قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن الجهود المبذولة لتمديد الهدنة المؤقتة بين إسرائيل وحركة حماس تعتمد على قيام الحركة بتحديد مكان عشرات النساء والأطفال المحتجزين في غزة.
ومن المقرر أن تنتهي فترة التوقف لمدة أربعة أيام في الحرب التي توسطت فيها قطر والتي بدأت يوم الجمعة بعد يوم الاثنين، وكجزء من الصفقة وافقت الجماعة الإسلامية على إطلاق سراح 50 امرأة وطفلا.
وفي المقابل وافقت إسرائيل على إيصال مساعدات متزايدة إلى القطاع المحاصر وإطلاق سراح 150 فلسطينيا محتجزين في السجون الإسرائيلية.
وقال آل ثاني قال لصحيفة فايننشال تايمز إن أكثر من 40 امرأة وطفلا آخرين ما زالوا محتجزين في غزة ولا يعتقد أنهم محتجزون لدى حماس.
وأضاف أن الهدنة يمكن تمديدها إذا تمكنت حماس من استغلال فترة التوقف في الصراع لتحديد مكان الرهائن.
وقال الشيخ محمد “إذا حصلوا على المزيد من النساء والأطفال، فسيكون هناك تمديد” مضيفا “لا نملك أي معلومات واضحة حتى الان عن العدد الذي يمكنهم العثور عليه بسبب.. أحد أهداف [الوقفة الإنسانية] هو أنه سيكون لدى حماس الوقت للبحث عن بقية المفقودين”.
وذكر أن إسرائيل زودت قطر بقائمة تضم أكثر من تسعين امرأة وطفلا تم أسرهم خلال هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والذي أسفر، وفقا لمسؤولين إسرائيليين، عن مقتل نحو 1200 شخص.
وتم احتجاز حوالي 240 شخصا في غزة التي تسيطر عليها حماس خلال الهجوم، ومن بين الأسرى الآخرين جنود إسرائيليون ومدنيون.
وقال رئيس الوزراء القطري إن إسرائيل مستعدة لتمديد الهدنة المؤقتة إذا “كان هناك دليل” على أن حماس لديها المزيد من النساء والأطفال لإطلاق سراحهم، “ولكن لا شيء أكثر من ذلك”.
وأضاف أن حماس أبلغت قطر أن مقاتليها لم يأسروا مدنيين، وألقت باللوم في ذلك على الجماعات المسلحة الأخرى والفلسطينيين الذين اجتاحوا جنوب إسرائيل بعد أن اخترق مقاتلون الحواجز الأمنية الإسرائيلية حول غزة.
وقال الشيخ محمد إنه عندما تم التوصل إلى صفقة الرهائن، تم الاتفاق على إطلاق سراح خمسين امرأة وطفلا لأن هذا هو العدد الذي قالت حماس إنها تمكنت من تأمينه.
أظهر مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي يوم هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وكذلك لقطات جمعها الجيش الإسرائيلي في الأسابيع اللاحقة، مقاتلي حماس، بعضهم يرتدي الزي العسكري، وفلسطينيين آخرين يمرون عبر منازل إسرائيلية وهم يقتلون مدنيين ويأخذون آخرين أسرى.
وقال الشيخ محمد إن حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وهي فصيل مسلح آخر في غزة، تنسق مع حماس بشأن إطلاق سراح الرهائن.
وقال الشيخ محمد “من وجهة نظرنا، نريد أن نرى هذه الحرب تتوقف للتوصل إلى حل لمعالجة مخاوفهم [إسرائيل]، ولكن حتى الآن الاستعداد الوحيد للتفاوض حول أي وقف لإطلاق نار يجب ان يكون مرتبطا بالرهائن”.
وتابع “إذا سارت الأمور في الاتجاه الصحيح، فسنكون قادرين على الدخول في مفاوضات بشأن فئة أخرى [من الرهائن]”.
ومنذ دخول اتفاق الرهائن حيز التنفيذ يوم الجمعة، أطلقت حماس سراح 39 امرأة وطفلا و18 أجنبيا، أفرجت إسرائيل عن 117 امرأة وطفلا فلسطينيا من سجونها.
وأرسلت قطر، التي تستضيف المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة، مسؤولين إلى إسرائيل للتنسيق مع الطرفين.
وقال الشيخ محمد، الذي يشغل أيضا منصب وزير الخارجية، إن الفشل في تأمين وقف إطلاق نار ممتد سيخاطر بامتداد الحرب بين إسرائيل وحماس وزعزعة استقرار “المنطقة بأكملها”.
وانتقد القوى الغربية لعدم ممارسة المزيد من الضغوط على إسرائيل لإنهاء القتال، محذرا من أن القصف الإسرائيلي وحصار غزة يهدد بتطرف جيل من الشباب العرب.
ووفقا لمسؤولين فلسطينيين، تسببت الغارات الإسرائيلية في مقتل أكثر من 13300 شخص، بينهم العديد من النساء والأطفال، في غزة، التي يقطنها 2.3 مليون شخص.
وقال الشيخ محمد إن إدارة بايدن كانت مفيدة طوال المفاوضات بشأن الرهائن، لكنه أضاف “نعتقد أن هناك المزيد مما يتعين القيام به بشأن وقف إطلاق النار”.
ودعا الشيخ محمد إلى التعامل مع الحرب بين إسرائيل وحماس “مثل الصراعات الأخرى”، قائلا إن “الدعوة إلى وقف إطلاق النار بعد هذا الدمار والقتل [في غزة] والتهجير واجب على الجميع”.
وأضاف “هناك خيبة أمل كبيرة في المنطقة من رد فعل الغرب. نعم نتفق على أن ما حدث في 7 أكتوبر كان هجومًا مروعًا، وندين قتل المدنيين. . . كنا نتوقع من الغرب أن يكون قتل الشعب الفلسطيني أمر يستحق الإدانة”.
وأضاف: “حياة الناس هي حياة البشر، سواء كانوا فلسطينيين أو إسرائيليين أو أوكرانيين أو روس – أيا كانوا” مضيفا “وما نتوقعه على الأقل هو أن يتقدم (الغرب) بنفس المعايير، ونفس المبادئ التي دافع عنها في الحروب الأخرى”.
وقال الشيخ محمد إن هدف إسرائيل المعلن المتمثل في تدمير حماس واستئصالها من غزة ليس واقعيا “في نهاية المطاف، تدمير حماس من خلال استمرار هذه الحرب لن يحدث أبدا”.
وأضاف أن هذا لن يؤدي إلا إلى تأجيج خطاب التطرف والتشدد “نحن بحاجة إلى حل سياسي يضمن السلامة للشعب الفلسطيني والشعب الإسرائيلي”.
وقال إن الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية المحتلة بحاجة إلى “أفق سياسي” لإقامة دولة خاصة بهم قابلة للحياة ليكونوا قادرين على اختيار قيادتهم وأن يكون لديهم حكومة واحدة تدير كلا الإقليمين و”بخلاف ذلك . . . لن يكون هناك حل”، لكن في الوقت الحالي: “خطتنا الوحيدة هي وقف الحرب”.
وحذر من “أن حجم الغضب والانفعال لدى السكان العرب في المنطقة غير مسبوق عندما يرون هذه الصور، ولا أحد يتحرك لوقف ذلك”.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=66169