الدوحة – خليج 24| نشرت مجلة “ناشونال إنترست” الأمريكية تقريرًا يؤكد أن انسحاب الولايات المتحدة وحلفائها من أفغانستان تسبب بتغيير كبير في المشهد السياسي بالبلد الفقير وأدخل قوى كباكستان وقطر.
وقالت المجلة إن اللاعبون الإقليميون الحاليون عادوا لاستخدام قواعد اللعبة القديمة، فيما ظهر لاعبون جدد وسط سيطرة “طالبان” على البلاد.
وتوقعت بدء لعبة إقليمية كبيرة جديدة في أفغانستان مع بوادر الانقسام الداخلي نتيجة خلاف قادة “طالبان”، إذ تتنافس قطر وباكستان على نفوذ أكبر بها.
وذكرت أن باكستان وفرت ملاذات عسكرية آمنة لـ”طالبان” لعقدين من الزمان، بينما قدمت قطر للحركة الدعم السياسي ومساحة للحوار.
وبينت المجلة أن الصقور داخل “طالبان” تمتعوا بملاذ آمن في باكستان متحالفين معها، فيما يبدو أن الحمائم الذين قادوا المكتب السياسي بالدوحة أقرب لقطر.
ونبهت إلى أنه ومنذ عودة ظهور “طالبان” عام 2003، كانت السعودية غائبة إلى حد كبير في أفغانستان.
لكن -بحسب المجلة- فإن علاقة باكستان الخاصة بالسعودية ونفوذ قطر المتزايد في أفغانستان يمكن أن يعيد السعوديين لها.
وذكرت أنه وقبل الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، كانت قطر من بين الدول القليلة التي ليس لديها سفارة في كابل.
ويقع مقر البعثة الدبلوماسية القطرية في فندق “سيرينا” بكابل.
وأكدت المجلة أن المباراة الكبيرة بين قطر وباكستان ستخبرنا ما إذا كانت الدوحة ستبقى ضيفًا بـ”سيرينا” أو لاعبًا رئيسيًا بأفغانستان ما بعد أمريكا.
و استعرض تقرير لموقع Amwaj التطورات في دولة أفغانستان عقب سيطرة حركة طالبان عليها الأسبوع الماضي، ودور السعودية والإمارات وقطر في المرحلة المقبلة.
وبحسب الموقع “برزت قطر كمعبر عربي وحيد لحركة طالبان، وتتصدر الآن سباق النفوذ في أفغانستان”.
في حين لم تعد السعودية والإمارات لاعبين من الدرجة الأولى، وفق Amwaj.
وأوضح أن السعودية لم تعد صاحبة نفود لأنها تخلت عن دورها كوسيط وطردت المبعوث السياسي لطالبان قبل عشر سنوات.
وقبل يومين، كشفت مصادر سعودية مطلعة عن تكثيف المملكة ضغوطها على باكستان بهدف الحصول على حصة في الملف الأفغاني في ضوء التطورات المتلاحقة والاهتمام العالمي بهذا الملف.
وأوضحت المصادر لـ”خليج 24″ أن السعودية وعدت باكستان بمبلغ مالي كبير واستثمارات ضخمة حال تمكينها من ذلك.
ولفتت إلى أن السعودية وجدت نفسها بدون أي دور في هذا الملف، وهذا ما يقلل من شأنها الإقليمي والدولي.
في حين كان لدولة قطر الدور الأبرز في الملف الأفغاني- بحسب المصادر- وهذا ما “أغاظ كبار حكام السعودية خاصة ولي العهد محمد بن سلمان”.
وتعد باكستان إحدى الدول المحاذية لأفغانستان، لارتباطها بحدود جغرافية معها، إضافة لعلاقاتها مع حركة طالبان التي سيطرت على البلاد.
وقبل يومين، تلقى وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان بن عبد الله اتصالا هاتفيا من نظيره الباكستاني شاه محمود قريشي.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أنه جرى خلاله استعراض العلاقات الاستراتيجية بين المملكة وباكستان وسُبل تعزيزها بالمجالات المشتركة كافة.
وأكدت أن الاتصال بحث أيضاً “أبرز المستجدات وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في أفغانستان، والمستجدات في المنطقة”.
