القدس المحتلة- خليج 24| كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن تحركات واسعة بإسرائيل لنقض اتفاق سري جرى توقيعه مع دولة الإمارات العربية المتحدة لتوقعات بتسببه بـ”كارثة غير مسبوقة”.
وأكدت صحيفة “غلوبس” الاقتصادية العبرية أن منظمات بيئية في إسرائيل وبدعم من وزارة شؤون البيئة تطالب بإلغاء الاتفاق مع الإمارات.
ويقضى الاتفاق على نقل نفط الإمارات إلى أوروبا عبر أنبوب “إيلات- عسقلان” وذلك بحسب اتفاق سري بين الجانبين.
وكشف عن الاتفاق عقب توقيع اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل في شهر سبتمبر الماضي.
وأوضحت الصحيفة أن منظمات حماية البيئة تضغط بقوة لإلغاء الاتفاق.
وتأتي هذه الضغوط في الوقت الذي تعاني فيه إسرائيل من حادثة تسرب نفطي خطيرة في مياه البحر الأبيض المتوسط.
ومن المتوقع أن يدفع هذا التسرب النفطي لزيادة الضغوط كثيرا على الحكومة لإلغاء الاتفاقية مع أبو ظبي.
وتحذر المنظمات البيئة الإسرائيلية وعلى رأسها “شركة حماية البيئة” من كارثة بيئية غير مسبوقة على إسرائيل جراء تلوت “خليج إيلات”.
وسيستقبل خليج إيلات الناقلات التي ستنقل النفط الإماراتي إلى إيلات لينقل من هناك عبر أنبوب إلى عسقلان ومنها إلى أوروبا.
وأوضحت “غلوبس” أن الشركة الحكومية الإسرائيلية التي تدير أنبوب “إيلات عسقلان” (كاتسا) وقعت في أكتوبر الماضي مذكرة تفاهم “ملزمة” مع شركة “MED-RED” الإماراتية.
ويقوم الاتفاق على تدشين “جسر بري” يتم عبره نقل النفط الإماراتي في ناقلات تمر عبر البحر الأحمر إلى إيلات.
ومن ثم يتم إفراغ حمولاتها هناك ليتم نقلها إلى ميناء عسقلان عبر أنبوب.
وتؤكد منظمات حماية البيئة الإسرائيلية أن نقل النفط الإماراتي عبر “خليج إيلات” يحمل في طياته خطر تسرب الوقود إلى مياه الخليج.
ونبهت إلى مخاطر ذلك مع كل ما ينطوي عليه الأمر من مخاطر بيئية.
وكشفت الصحيفة أجزاء مهمة من تفاصيل الاتفاق بين الشركتين الإسرائيلية والإماراتية رغم سرقة الاتفاق.
وأوضحت أن الاتفاق يسمح بمرور 120 ناقلة نفط “هائلة” تحمل عشرات الملايين من النفط، بحسب ما نقلت عن منظمة “تسلول” البيئية الإسرائيلية.
ولفتت إلى أن المنظمات البيئية في إسرائيل فوجئت عندما توجهت إلى وزارة المالية الإسرائيلية المشرفة على أنشطة شركة “كاتسا”.
وكانت ترغب هذه المنظمات في الاطلاع على بنود الاتفاق مع الإمارات، بأنّ الوزارة لا تملك نسخة عنه.
ونبهت إلى أن هذه الشركة عادة ما تحيط أنشطتها والاتفاقات التي توقعها بسرية.
وهذا ما جعل المنظمات البيئية تخشى أن يتم نقل النفط الإماراتي دون رقابة في منطقة “تعد بالغة الحساسية”.
الأكثر أهمية، أن المنظمات البيئية تتلقى دعما من وزارة شؤون البيئة للدفع لإلغاء الاتفاق مع الإمارات.
