سلطات البحرين في ورطة.. الأمم المتحدة تدعوها لتحقيق جدي بظروف وفاة سجين سياسي

نيويورك- خليج 24| طالبت الأمم المتحدة السلطات في مملكة البحرين بتحقيق جدي في ظروف وفاة سجين سياسي بسبب الإهمال الطبي.

وعبر مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان عن عميق أسفه لوفاة السجين عباس مال الله بسجن جو المركزي في البحرين يوم الثلاثاء الماضي.

ودعا المكتب السلطات في البحرين لفتح تحقيق محايد ومستقل في الظروف التي أدت إلى وفاته.

وأكد على “إعادة تقييم الأوضاع الصحية في السجون لمنع تكرار مثل هذه الحوادث”.

وحثت السلطات في المنامة لسلسلة إجراءات في ظل انتشار وباء كورونا في سجن جو، وتدهور المنظومة الصحية في السجن.

ودعت الأمم المتحدة سلطات البحرين لإطلاق سراح جميع سجناء الرأي.

ونبهت إلى أهمية سرعة الإفراج عن المعتقلين “المعرضين لخطر كبير من جراء وباء كوفيد-19”.

وقبل أسبوع، طالبت منظمة “أميركيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين” تطالب سلطات المنامة بفتح تحقيق لكشف الأسباب الكامنة وراء وفاة السجين عباس مال الله.

وأكدت المنظمة في بيان لها على ضرورة إفراج سلطات البحرين عن السجناء السياسيين لا سيما كبار السن منهم.

ونبهت إلى أن هؤلاء يعانون من مضاعفات فيروس كورونا عقب تفشي الفيروس في السجن الأكبر في البحرين.

وشددت على ضرورة توفير الرعاية الطّبية الضرورية والملائمة لجميع السجناء.

إضافة إلى التأكد من أن السجون تستوفي الحد الأدنى من معايير نظام الرعاية الصحية المطلوبة خصوصا بعد الانتشار الواسع لفيروس كورونا بالسجون.

وتوفي المعتقل مال الله (60 عاما) المحكوم بالسجن 15 عاما قبل يومين نتيجة الإهمال الطبي المتعمد.

وأعلنت وزارة الداخلية في البحرين تعرضه لأزمة قلبية صباح 6 أبريل/نيسان الجاري.

وأشارت المنظمة إلى أن بيان الوزارة لم يشر للأمراض المزمنة التي عانى منها على مدى السنوات العشر التي قضاها في السجن.

وأوضحت المنظمة الحقوقية فإن عباس مال الله “اعتقل عام 2011 لنشاطه وتأييده للحراك الديمقراطي الذي انطلق في تلك الفترة”.

وأضافت “تعرض عباس للتعذيب الشديد وأصيب بطلق (الشوزن) في فخذه من مسافة قريبة خلال اعتقاله”.

وعانى على إثرها من آثار كدمات على الوجه والصدر بسبب الضرب الذي تعرض له، إذ كان مغمى عليه.

وأوضحت المنظمة الحقوقية أنه بقي في قسم العناية المركز لمدة تزيد عن الأسبوع.

وبينت أن السجين المتوفى عانى من مشاكل في القلب، وقرحة في المعدة، ومشاكل في القولون بدون أن يتلقى العلاج.

وذكرت انه دخل مؤخرا في إضراب عن الاتصال الهاتفي لمدة 10 أشهر حتى وفاته، احتجاجا على القيود المفروضة على مكالمات النزلاء.

وقبل يومين، أعلنت المعارضة في البحرين عن وفاة معتقل رأي لدى السلطات جراء الإهمال الطبي المتعمد.

وأعلنت عائلة المعتقل عباس مال الله عن وفاة نجلها في سجن جو المركزي في البحرين بعد تدهور حالته الصحية.

وأوضحت العائلة انه جرى نقله إلى أحد مشافي البحرين جراء معاناته من إصابة تعرض لها لحظة اعتقال بالرصاص المتفجر.

وبينت أن مال الله (50 عاما) توفي مستشفى السلمانية بعد سنين من مطالبات عائلته والجهات والحقوقية الدولية بالإفراج عنه لإنقاذ حياته.

وكانت سلطات البحرين اعتقلت مال الله في 17 مايو/آيار 2011، وحكم عليه بالسجن 15 عاماً و6 أشهر.

ومنذ عام 2019 تفاقم وضعه الصحي بشكل كبير، ولم يسمح لها بالعلاج من آلام شديدة من أسفل الظهر إلى رجليه.

وجاءت معاناته بسبب عيار ناري متفجر محرم دوليا أطلق عليه من مسافة قريبة خلال اعتقاله.

كما كان يعاني من القولون وقرحة في المعدة، وكثرة شكواه من عدم تلقيه العلاج والرعاية الطبية اللازمة داخل السجن بسبب إصابته.

ومال الله من بلدة النويدرات جنوب عاصمة البحرين المنامة وهو متزوج ولديه 3 أبناء.

قضى 10 سنوات في السجن وهو متهم بدهس 9 من رجال الشرطة في منطقة النويدرات.

وكانت وزارة الداخلية في البحرين زعمت في 17 مايو/ أيار 2011 أن رجال الشرطة وأثناء قيامهم بواجبهم في منطقة النويدرات.

وذلك بالتعامل مع مجموعة تحاول إثارة “أعمال الشغب والتخريب” أصيب أحد المتورطين برأسه.

وادعت حينها أنه “على الفور قام شقيقه بقيادة سيارته بسرعة هائلة ودهس رجال الشرطة عمدا ما أدى إلى إصابة عدد من رجال الشرطة”.

وأضافت حينها أن “4 منهم تعرضوا لإصابات بليغة، و5 لإصابات مختلفة، فيما تعرض سائق السيارة لإصابات متفرقة”.

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، تسجيلا صوتيا لأحد المعتقلين من سجن جو المركزي.

وأكد في التسجيل الصوتي أن وفاة مال الله كان بسبب الإهمال في تقديم الرعاية الصحية.

وأكد المتحدث المعتقل في التسجيل الصوتي وسط أصوات الطرق على أبواب الزنازين مع صرخات التكبير أن المعتقلين يقومون بالطرق على الأبواب.

وأوضح أن هذه الأعمال تأتي احتجاجا على وفاة مال الله نتيجة عدم الرعاية الصحية في هذا السجن.

وأضاف أن مال الله كان يعاني من وجود شظايا جراء إصابته بالرصاص، إضافة لمعاناته من أمراض جلدية منذ بداية اعتقاله إلى يوم وفاته..

وشهد سجن جو المركزي في البحرين بعد تأكيد نبأ وفاة المعتقل السياسي إضرابات احتجاجا على الإهمال الطبي المتعمد.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.