مركز أمريكي: السعودية والإمارات خائفتان من طالبان وتضعها تحت الاختبار

الرياض – خليج 24| قال مركز ويلسون الأميركي إن التعامل مع تقدم حركة “طالبان” الإسلامية في أفغانستان سيكون تحديا كبيرا لدول الخليج العربية، وخاصة السعودية والإمارات.

وأكد المركز الشهير أن العامل الحاسم هو ما إذا كانت “طالبان” ستعمل بأي خيارين في المنطقة.

وأشار إلى أنها إذ عملت كمبشر للحركات الإسلامية ودعمت معارضتها للأنظمة الحاكمة في السعودية والإمارات سيكون محط اختبار.

وذكر المركز أن الخيار إذا ما ستعمل طالبان على الاندماج في المجتمع الدولي.

وختم بقوله: “فقط الوقت كفيل بالإثبات”.

كما تناول موقع «جيوبوليتيكال فيوتشرز» الأميركي بمقال لأستاذ العلوم السياسية هلال كاشان، العلاقة المعقدة بين السعودية والإمارات مع حركة طالبان مع عودتها للسلطة.

وقال الموقع واسع الانتشار إن النخبة الحاكمة في الرياض وأبو ظبي بقيت لديها مخاوف عميقة بشأن تولي “طالبان” للحكم.

وأشار إلى أن السعودية دعت طالبان لتبني نظام سياسي يشمل جميع شرائح المجتمع الأفغاني.

وبالمثل، أعربت الإمارات عن مخاوفها الأمنية، داعية الحركة الإسلامية للتركيز على إحلال السلام والاستقرار.

وأكد أن المخاوف والاحتفالات تبدو بعيدة كل البعد عن حقيقة أن طالبان لا تمثل تهديدًا خطيرًا للدول الإسلامية خارج أفغانستان.

وقالت صحيفة إسرائيلية شهيرة إن السعودية والإمارات فشلتا بإقناع حركة طالبان بإقامة ممثليات على أراضيهم مع سيطرتها على أفغانستان عقب الانسحاب أمريكا منها.

وذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية أن ذلك يأتي بينما اختيرت قطر من قبل طالبان لتكون دولة الاتصال بينها وبين أمريكا.

وأكدت أن سبب فشل السعودية والإمارات يعود إلى أنهما تديران صراعًا ضد الحركات الإسلامية.

وقالت صحيفة Independent البريطانية إن العديد من الدول مثل الهند وألمانيا وحتى المملكة العربية السعودية تسعى إلى بناء علاقات مع حركة طالبان في أفغانستان وأن كله سيكون عبر قطر.

وذكرت الصحيفة أن حركة طالبان الآن في مقعد القيادة الدبلوماسية عقب سيطرتها على كابل.

وأكدت أن الممر الوحيد لبناء السعودية علاقات مع طالبان سيكون عبر قطر.

وتطرقت الصحيفة إلى إخفاقات كبيرة لدور السعودية الإقليمي بسبب سياسة ولي عهدها محمد بن سلمان.

ونشر موقع “يوراسيا ريفيو” البحثي مقالًا تحليلًا سياسيًا سلّط فيه الضوء على أدوار دول الخليج وخاصة قطر والسعودية في أفغانستان عقب تولي حركة طالبان للحكم فيها.

وقال الموقع إنه من المرجح أن تستثمر السعودية والإمارات في أفغانستان للتنافس مع قطر.

وذكر أن الرياض وأبو ظبي ستستغرقان وقتًا طويلاً للتفاوض مع طالبان غلى عكس قطر؟

ونبه الموقع التحليلي إلى أن قطر تفاعلت معهم واستضافتهم منذ 8 سنوات، وبالتالي تتقدم قطر بخطوات عليهم.

لكن يتزامن ذلك مع ما كشفته صحيفة “الغارديان” البريطانية بأن الفراغ في أفغانستان سيزيد من فوضى السياسات الإقليمية في المنطقة.

وقالت الصحيفة إن علاقة إيران مع حركة طالبان التي تسيطر على كابل باتت أوثق من أي وقت مضى.

لكن أكدت في المقابل أنه وعلى خلاف قطر فإن السعودية تنسحب من أي علاقة مع الحركة التي كان لها علاقة وثيقة بها قبل سنوات.

ورجحت أن تمتد الحرب الباردة بين دولتي قطر والإمارات إلى الأراضي الأفغانية.

وكان تقرير لموقع Amwaj استعرض تطورات الوضع بأفغانستان عقب سيطرة طالبان عليها الأسبوع، ودور السعودية والإمارات وقطر في المرحلة المقبلة.

وبحسب الموقع “برزت قطر كمعبر عربي وحيد لحركة طالبان، وتتصدر الآن سباق النفوذ في أفغانستان”.

في حين لم تعد السعودية والإمارات لاعبين من الدرجة الأولى، وفق Amwaj.

وأوضح أن السعودية لم تعد صاحبة نفود لأنها تخلت عن دورها كوسيط وطردت المبعوث السياسي لطالبان قبل عشر سنوات.

وقبل يومين، كشفت مصادر سعودية مطلعة عن تكثيف المملكة ضغوطها على باكستان لنيل حصة في الملف الأفغاني في ضوء التطورات المتلاحقة والاهتمام العالمي بهذا الملف.

وأوضحت المصادر لـ”خليج 24″ أن السعودية وعدت باكستان بمبلغ مالي كبير واستثمارات ضخمة حال تمكينها من ذلك.

