شبكة أمريكية تحجب ظهور ثلاثة مذيعين مسلمين

عمدت شبكة قناة MSNBC بهدوء إلى إخراج ثلاثة من مذيعيها المسلمين بعيدا عن الشاشة منذ هجوم حماس على إسرائيل يوم السبت الماضي وسط موجة من التعاطف الأمريكي مع ضحايا الإرهاب الإسرائيليين.
ولم تبث الشبكة حلقة مقررة ليلة الخميس من عرض المهدي حسن على منصة البث Peacock وألغت MSNBC أيضًا خطة لأيمن محيي الدين من اجل الحلول بديلا للمضيف جوي ريد في السابعة مساءً خلال العرض المقرر ليرمي الخميس والجمعة.
محيي الدين، صحفي مصري أمريكي ومراسل مخضرم لشبكة إن بي سي نيوز، قام بتغطية الصراع من غزة لمدة عامين وفي عام 2021، وقد استجوب بقوة القادة الإسرائيليين بشأن الضربات على المنطقة.
وقال مصدران في الشبكة مطلعان على الخطط لـ سيمافور إن الشبكة تخطط أيضًا لجعل أليسيا مينينديز تحل محل علي فيلشي، وهو مضيف أمريكي مسلم ثالث أجرى يوم الأحد مقابلة مع متحدث باسم السلطة الفلسطينية.
وقد أعرب بعض الموظفين في MSNBC عن قلقهم إزاء هذه التحركات، حيث شعروا أن المضيفين الثلاثة لديهم بعض المعرفة العميقة بالصراع، وتقول شبكة إن بي سي إن التحولات كانت محض صدفة، ويستمر الثلاثة في الظهور على الهواء لتقديم التقارير وتقديم التحليلات.
وقد عارض أحد مسؤولي الشركة بشدة أي فكرة مفادها أنه تم تهميش حسن أو محيي الدين بأي شكل من الأشكال وظهر محيي الدين خلال الأيام القليلة الماضية في العديد من البرامج على قناة MSNBC كضيف، بما في ذلك البرامج التي استضافها ريد وكريس هايز.
وعلى الرغم من أنه لم يقوم بتقديم البرنامج بدلا عن ريد، إلا أن أحد مسؤولي الشبكة قال إن قناة الكابل اختارت التمسك بمذيعيها الأكثر شهرة خلال أيام الأسبوع بدلاً من تسليم زمام الأمور لمذيعي عطلة نهاية الأسبوع.
وتم تسجيل عرض حسن على منصة Peacock، وقال مسؤول الشبكة إن عرضه تم تأجيله لصالح إبقاء التغطية على خدمة البث المباشر لشبكة NBC أكثر تناغما مع المجريات على الارض.
وقال ستيفن لاباتون، نائب الرئيس التنفيذي للاتصالات في NBCUniversal، في بيان: “لقد قمنا وسنواصل تغطية الهجمات الإرهابية الوحشية على المدنيين العزل في إسرائيل في نهاية الأسبوع الماضي والحرب المأساوية التي أثارتها بشكل كامل وبجميع أبعادها”.
وتأتي هذه التحركات في الوقت الذي تحولت فيه قناة MSNBC – مثل الحزب الديمقراطي الذي تنحاز إليه في كثير من الأحيان – إلى تضامن شديد مع الدولة اليهودية بعد هجمات حماس القاتلة.
وقد جاء هذا التحول مصحوبًا باعتراضات داخلية وخارجية ساخنة على أي شيء يخالف هذا التضامن، كما جاء مع انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي لحسن ومحيي الدين وفيلشي.
وكان حسن أيضًا صريحًا على موقع X، المعروف سابقًا باسم تويتر، حيث أدان هجوم حماس ولفت الانتباه إلى محنة المدنيين في غزة.
وانتقلت انقسامات الشرق الأوسط أيضاً إلى السياسة الداخلية للشركة، حيث نظم مهندس في إن بي سي يونيفرسال فعالية لإظهار الدعم لموظفي الشبكة الذين شعروا بالحزن على الصراع لكن قناة (سلاكل) المخصصة للحدث تحولت إلى قتال بعد أن وبخ المهندس منتجاً لبرنامج فيلشي لأنه سأل لماذا لا يوجد فلسطينيون يتحدثون في الحدث.
وقال منظم الحدث في إن بي سي، مشيراً إلى أن هناك حاخاماً سيحضر “أنا أنشئ حدثاً للمهتمين بسماع آخر التحديثات بشأن الوضع في إسرائيل ومكاناً لمشاركة قصص الأصدقاء والعائلة من الأرض”.
وسأل منتج برنامج فيلشي “لا يوجد أي تمثيل فلسطيني هنا؟”
وقال المنظم، بعد ان شمل مدير الموارد البشرية في شبكة NBC في المحادثة “الأمر لا يتعلق بالفلسطينيين واليهود/الإسرائيليين” واضاف “الأمر يتعلق بالإرهابيين واليهود/الإسرائيليين وعلى كل من يدخل هذه المجموعة أن يدين الإرهاب وما حدث يوم السبت”
وأضاف “إن ادعاءات “الكفاح من أجل الحرية”، والتبريرات، في الواقع، أي شيء لا يظهر بشكل صريح ولا لبس فيه أنك داعم خلال هذا الوقت العصيب؛ هؤلاء لا ينتمون إلى هنا”.
وقال منتج فيلشي إن الموظف أرسل لهم رسالة خاصة تتضمن بعض “الأشياء المسيئة بشكل لا يصدق”.
ورد المنتج “أنت هنا تساوي بين خسارة أرواح المدنيين الفلسطينيين والإرهاب وتقول إنه ليس لدي الحق في الحزن، مثلك. أنتم تضعون الكلمات في فمي، وتطالبونني بإدانة الإرهاب كما لو كان لي علاقة به… لست متأكدًا من كيفية تمكنك من تحريف كل هذا من خلال سؤال بسيط، أين يمكنني أن أذهب للحزن، كشخص لديه أصدقاء محاصرين حاليًا في كل من غزة وإسرائيل؟”.
ثم تدخل أحد ممثلي الموارد البشرية في NBC وناشد الموظفين “الحفاظ على اللياقة”، ومشاركة دليل سلوك موظفي الشركة، ونصحهم بحضور اجتماع الشركة بشأن التنوع والإنصاف والشمول.
لكن الاجتماع خرج عن مساره بالمثل، فبعد أن سأل أحد موظفي التحرير في شبكة NBC عما إذا كان ينبغي للشبكة مناقشة السياق التاريخي للصراع، قفز زميل من فريق التكنولوجيا بالشركة إلى التعليقات “سياق؟ حرق الأطفال في أسرتهم يحتاج سياقا؟”
وقال موظف التكنولوجيا في NBCU: “يتعلق الأمر فقط بالأعمال الشريرة التي يقوم بها أشخاص أشرار لأسباب شريرة”مضيفا “انه الوضوح الأخلاقي”.
وأشار لاباتون إلى أن NBCU ليست فريدة من نوعها في كفاحها للتعامل مع تداعيات هجوم الأحد الماضي.
وقال في بيان: “كثير من الناس، ليس هنا فقط، ولكن في جميع أنحاء البلاد والعالم، يكافحون بشكل مفهوم لفهم الفظائع التي وقعت في نهاية الأسبوع الماضي والحرب التي تلت ذلك” مضيفا “نحن نمنح أعضاء فريقنا الدعم والمساحة التي يحتاجون إليها خلال هذا الوقت”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.