عائض القرني عن انقلاب خطابه: السياسة ليست من اختصاصات الدعاة

الرياض- خليج 24| في محاولة لتبرير انقلاب خطابه وترويضه من قبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ادعى الداعية السعودي عائض القرني أن السياسة ليست من اختصاصات الدعاة.

وقال القرني خلال لقاء على قناة السعودية إنه “تغير (خطابه) مثل ما يتغير السن والتجربة وكثرة القراءة والسفر وممارسة الحياة” وفق زعمه.

وأضاف “بلا شك ما ندمت على كل شيء لأن هناك إصابات كثيرة وجوانب إيجابية من حفظ الحديث والحرص والغيرة على الدين”.

“لمن هناك مسائل، الصخب الشدة والغلظة أحيانا بعض المباحات كأنها مكروهات وبعض المكروهات محرمات”، وفق القرني.

وتابع “أنا أوصي الداعية، أنا لي في الدعوة 40 سنة أقول الآن للدعاة انتبهوا لأشياء، إياكم وتجريح الناس والإغلاظ والفظاظة”.

وأردف “كن لينا رفيقا، ثانيا، اجتبوا السياسة يا أبنائي ويا أحبابي، يا أخي ذقنا وجربنا”.

وبحسب القرني “أنا كنت أقرأ عن كبار يقولون اترك السياسة لأهلها، السياسة لناس السياسة صنع قرار”.

وقال “عندهم ألف سفير وألف أمير وألف مستشار وألف خبير وألف مدير فخلاص أنت اهتم بإصلاح الناس”.

وفي رسالته للدعاة “لن تؤدي إلى هذا الغرض أنت دخلت في غير تخصصك أنت لم تؤهل له”.

وأكمل “أنت تدرس 40 سنة شريعة وتروح عند صاحب قرار وأنت في قرية عاجز تسدد فواتير بيتك وعاجز تربي عيالك، وتروح إلى أنا هم دخلوا في السياسة 30-40 سنة”ز

وزعم القرني أن “أكثر خطأ الدعاة أنا أقولها بكل صراحة، ليسوا مؤهلين..”

وتابع “والنصوص التي قالوا (الدعاة) أنهم يدخلون من بابها يعني من باب المشاركة ليس بصحيح”.

وفي يناير الماضي، تسببت صور لوليمة طعام أقامها القرني في منزله أثناء استضافته لرجل الأعمال علي العمري ضجة واسعة في مواقع التواصل بالمملكة.

وتوضح اللقطات تبذيرًا وبذخًا في وليمة الداعية السعودي، وطعامًا فوق الحاجة للمدعوين إلى بيته.

واستشهد نشطاء بتغريداتهم بنصائح القرني عن الزهد في الدنيا والابتعاد عن الإسراف في الرزق، ما يخالف نفسه بوليمته.

وكتب مغرد: “القرني يستضيف رجل الأعمال علي حسن العمري.. منتهى التواضع والبعد عن التبذير دروس يقدمها لنا الشيخ الزاهد”.

فيما هاجم مغرد إماراتي بقوله: “يقال إن هذه مشاهد من استضافة الداعية لرجل أعمال الله يزيده الدعاة كلهم أغنياء، هي تجاره في النهاية”.

وانتشرت صور قيل إنها مشاهد من استضافة الداعية السعودي لرجل الأعمال العمري.

ويتهم نشطاء السلطات السعودية بترويض رموز دينية معارضة بشكل كامل بينهم القرني.

وقالوا إنها “حولته فمن داعية ينادي بالجهاد ويناصر الإخوان ويعارض سياساتها لشيخ يتبرأ من ماضيه وينقلب على رفاق الصحوة”.

غير أن القرني كان يعرف عنه أنه أحد مؤسسي تيار الصحوة في المملكة ومعارضته الشديدة لسياسات النظام.

لكن ما لبث إلا أن بات داعية ولي الأمر ويعلن بأنه سيف من سيوف الدولة السعودية. وفق النشطاء.

وأشاروا إلى أن حقبة ابن سلمان مثلت ذروة تماهي الداعية الشهير مع السلطات السعودية وانقلاب على ماضيه.

وكان أبزر المواقف على ذلك تجلت بعلاقته بالشيخ سلمان العودة وهو أحد أقرب رفقاء القرني.

فقد قال عنه: “الشيخ سلمان العودة عرفته قريبا وحبيبا، وعِرضه عِرضي، ودمه دمي، ومبدؤه مبدئي”.

لكن حينما اعتُقل العودة عام 2017، لم يُشِر له القرني بكلمة، بل استمر بترديد نفي تهمة الظلم عن ولاة الأمر، فهم يُحاكمون من يستحق المحاكمة.

ويقول مراقبون إن “هذه المفارقة ليست جوهرية، لكنها تسعة أعوام تشي بتغيرات طالت الفكر الديني ورموزه في داخل الدولة”.

ويضيف: “حتى بات القرني منها رمزا دينيًا للعالم الإسلامي أجمع شبهة تحتاج للتطهر المستمر على ترمومتر السياسة”.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.