وأشارت إلى أن وزيرة شؤون البيئة غيلا غمليئيل وهو من حزب الليكود الذي يرأسه بنيامين نتنياهو تدعم المنظمات.
وترفض الوزارة بشدة تحويل إسرائيل إلى منطقة لنقل النفط.
ونبهت إلى أن تطبيق الاتفاق يمكن أن يسهم في تلويث سواحل إسرائيل على البحر المتوسط.
وتمر من سواحل إسرائيل هذه نحو 30% من الحركة البحرية العالمية.
رغم أنه يمثل 1% من مساحة المسطحات المائية في العالم.
وطالبت غمليئيل خلال نقاشات حول الاتفاق مع الإمارات بإلغاء الاتفاق، مؤكدة أنه “خطوة في الاتجاه الخاطئ”.
وكشفت تقارير إسرائيلية وأجنبية مؤخرا عن مشروع بين إسرائيل والإمارات لإنشاء “مشروع عسقلان”.
ويبلغ طول المشروع 158 ميلا ويمتد من البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط.
وتسعى إسرائيل والإمارات لتوفير بديل أرخص من قناة السويس المصرية عبر شبكة خطوط أنابيب.
وستنقل هذه الخطوط النفط والغاز إلى الموانئ البحرية التي تصل لكل العالم ما يؤثر بشكل كبير على قناة السويس.
وتعد قناة السويس أحد مصادر الدخل الكبرى لجمهورية مصر العربية.
وكشفت تقرير أجنبية مؤخرا عن غضب مصري كبير من الإمارات بسبب هذا المشروع مع إسرائيل.
وقبل أسابيع استعرض الصحفي الإسرائيلي في صحيفة “هآرتس” تسفي بارئيل مواضع تصاعد الخلاف بين الإمارات ومصر.
وأشار إلى أن منها نية مشتركة بين إسرائيل والإمارات لبناء قناة تربط بين البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط.
وأكد المحلل الإسرائيلي أن هذه الخطوات زادت من شكوك مصر بأن إسرائيل والإمارات تنويان تجاوز قناة السويس.
وتتخوف القاهرة من أن هذه الخطوة ستمس جداً بمصدر من مصادر الدخل المهمة، وليس أقل من ذلك المس بمكانتها بالمنطقة.
ولم يخفي إسحاق ليفي الرئيس التنفيذي لشركة خطوط الأنابيب في إسرائيل هدفهم من المشروع مع الإمارات.
وقال “هدفنا هو أن يستحوذ خط الأنابيب على ما بين 12 إلى 17% من أعمال النفط بالقناة المصرية”.
وأوضح لمجلة “فورين بوليسي” قبل أشهر “يضخ الكثير من النفط الخام الخليجي المتجه لأوروبا وأمريكا الشمالية عبر قناة السويس”.
وأغضب الاتفاق السري مصر كثيرا بسبب تأثيره على قناة السويس التي تعد أحد أبرز مصادر الدخل القومي المصري.
وقبل أسابيع كشف رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع المخاطر الكبيرة للمشروع السري الذي تقوم الإمارات وإسرائيل بتدشينه.
وأكد الفريق ربيع خلال لقاء مع قناة “صدى البلد” المصرية أن المشروع سيؤثر بشكل كبير على قناة السويس.
وقال “حتى الآن لم يظهر مشروع ينافس قناة السويس، لكن في الأفق سوف يظهر مشروع مثل مشروع عسقلان”.
وأوضح المسؤول المصري أن القاهرة تتابع بشكل كبير ما يتم الإعلان عنه عن مشروع الإمارات وإسرائيل.
وبين أن أبو ظبي وتل أبيب تسعيان لإنجاح المشروع بتقديم الحوافز والخدمات الجديدة على حساب القناة المصرية.
ونبه الفريق ربيع إلى أن مشروع عسقلان سيؤثر على سفن البترول المارة في قناة السويس بنسبة 16 في المائة.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=13743
التعليقات مغلقة.