هل انقلب موقف الولايات المتحدة من الحوثيين بعد تصعيدهم الكبير بعمق السعودية؟

واشنطن- خليج 24| أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانا جديدا عقب تصعيد مسلحي الحوثي من هجماتهم في عمق المملكة العربية السعودية بشكل كبير.

وأدانت الخارجية الأمريكية في بيان لها بشدة هجمات الحوثيين ضد السعودية هذا الأسبوع.

وقالت إن “الحوثيون يهاجمون في الوقت الذي يلتزم المجتمع الدولي بإنهاء النزاع في اليمن”.

وشددت الخارجية الأمريكية على أن واشنطن “تدين بشدة الهجمات المعقدة للحوثيين ضد السعودية هذا الأسبوع”.

بما في ذلك الهجوم الأخير اليوم في جيزان الذي هدد البنية التحتية المدنية، بحسب البيان.

واعتبرت أن هذه الأعمال التي يقوم بها الحوثيون تديم الصراع في اليمن.

الأكثر أهمية أن الخارجية الأمريكية اتهمت الحوثيين بالعمل على إطالة معاناة الشعب اليمني.

إضافة إلى تعريض الجهود التي يقوم بها المبعوث الأميركي الخاص تيم ليبيركينج والمبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث لتعزيز جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

ووجهت الخارجية الأمريكية دعوة لجميع الأطراف بالموافقة على وقف شامل لإطلاق النار على الصعيد الوطني.

كما دعت للدخول في مفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق سياسي شامل تحت رعاية الأمم المتحدة.

ويوم أمس الخميس، أعلن مسلحو جماعة الحوثي في اليمن شن هجوم على شركة أرامكو السعودية وأهداف حساسة أخرى في جازان.

وذكر الحوثيون أنهم استهدفوا شركة أرامكو ومنصات صواريخ الباتريوت وأهدافا حساسا ب11 صاروخا وطائرة مسيرة.

في حين أعلن التحالف الذي تقوده السعودية اعتراض وتدمير 4 طائرات مسيرة و5 صواريخ باليستية.

وذكر المتحدث باسم الحوثيين يحيى سريع إن “القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير نفذوا عملية هجومية مشتركة”.

وأوضح أنه كانت بـ11 صاروخا وطائرة مسيرة استهدفت شركة أرامكو ومنصات الباتريوت وأهدافا حساسة في جازان.

وقال إنه “تم استهداف شركة أرامكو وأهدافا أخرى بسبعة صواريخ نوع سعير وبدر وكانت الإصابة دقيقة”.

وأضاف “نتج عنها اشتعال حرائق كبيرة في شركة أرامكو”.

وأردف “تم استهداف مخازن وقواعد الباتريوت بأربع طائرات مسيرة نوع صماد3 وقاصف 2k وكانت الإصابة دقيقة”.

واعتبر سريع أن “هذا الاستهداف يأتي ردا على تصعيد العدوان واستمرار الحصار وجرائمه المتواصلة وآخرها صعدة”.

وتوعد “بعمليات أوسع وأكبر إذا استمر في عدوانه وحصاره على بلدنا”.

من جانبه، قال المتحدث باسم قوات التحالف الذي تقوده السعودية العميد الركن تركي المالكي إن الدفاع الجوي الملكي السعودي تمكنت من اعتراض وتدمير 4 طائرات بدون طيار مفخخة.

إضافة إلى 5 صواريخ بالستية أطلقتها المليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران من محافظة صعدة تجاه مدينة جازان.

وأضاف المالكي أن “المليشيا الحوثية الإرهابية حاولت استهداف عدد من الأعيان المدنية والمحمية بموجب القانون الدولي الإنساني”.

ومنها-بحسب المالكي- “محاولة استهداف جامعة جازان”.

وقد نتج عن عملية الاعتراض والتدمير سقوط وتناثر شظايا الاعتراض في حرم الجامعة”.

وبين أنه “نتح عنه نشوب حريق محدود تمت السيطرة علية دون خسائر بالمدنيين”.

وقال إن “محاولات المليشيا الحوثية الإرهابية عدائية وعبثية لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية بطريقة ممنهجة ومتعمدة”.

وبين المالكي أن ذلك يتم باستخدام الطائرات بدون طيار المفخخة والصواريخ البالستية وإن هذه الأعمال العدائية تمثل جرائم حرب.

وقب يومين، شن مسلحو جماعة الحوثي في اليمن هجوما واسعا على عمق المملكة العربية السعودية.