لكن الوكالة لم تذكر مزيدا من التفاصيل حول الاتصال الهاتفي.
وكان ابن فرحان زار باكستان أواخر يوليو الماضي والتقى كبار المسؤولين هناك، باحثا الملف الأفغاني.
وجاءت زيارة ابن فرحان حينها في ضوء تسارع التطورات في أفغانستان.
وتأتي زيارة وزير خارجية السعودية إلى باكستان في محاولة للحصول من حليفتها السابقة على أي إنجاز تسجله لنفسها بالملف الأفغاني.
وترى السعودية أنها لم تحقق أي إنجاز في هذا الملف في ظل نجاح قطر وتركيا وإيران بتحقيق دور كبير لها.
وذكر ابن فرحان في مؤتمر صحفي بإسلام آباد أن “العمل متواصل لتطوير علاقة السعودية مع باكستان”.
وأيضا لفت إلى أنه بحث مع الجانب الباكستاني التعاون في “مجال البيئة”.
غير أن وسائل إعلام باكستانية كشفت أن الهدف الأساس من زيارة ابن فرحان هو الملف الأفغاني.
ولفتت إلى أن السعودية تحاول من خلال ابتزاز إسلام أباد بالدعم الذي تقدمه لها الحصول على أي انجاز في الملف الأفغاني.
غير أنها أشارت إلى أن ترتيبات الأوضاع في أفغانستان قد انتهت في ضوء تسارع وتيرة الانسحاب الأمريكي من هناك.
إضافة إلى ضلوع الكثير من الدول في هذا الملف وفي مقدمتهم إيران وتركيا وقطر.
من ناحيته، أكد وزير خارجية باكستان أنه بحث مع نظيره السعودي آخر التطورات في أفغانستان خصوصاً بعد انسحاب القوات الأمريكية.
كما أكد أن إسلام آباد تهدف لتحسين علاقتها الاقتصادية مع الرياض، مشددا على “ارتياح بلاده بتقدم العلاقات مع المملكة”.
في حين، ذكرت الخارجية السعودية أن “اللقاء تطرق إلى أهمية توسيع وتكثيف آفاق التعاون والتنسيق الثنائي وتعزيزه في مختلف المجالات”.
والأسبوع الماضي، كشفت دورية “فورين أفيرز” Foreign Affairs في مقال لها أن السعودية تواجه أسوأ معضلة لها في ملف أفغانستان عقب سيطرة حركة طالبان على البلاد.
وأوضحت الدورية أن السعودية كانت تموّل حركة طالبان مالياً وعسكرياً.
ثم أوقفت العلاقات الدبلوماسية مع حركة طالبان وتوجّهت إلى دعم (زعيم تنظيم القاعدة أسامة) بن لادن الذي انقلب ضد الجميع فيما بعد”، بحسب الدورية.
وأكدت الدورية أن هذا “يجعل السعودية أمام تحدٍ جديد للعودة إلى هناك.
في حين، ذكر موقع “المونيتور” أن الرياض وأبو ظبي كانتا من أوائل الدول في العالم التي اعترفت بحركة طالبان عندما حكمت أفغانستان الفترة الماضية.
لكن هذه المرة- يضيف الموقع- فموقف الرياض وأبو ظبي غير واضح خصوصا أن أمريكا هي من سلمت لطالبان مقاليد حكم في أفغانستان.
وعلقت السعودية بعد أيام من سيطرة الحركة على البلاد على ما جرى هناك.
وقالت وزارة الخارجية في بيان لها إن المملكة تتابع باهتمام الأحداث الجارية في أفغانستان.
وأكدت أنها “تعرب عن أملها في استقرار الأوضاع فيها بأسرع وقت”.
وذكرت الخارجية أن الحكومة السعودية “تأمل أن تعمل حركة طالبان وكافة الأطراف الأفغانية على حفظ الأمن والاستقرار والأرواح والممتلكات”.
كما أكدت في الوقت ذاته وقوفها إلى جانب الشعب الأفغاني الشقيق وخياراته التي يقررها بنفسه دون تدخل من أحد”.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=32735
التعليقات مغلقة.