القاهرة- خليج 24 | استعرضت صحيفة إسرائيلية تصاعد الخلافات بين جمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة في مناحي متعددة .
وأوضحت الصحيفة في مقال للكاتب تفسي بارئيل أن القمة الخليجية الأخيرة في السعودية عمقت الخلافات .
وذلك بين رئيس مصر عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، بعد خلافات في ملفات كثيرة .
وأشارت بارئيل إلى أن رئيس مصر لم يكن راضياً عن عدة بنود في الاتفاق مع قطر بخصوص المصالحة معها .
ولفت إلى أن السيسي أعلن عدم مشاركته في القمة وأرسل وزير خارجته سامح شكري .
وذكر بارئيل أن السيسي اعتبر المصالحة تنازلاً مبالغاً فيه للدوحة، بل ويضر بمصالح القاهرة .
ونبه إلى تقارير في مصر عن غضب السيسي بشكل خاص من إلغاء طلبَي إغلاق قناة “الجزيرة” والتوقف عن دعم الإخوان المسلمين.
وبحسب بارئيل فإنه ” من غير المعروف حتى الآن أي من الطرفين كان يجب عليه التنازل وعن ماذا بالضبط “.
وبين أن المسألتان اللتان من اجلهما انضمت مصر لحصار قطر هما الموقف من قناة “الجزيرة” والحرب الضروس ضد الإخوان المسلمين .
ووفق المحلل الإسرائيلي فإنه “إذا كان للسيسي سبب لعدم احتضان أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، فهو يكمن في هذه التنازلات “.
ونبه إلى أن الرئيس المصري لا يمكن أن يقف مباشرة ضد السعودية وتخريب جهودها لإعادة تجميل صورتها بأمريكا بمصالحة قطر .
وأضاف بارئيل أنه ” لذلك اختار اتباع مناورة دبلوماسية معروفة، وهي الغائب – الحاضر “.
وتحدث عن التحالف الذي يجمع السعودية والإمارات والبحرين ومصر، مشيرا إلى أن “شروخا بدأت تتكشف فيه مؤخرا “.
وبين بارئيل أن هذا يعود لخوف مصر من أن دول الخليج والإمارات خاصة بدأت بإضعاف مكانتها بالشرق الأوسط وواشنطن .
وأوضح أن التوتر ازداد التوتر بين القاهرة وأبو ظبي في شهر آب / أغسطس الماضي .
وذلك عند توقيع الأخيرة على اتفاقات التطبيع مع إسرائيل .
ولفت إلى أن السيسي لم يكن ضمن دائرة المعلومات والمشاورات التي أجراها بن زايد .
ونقل عن صحفيين مصريين قوله إن السيسي علم عن نية تطبيع العلاقات، لكنه ” لم يتحمس لمبادرة الإمارات “.
ويعود ذلك لأن الرئيس المصري أراد أن يكون هو عراب هذه الخطوات الإسرائيلية إزاء إسرائيل .
وذكر بارئيل أن السيسي خشي من أن يسلب هذا الاتفاق مصر صولجان قيادة الملف الإسرائيلي .
وأن يحول الإمارات إلى “ملكة السلام” – اللقب الذي احتفظت به مصر منذ اتفاقات كامب ديفيد واستندت إليه علاقاتها بأمريكا .
وقال بائيل ” إذا كان السيسي قد غضب حقاً من قوة الإمارات، فحتماً أخفى إحساسه بشكل جيد “.
وأشار إلى الخلافات المصرية الإماراتية حول الحرب في ليبيا ، حيث تعدان داعما للجنرال الانفصالي خليفة حفتر .
وأوضح المحلل الإسرائيلي أن الخلاف يعود لأن بن زايد مستعداً لتليين مواقفه من الحكومة الليبية الشرعية.
بينما يقف السيسي قلقاً من اعتماد الحكومة الليبية على التيارات الدينية، ولا سيما على الإخوان المسلمين .
وبين أن مصر تعتبر الجبهة الليبية تهديداً لأمنها الوطني، أما الإمارات تعتبرها معركة سياسية هدفها توسيع نفوذها في المنطقة.
وكشف بارئيل عن غضب مصري مما تعتبره القاهرة ” سيطرة للإمارات على الفضاء العربي يمس تدخلها في القرن الإفريقي “.
وذكر أن الإمارات تعهدت بأن تحول لإثيوبيا 3 مليارات دولار، ثلثها وديعة للبنك المركزي لإنقاذها من أزمة اقتصادية .
إضافة إلى وساطة أبو ظبي في اتفاق المصالحة بين أريتيريا وإثيوبيا في 2018 .
كما زودت الإمارات أديس أبابا بطائرات بدون طيار أثناء المواجهة مع دولة تغراي في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
ولفت بارئيل إلى أن السلطات الإماراتية تدفع قدماً بالتعاون مع إسرائيل في موضوع الاستخبارات .
وهو خطوة تثير مخاوف مصر من أن يتحول القرن الإفريقي إلى قاعدة استخبارية لإسرائيل .
وبين أن مصر حاولت إقناع السودان بدعم التغريين في المواجهة الداخلية في إثيوبيا .
كما طلبت من أبو ظبي الضغط على أديس أبابا في مسألة السد على نهر النيل .
وطلبت من الإمارات أيضا استخدام الضغط الاقتصادي لجعل إثيوبيا توافق على طلباتهم .
وذلك لتضمن أن إنشاء سد النهضة لن يمس بمصالح القاهرة في موضوع توزيع المياه ومجالات حيوية أخرى مرتبطة بالنهر .
وأشار بارئيل إلى أن القاهرة ترى أن الإمارات لم تفعل بما فيه الكفاية في هذا الشأن “.
ولفت أيضا إلى التقارير التي تتحدث عن نية مشتركة بين إسرائيل وأبو ظبي لبناء قناة تربط بين البحر الأحمر عبر إيلات بميناء حيفا.
إضافة لفكرة إنشاء أنبوب نفط يربط بين إيلات وأسدود، وتنافس الإمارات لجانب شركات إسرائيلية في العطاء على شراء ميناء حيفا.
وأكد المحلل الإسرائيلي أن هذه الخطوات زادت من شكوك مصر بأن إسرائيل والإمارات تنويان تجاوز قناة السويس .
وتتخوف القاهرة من أن هذه الخطوة ستمس جداً بمصدر من مصادر الدخل المهمة، وليس أقل من ذلك المس بمكانتها بالمنطقة.
وكشف بارئيل عن عدم رضى مصري لتدخل الإمارات المكثف في الجارة السودان .
وقال إن دور أبو ظبي لم يقتصر دور على التطبيع بين إسرائيل والسودان .
وأضاف ” بل وأقنعت هي وإسرائيل الرئيس ترامب بأن يرفع السودان من قائمة الدول المؤيدة للإرهاب “.
وأردف بارئيل ” ثم توسطت بين الخرطوم وموسكو في اتفاق إقامة قاعدة بحرية روسية في بور سودان “.
وأشار كذلك الاتفاق الذي وقيع في بداية كانون الأول/ ديسمبر الذي سيظل ساري المفعول ل 25 عاما
ويستهدف تمكين روسيا من أن يكون لها في الميناء الذي يقع على شواطئ البحر الأحمر أربع سفن حربية على الأقل .
ووفق بارئيل ” فإن مصر تتابع بقلق التأثير الإماراتي للأوضاع في اليمن وخاصة في مدينة عدن وجزيرة سوقطرى .
وأوضح أن ذلك يتم من خلال ” المجلس الانتقالي المؤقت ” المدعوم إماراتيا .
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=8862