار وغيرها.

وتجري عمليات تبادل تجاري كبيرة في سوق موازية لا تدون بياناتها في السجلات الرسمية ولا أنظمة المعلوماتية الإحصائية.

لكن هذه العمليات الضخمة حاضرة بعشرات المليارات من الدولارات.

وتؤكد تقارير أمريكية أن الإمارات يد العون لطهران خفية وجهرًا لإنقاذها من العقوبات الأميركية القاسية.

واستهدفت هذه العقوبات مختلف القطاعات الاقتصادية الإيرانية.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.