دراسة ترصد التقدم المستمر في التنويع الاقتصادي السعودي

أبرزت دراسة التقدم المستمر في التنويع الاقتصادي السعودي، مشيرة إلى أن جهود تنويع الاقتصاد السعودي تؤتي ثمارها في عام 2023، على الرغم من أن النفط لا يزال القوة الاقتصادية المهيمنة.

وقالت الدراسة الصادرة عن معهد دول الخليج العربية في واشنطن، إن تنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط يغد أحد الأهداف الرئيسية لبرنامج رؤية المملكة العربية السعودية 2030.

وتشير بيانات عام 2022 إلى إحراز تقدم نحو اقتصاد أكثر تنوعا. وبالمثل، تظهر التطورات في الصادرات والإنتاج والإيرادات الحكومية والتوظيف أنه، عبر معظم المقاييس، تم إحراز المزيد من التقدم خلال عام 2023، على الرغم من أن النفط لا يزال القوة المهيمنة في الاقتصاد السعودي.

وذكرت الدراسة أن أبسط طريقة لتتبع التقدم المحرز في التنويع هي النظر إلى سلسلة زمنية من المتغيرات ذات الصلة ومعرفة ما إذا كانت تتحرك في اتجاه يتوافق مع اقتصاد أكثر تنوعا.

على سبيل المثال، هل ترتفع نسبة الصادرات غير النفطية من إجمالي الصادرات؟ ومع ذلك، فإن الاعتماد على هذا النهج فقط يمكن أن يكون مضللاً. وفي عام مثل 2023، عندما انخفض إنتاج النفط وعائدات تصدير النفط، يمكن أن يبدو الاقتصاد فجأة أكثر تنوعا حتى لو لم يكن هناك نمو في القطاع غير النفطي.

وبالمثل، في عام مثل عام 2022، عندما يكون إنتاج النفط وعائدات تصدير النفط مرتفعة، يمكن أن يبدو الاقتصاد أقل تنوعًا حتى لو كان أداء القطاع غير النفطي جيدًا. ولذلك من المهم النظر في التقلبات قصيرة المدى في سوق النفط لتحديد الاتجاهات الأساسية في التنويع.

واستمر تنويع الصادرات في عام 2023. وارتفعت حصة الصادرات غير النفطية من إجمالي صادرات السلع والخدمات إلى 33% من 27% في عام 2022 و26% في عام 2018.

وإذا تم استبعاد الصادرات البتروكيماوية من الصادرات غير النفطية على أساس أن هذه الصادرات ترتبط المنتجات ارتباطًا وثيقًا بالنفط، كما أن التقدم في التنويع أصبح أكثر وضوحًا.

وارتفعت نسبة الصادرات غير النفطية وغير البتروكيماوية إلى إجمالي صادرات السلع والخدمات إلى 22% في عام 2023 من 15% في عام 2022 و13% في عام 2018.

وبالنظر إلى الصادرات غير النفطية كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، تظهر صورة مشابهة إلى حد كبير.

وكان المحرك الرئيسي لتوسع الصادرات غير النفطية هو قطاع السياحة. وفي عام 2023، ارتفعت الإيرادات من غير المقيمين الذين يزورون المملكة العربية السعودية بنسبة 43% إلى 36 مليار دولار.

وقد تضاعفت إيرادات السياحة ثلاث مرات تقريبًا منذ عام 2018، وهو آخر عام كامل قبل أن تبدأ المملكة في إصدار التأشيرات السياحية في سبتمبر 2019.

وكان هناك أيضًا نمو في صادرات الآلات ومعدات النقل في عام 2023، على الرغم من توقف صادرات المعادن الأساسية، التي نمت بشكل كبير خلال عام 2022. 2023 مع انخفاض أسعار التصدير.

ومع ذلك، تظل هذه القطاعات الثلاثة صغيرة نسبياً، حيث تمثل 2% أو أقل من إجمالي صادرات السلع والخدمات.

بموازاة ذلك أصبح تكوين الناتج المحلي الإجمالي في المملكة العربية السعودية أكثر تنوعا. وارتفعت حصة القطاع الخاص غير النفطي في إجمالي الناتج المحلي الاسمي إلى 44.6% في عام 2023 من 39.6% في عام 2022 و42.8% في عام 2018.

وتظهر قصة مماثلة بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، الذي يمثل التضخم. ومع ذلك، فمن المحتمل أن الشركات المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي مدرجة في تعريف القطاع الخاص، لذلك قد تبالغ هذه البيانات في تقدير المساهمة الحقيقية للقطاع الخاص في الاقتصاد.

وقد ضعفت العلاقة بين الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي غير النفطي للقطاع الخاص والإيرادات النفطية منذ عام 2018، مما يشير إلى أن الاقتصاد غير النفطي أصبح أقل اعتمادا على قطاع النفط.

واستمرت الإيرادات من المصادر غير النفطية في الارتفاع كحصة من الإيرادات الحكومية وكحصة من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي في عام 2023.

وكحصة من إجمالي الإيرادات الحكومية، وصلت إلى 37.8% في عام 2023، مقارنة بـ 32.4% في عام 2022 و32.5% في عام 2023. % في عام 2018.

وبلغت الإيرادات غير النفطية كحصة من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي 18.2% في عام 2023، و17.5% في عام 2022، و14.7% في عام 2018.

وتعكس الزيادة في حصة الإيرادات غير النفطية في عام 2023 مقارنة بعام 2022 الأداء القوي للاقتصاد الخاص غير النفطي في عام 2022 (يتم دفع ضرائب الشركات على أداء العام السابق)، واستمرار نمو الاستهلاك القوي، وانخفاض الإيرادات النفطية.

وبالمقارنة بعام 2018، فإن السبب الرئيسي للزيادة في الإيرادات غير النفطية هو ارتفاع معدل ضريبة القيمة المضافة (15% مقارنة بـ 5% في عام 2018).

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.