خبراء في الإعلام يدينون إغلاق مكاتب قناة الجزيرة في اسرائيل

أدانت وسائل الإعلام الأمريكية وخبراء حرية التعبير قرار الحكومة الإسرائيلية إغلاق مكاتب قناة الجزيرة ومنع تقاريرها باعتباره سابقة مثيرة للقلق ودليلًا إضافيًا على أن إسرائيل كانت منخرطة في حملة قمع قاسية ضد الحريات الديمقراطية في زمن الحرب.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أشار الخبراء إلى أنه من النادر أن تقوم حكومة ديمقراطية مثل حكومة إسرائيل بإغلاق وسيلة إعلام أجنبية، ووصفت الحكومة الإسرائيلية تحركها بأنه ضرورة أمنية وطنية.

لكن التذرع بالأمن القومي كأساس لمنع مؤسسة إخبارية من العمل في بلد ما هو أمر “غامض إلى حد لا يصدق” و”خارج نطاق الأعراف الديمقراطية”، حسبما قال جويل سايمون، مدير مبادرة حماية الصحافة في كلية كريج نيومارك للدراسات العليا في الصحافة في جامعة مدينة نيويورك.

وقال جميل جعفر، المدير التنفيذي لمعهد نايت فيرست أمندمنت بجامعة كولومبيا، إن إغلاق أي بلد أمام المعلومات والأخبار والأفكار من الخارج كان منذ فترة طويلة سمة مميزة للحكومات القمعية.

وأضاف جعفر: “أن شرعية أي ديمقراطية تعتمد جزئيًا على حصول مواطنيها على وصول غير مقيد إلى وسائل الإعلام الأجنبية”.

واعترف بعض المدافعين عن حرية التعبير بأن الولايات المتحدة تبدو وكأنها تتراجع عن دورها كمدافع عن حرية المعلومات حيث تتحرك واشنطن لحظر تطبيق TikTok، تطبيق التواصل الاجتماعي الشهير التابع لشركة أم صينية، ما لم يتم بيعه لمستثمرين أمريكيين.

ولكن إسرائيل، كما يقولون، هي حالة مختلفة، وقالت جينيفيف لاكير، الأستاذة في كلية الحقوق بجامعة شيكاغو والتي تكتب عن حرية التعبير، إن إغلاق قناة الجزيرة هو أحدث خطوة في “هجوم واسع النطاق على حرية الصحافة والتعبير” من قبل الحكومة الإسرائيلية، وأضافت أن تصرفات إسرائيل “تتعارض مع الالتزام بالقيم الديمقراطية”.

وقال كارلوس مارتينيز دي لا سيرنا، مدير برامج لجنة حماية الصحفيين، في بيان إن الخطوة الإسرائيلية “تمثل سابقة مثيرة للقلق للغاية لتقييد وسائل الإعلام الدولية العاملة في إسرائيل”.

ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى عكس مسارها و”السماح لقناة الجزيرة وجميع وسائل الإعلام الدولية بالعمل بحرية في إسرائيل، خاصة في زمن الحرب”.

وهناك مخاوف من أن إسرائيل قد تسير في الاتجاه الآخر حيث تسائل سيث ستيرن، مدير المناصرة في مؤسسة حرية الصحافة “هل الجزيرة حالة اختبار؟” واضاف “هل ستبدأ إسرائيل بملاحقة وسائل إعلام أخرى لا تروق للحكومة؟”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.