وذكر الحوثيون في إعلانهم عن هذا الهجوم بأن استهدف مصافي شركة أرامكو للنفط ومواقع عسكرية حساسة في مدن بداخل السعودية.

وأوضحت أن العملية الهجومية في العمق السعودي حققت أهدافها.

وقال العميد يحيى سريع المتحدث باسم قوات الحوثي إن العملية “استمرت منذ مساء الأحد حتى فجر الاثنين”.

وأضاف أن “العملية استهدفت مصافي أرامكو في جدة والجبيل”.

إضافة إلى مواقع عسكرية حساسة في مدينتي خميس مشيط وجيزان القريبتين من الحدود اليمنية، بحسب سريع.

من جانبه، أعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية اعتراض وتدمير 6 طائرات مسيرة مفخخة.

وقال إن “المحاولات الحوثية العدائية ممنهجة ومتعمدة لاستهداف المدنيين”.

وأضاف “أنهم يتخذون الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين بما يتوافق مع القانون الدولي”.

كثف مسلحو جماعة “أنصار الله” الحوثية في اليمن من هجماتهم على مدينة خميس مشيط في عمق المملكة العربية السعودية.

وتحوي خميس مشيط الواقعة جنوب السعودية قاعدة الملك خالد الجوية التي تبعد مئتي كيلومتر عن الحدود اليمنية.

وأعلنت وسائل إعلام رسمية بالسعودية يوم الأحد أن التحالف الذي تقوده السعودية اعترض ودمر طائرة مسيرة أطلقها الحوثيون باتجاه خميس مشيط.

في المقابل، ذكر المتحدث باسم جماعة الحوثي العميد يحيى السريع في تغريدة على تويتر أن قواتهم “استهدفت مرابض الطائرات الحربية في مطار جيزان وقاعدة الملك خالد الجوية بخميس مشيط”.

اللافت في إعلان المتحدث العسكري باسم الحوثيين أن الهجوم تم بواسطة طائرات من طراز “قاصف” وليس انتحارية.

وهذا يعني أنهم باتوا يشنون هجمات بطائرات مسيرة تلقي قنابل باتجاه أهدافها وتعود إلى اليمن.

وباتت خميس مشيط هدفا متكررا لهجمات المليشيات الحوثية.

والأربعاء الماضي أعلن التحالف “اعتراض وتدمير طائرة بدون طيار مفخخة أطلقها الحوثيون على المنطقة الواقعة جنوب غرب المملكة.

كما أعلن التحالف يوم الثلاثاء اعتراض وتدمير طائرة دون طيار مفخخة أطلقها الحوثيون تجاه خميس مشيط.

ويأتي تصعيد الحوثيين في الوقت الذي قدمت فيه السعودية عرضا عليهم لوقف إطلاق النار على مستوى البلاد.

ويتضمن العرض إعادة فتح خطوط جوية وبحرية بعد تزايد الهجمات الحوثية على الأراضي السعودية.

وتشمل المبادرة التي أعلنها وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان إعادة فتح مطار صنعاء.

إضافة إلى السماح باستيراد الوقود والمواد الغذائية عبر ميناء الحُديدة.

وأصبحت المدينة مؤخرا هدفا للحوثيين بشكل شبه يومي، حيث بات كل هجوم للحوثيين تجاه العمق السعودي يطال المدينة أيضا.

وتضم المدينة قاعدة الملك خالد الجوية وهي قاعدة جوية تابعة للقوات الجوية الملكية السعودية.

وتعتبر القاعدة مركز قيادة المنطقة الجنوبية، وقاعدة طائرات عمليتي “عاصفة الحزم” و”إعادة الأمل” في اليمن.

تم تصميم القاعدة ومنشآتها التي بنيت عام 1960 من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.

ويوجد في القاعدة طائرات حربية سعودية من نوع إف-15 إي سترايك إيغل.

وكانت أول محاولة استهداف للقاعدة من قبل الحوثيين في 15 يونيو 2015 باستهدافها بصاروخ سكود.

وأعلن حينها التحالف أنه تم اعتراض الصاروخ الحوثي من قبل قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي قبل الوصول إلى القاعدة.

ومنذ ذلك الحين يواصل الحوثيون هجماتهم على القاعدة بواسطة الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة.

غير أن السعودية لا تعلن عن خسائرها البشرية والمادية في هجمات الحوثيين على قواعدها العسكرية داخل المملكة.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.