المحامي السعودي طه الحاجي: النيابة تتستر على الانتهاكات والتعذيب والتحرش بالمعتقلين

الرياض- خليج 24| أكد المحامي السعودي طه الحاجي أن النيابة العامة في المملكة شرك رئيسي في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.

وأوضح الحاجي في مقال له بصحيفة “صوت الناس” أن النيابة العامة شريك في الانتهاكات التي تمارس بحق المواطنين والمعتقلين.

وأضاف أنه “فيما يتعلق بمهامها النظامية كالرقابة على السجون وتفتيشها والاستماع لشكاوى المساجين”.

فهي تتستر على الانتهاكات والتعذيب والتحرش الذي تمارسه السلطات ومسؤولوها في السجون.

وأشار الحاجي إلى أن من هذه القضايا قضية الطفل مجتبى قريريص الذي اعتقل بعمر 14 عامًا.

ووجهت النيابة إلى الطفل قريريص تهما على خلفية أعمال تم الزعم انه ارتكبها عندما كان عمره 11 عامًا.

وأكد أن الطفل-بحسب المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان- قضى في الحبس الانفرادي شهرًا كاملًا تعرض خلالها للتعذيب بالضرب.

وأوضح أنه بدلًا من أن تقوم النيابة بمهام التحقيق المناطة بها، فالجهات القابِضة ومسؤولو السجن هم من ينفذون ذلك في عديد من القضايا.

وشدد الحاجي على أن ذلك يتم في ظروفٍ تغيب عنها ضمانات العدالة الجزائية.

وقال إن “هذا ما تعرض له قريريص أثناء حبسه الانفرادي والتحقيق معه”.

ولفت إلى أنه وعده بالإفراج عنه “في حال التعاون مع التحقيق والقبول بالتهم المنسوبة إليه”.

ونبه المحامي السعودي إلى أن الدور السلبي للنيابة العامة لا يقتصر على التحقيق بل يصل إلى المحاكم أيضًا.

وذكر أنها تطالب دون وجه حق بعقوبات مبالغ فيها”، وقامت “بالتوسع في المطالبة بالإعدام.

وبين الحاجي أن هذا ما يظهر في قضية قريريص الذي اعتقل لمشاركته في الحراك المطلبي في القطيف عام 2011.

ولفت إلى أن مطالبتها الأولية كانت بإعدامه رغم أنه كان قاصرًا وقت التهم ووقت الاعتقال.

وأكد أن النيابة العامة في السعودية دائما في صف السلطات بدل أن تأخذ موقف انتصاف سواءً قبل المحاكمة أو اثنائها.

وأشار إلى أن المشكلة الأساسية هي سيطرة رأس الهرم على كل مفاصل الدولة.

وقال إن القضاء عاجز عن الخروج عن إرادته السياسية، فالدولة تفتقد دستور، وآلية للمراقبة والمحاسبة.

وقبل أيام أصدر الملك سلمان بن عبد العزيز مرسوما بتمديد خدمة النائب العام سعود المعجب لمدة أربع سنوات أخرى.

كافئ ولي عهد السعودية محمد بن سلمان النائب العام سعود بن عبد الله المعجب ومدد خدماته 4 سنوات إضافية.

وجاء تمديد ابن سلمان للمعجب بسبب تستره على جرائمه التي ارتكبها وكان في مقدمتها قتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده.

ومدّد الديوان الملكي السعودي خدمات النائب العام لمدة 4 سنوات جديدة.

وعبّر الله المعجب عن امتنانه للملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان على تمديد خدماته.

وقال في بيان له عقب التمديد إن “النيابة العامة ماضية بعزيمة راسخة وخطى متسارعة طموحة”.

وذلك “في تحقيق توجهاتها الاستراتيجية وخططها المنبثقة من رؤية المملكة 2030”.

وزعم أن المرحلة المقبلة ستشهد تحولات جذرية لتحقيق مبادئ العدالة الجزائية الناجزة.

واعتبر نشطاء في السعودية القرار مكافأة من ابن سلمان للمعجب لورطه شخصيا في ملاحقة نشطاء الرأي والزج بهم في السجون.

إضافة إلى إصدار الأحكام القاسية ضدهم وخصوصا النساء وكيل الاتهامات المزيفة ضدهن.

وعمل المعجب على التغطية التعذيب الممنهج والتحرش الجنسي الذي تعرضن له.

وعمل المعجب على التستر على جريمة القتل المروعة للصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية.

وبحسب نشطاء في السعودية فإن المعجب يتلقى أوامره مباشرة من مدير مكتب ابن سلمان سعود القحطاني.

وفي فبراير الماضي، كشف المغرد السعودي الشهير “مجتهد” عما فعله سعود القحطاني مستشار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع النائب العام سعود المعجب.

جاء ذلك في سلسلة تغريدات نشرها المغرد الشهير حول نفوذ القحطاني أحد أبرز المتهمين بقتل الصحي جمال خاشقجي.

وحساب “مجتهد” مختص بنشر الأخبار الخاصة من كواليس القصر الملكي في السعودية.

وأكد أن القحطاني لا يزال رغم تورطه في قتل خاشقجي الرجل الثاني في الدولة بعد ابن سلمان.