ولفتت إلى أن السعودية وجدت نفسها بدون أي دور في هذا الملف، وهذا ما يقلل من شأنها الإقليمي والدولي.

في حين كان لدولة قطر الدور الأبرز في الملف الأفغاني- بحسب المصادر- وهذا ما “أغاظ كبار حكام السعودية خاصة ولي العهد محمد بن سلمان”.

وتعد باكستان إحدى الدول المحاذية لأفغانستان، لارتباطها بحدود جغرافية معها، إضافة لعلاقاتها مع حركة طالبان التي سيطرت على البلاد.

وقبل يومين، تلقى وزير خارجية الرياض فيصل بن فرحان بن عبد الله اتصالا هاتفيا من نظيره الباكستاني شاه محمود قريشي.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أنه جرى خلاله استعراض العلاقات الاستراتيجية بين المملكة وباكستان وسُبل تعزيزها بالمجالات المشتركة كافة.

وأكدت أن الاتصال بحث أيضاً “أبرز المستجدات وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في أفغانستان، والمستجدات في المنطقة”.

لكن الوكالة لم تذكر مزيدا من التفاصيل حول الاتصال الهاتفي.

وكان ابن فرحان زار باكستان أواخر يوليو الماضي والتقى كبار المسؤولين هناك، باحثا الملف الأفغاني.

وجاءت زيارة ابن فرحان حينها في ضوء تسارع التطورات في أفغانستان.

وتأتي زيارة وزير خارجية السعودية إلى باكستان في محاولة للحصول من حليفتها السابقة على أي إنجاز تسجله لنفسها بالملف الأفغاني.

وترى السعودية أنها لم تحقق أي إنجاز في هذا الملف في ظل نجاح قطر وتركيا وإيران بتحقيق دور كبير لها.

لكن ذكر ابن فرحان في مؤتمر صحفي بإسلام آباد أن “العمل متواصل لتطوير علاقة السعودية مع باكستان”.

وأيضا لفت إلى أنه بحث مع الجانب الباكستاني التعاون في “مجال البيئة”.

غير أن وسائل إعلام باكستانية كشفت أن الهدف الأساس من زيارة ابن فرحان هو الملف الأفغاني.

ولفتت إلى أن السعودية تحاول من خلال ابتزاز إسلام أباد بالدعم الذي تقدمه لها الحصول على أي انجاز في الملف الأفغاني.

غير أنها أشارت إلى أن ترتيبات الأوضاع في أفغانستان قد انتهت في ضوء تسارع وتيرة الانسحاب الأمريكي من هناك.

إضافة إلى ضلوع الكثير من الدول في هذا الملف وفي مقدمتهم إيران وتركيا وقطر.

من ناحيته، أكد وزير خارجية باكستان أنه بحث مع نظيره السعودي آخر التطورات في أفغانستان خصوصاً بعد انسحاب القوات الأمريكية.

كما أكد أن إسلام آباد تهدف لتحسين علاقتها الاقتصادية مع الرياض، مشددا على “ارتياح بلاده بتقدم العلاقات مع المملكة”.

في حين، ذكرت الخارجية السعودية أن “اللقاء تطرق إلى أهمية توسيع وتكثيف آفاق التعاون والتنسيق الثنائي وتعزيزه في مختلف المجالات”.

والأسبوع الماضي، كشفت دورية “فورين أفيرز” Foreign Affairs في مقال لها أن السعودية تواجه أسوأ معضلة لها في ملف أفغانستان عقب سيطرة حركة طالبان على البلاد.

وأوضحت الدورية أن السعودية كانت تموّل حركة طالبان مالياً وعسكرياً.

ثم أوقفت العلاقات الدبلوماسية مع حركة طالبان وتوجّهت إلى دعم (زعيم تنظيم القاعدة أسامة) بن لادن الذي انقلب ضد الجميع فيما بعد”، بحسب الدورية.

وأكدت الدورية أن هذا “يجعل السعودية أمام تحدٍ جديد للعودة إلى هناك.

في حين، ذكر موقع “المونيتور” أن الرياض وأبو ظبي كانتا من أوائل الدول في العالم التي اعترفت بحركة طالبان عندما حكمت أفغانستان الفترة الماضية.

لكن هذه المرة- يضيف الموقع- فموقف الرياض وأبو ظبي غير واضح خصوصا أن أمريكا هي من سلمت لطالبان مقاليد حكم في أفغانستان.

وعلقت السعودية بعد أيام من سيطرة الحركة على البلاد على ما جرى هناك.

وقالت وزارة الخارجية في بيان لها إن المملكة تتابع باهتمام الأحداث الجارية في أفغانستان.

وأكدت أنها “تعرب عن أملها في استقرار الأوضاع فيها بأسرع وقت”.

وذكرت الخارجية أن الحكومة السعودية “تأمل أن تعمل حركة طالبان وكافة الأطراف الأفغانية على حفظ الأمن والاستقرار والأرواح والممتلكات”.

كما أكدت في الوقت ذاته وقوفها إلى جانب الشعب الأفغاني الشقيق وخياراته التي يقررها بنفسه دون تدخل من أحد”.

 

للمزيد| لهذا مُنيت مساعي السعودية والإمارات مع طالبان بـ”صفر كبير”؟

لمتابعة صفحتنا عبر فيسبوك اضغط من هنا

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.