وتحدث في تغريداته عن تدخلات القحطاني في النيابة العامة مع الإشارة لنفوذه الكامل في نصف شؤون الدولة تقريبا.

وقال “يبدو أن بعض المسؤولين في الأمن والإعلام والقضاء والخارجية والاقتصاد أدركوا أن القحطاني مخول تماما”.

وذلك بما يخص هذه الشؤون فصاروا يتعاملون معه مباشرة دون استئذان ابن سلمان.

وأضاف “مجتهد” “يبدو أن القحطاني لم يخيب أملهم فهو يتعامل مع القضايا بصلاحية مطلقة وعنف وكبرياء وغرور مبالغ فيه”.

ولفت إلى أن أحد هذه النماذج النائب العام سعود المعجب الذي لاحظ سحب صلاحياته وتحويلها لنائبه شلعان الشلعان.

وامتعض المعجب من كثرة تدخلات الديوان في تعيينات وتنقلات وفصل أعضاء النيابة العامة.

واشتكى من أن ذلك يتم دون التنسيق معه خاصة في تعيينات وتنقلات رؤساء الفروع”.

وبين “مجتهد” أن هذا يتم “رغم كل ما قدم لهم من خيانة وتلاعب بالدين والشريعة”.

وأردف “لم يتوجه المعجب لابن سلمان ولا لوزير العدل ولا وزير الداخلية بل توجه مباشرة لسعود القحطاني”.

وأوضح أنه توجه للقحطاني “يسأل إن كان قد قصر في خدمته وخدمة ابن سلمان أو تلكأ في الخيانة وبيع الدين والضمير”.

لكن يبدو أن القحطاني-بحسب “مجتهد”- كان معبأ عليه فبصق في وجهه وطرده بعد أن سبه سبا قبيحا.

وأكد أن مستشار ولي العهد أهان النائب العام في السعودية ولم يقبل منه أي كلام.

ولفت إلى أن القحطاني كان قد أمر بتحويل صلاحيات المعجب من حيث قرارات القضايا لنائبه شلعان الشلعان.

ومن حيث التعيينات والنقل والفصل لمساعد النائب عبد الله المقبل.

وكشف أنه لم يتحمس لإقالة المعجب لأن الشلعان ليس لديه “المظهر” الكافي لمليء صورة النائب العام لكنه يهيئه للمنصب لاحقا.

وتساءل “لماذا الشلعان؟ لأنه خائن بطبيعته ويستمتع بخدمة الظلم مع أن كفاءته الشرعية والقانونية لا تساوي كفاءة طالب مبتدئ”.

وأضاف “وأما المقبل فهو أفضل تأهيلا لكن ابتزه القحطاني بقضايا تزوير وقضية “…” في جسر البحرين”.

وأردف “جعله ألعوبة بيده في التعيينات والتنقلات والفصل وتطفيش المخلصين من أعضاء النيابة”.

ونبه “مجتهد” إلى أن طريقة مستشار ابن سلمان ألا يفصل أعضاء النيابة مباشرة بل يطلب من المقبل تطفيشهم والتضييق عليهم بشدة حتى يطلبوا التقاعد.

ولفت إلى أن ممن تعرضوا لذلك سعد القحطاني رئيس فرع تبوك، وسعد الشهراني رئيس فرع نجران.

إضافة إلى أحمد الوردي رئيس فرع مكة، وهشال الخريصي رئيس فرع حايل (حائل)، وعبد الرحمن المانعي رئيس فرع الجوف.

ووفق “مجتهد” فقد “تداول بعض المغفلين من أعضاء النيابة فكرة حمقاء وهي إرسال شكوى للملك”.

لكن الذي حصل أن “مخابرات القحطاني أوصلت له الخبر فهددهم جميعا وألغوا الفكرة”.

وأردف “ربما يطرد كل من تورط في نقاش هذه الفكرة”.

وبين “مجتهد” أنه على نفس المنوال يتصرف كبار المسؤولين بالإعلام والأمن والسياسة الخارجية والاقتصاد بالتوجه لمستشار ابن سلمان.

وأوضح أن هذا يتم لأن مقابلة ابن سلمان شيء غير ممكن إلا لشخصيات معينة وأسباب ليس لها علاقة بإدارة هذه المرافق.

وكان “مجتهد” أعلن أنه سينشر معلومات عن تدخل سعود القحطاني ونفوذه في الادعاء العام.

وقبل أقل من شهر، كشف حساب “العهد الجديد” عن عودة مستشار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى مكتبه.

وأكد أن القحطاني عاد لممارسة أعماله بعد غياب استمر أشهر طويلة على خلفية قضية اغتيال الصحافي جمال خاشقجي.

وأشار “العهد الجديد” إلى أن مستشار ولي العهد عاد بعد تواريه عن الأنظار وعمله عن بُعد شهوراً طويلة.

ولم يذكر الحساب الشهير سبب الغياب الطويل لمستشار ابن سلمان والذي يعتبر يده القذرة في تنفيذ كل المهام ضد معارضيه.

والقحطاني أحد أبرز المتهمين في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول قبل أكثر من عامين.

ويتهم القحطاني بالكثير من القضايا إلى جانب قصة خاشقجي أبرزها تعذيب الناشطة السعودية لجين الهذلول والتحرش بها.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.