تل أبيب- خليج 24| واصل مسؤولون كبار في إسرائيل إصدار معلومات وتصريحات غير واقعية حول سبب قصف برج “الجلاء” في مدينة غزة قبل نحو أسبوعين بناء على طلب من الإمارات.
ودمرت إسرائيل بشكل كامل البرج الواقع وسط مدينة غزة والذي يضم مكاتب وكالات وصحافة أجنبية.
وضم البرج مكتبا لوكالة “أسوشييتد برس” الأمريكية إضافة إلى قناة “الجزيرة” القطرية.
ووضع الوكالة الأمريكية رئيس أركان جيش إسرائيل بموقف محرج عقب تكذيبه علنا على معلومة ادعاها حول سبب قصف البرج.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن الجنرال أفيف كوخافي قوله إن صحفيي “أسوشيتد برس” كانوا يشربون قهوة الصباح مع رجال من حماس ببرج الجلاء.
وشدد كوخافي بحسب ما نقلت قناة 12 العبرية على أنه لا يشعر بأي ندم على الضربة الجوية التي دمرت البرج.
ويأتي تصريح كوخافي رغم الإدانات الدولية الشديدة لقيام إسرائيل بقصف البرج.
وعقب قصف البرج اتصل الرئيس الأمريكي جو بايدن برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأبلغه امتعاظه مما جرى.
وذكرت القناة الإسرائيلية أن كوخافي أكد لمسؤول أجنبي أنه بالكافيتيريا الواقعة بالطابق الأرضي للبرج شرب صحفيو “أسوشيتد برس” قهوتهم الصباحية جنبا إلى جنب مع خبراء الالكترونيات بحماس.
وأضاف أن ذلك كان “سواء كانوا على علم بذلك أم لا”.
في المقابل، وضعت الوكالة الأمريكية رئيس أركان إسرائيل بموقف محرج.
وشددت على أن تصريحات كوخافي “غير صحيحة بشكل واضح”.
وقالت في بيان لها “هذا الادعاء الذي لا أساس له من الصحة والمنسوب إلى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي كاذب بشكل واضح”.
وشددت على أنه “لم يكن هناك حتى كافيتيريا في المبنى”.
وأضافت “مثل هذه الادعاءات عديمة الأساس تعرض سلامة صحفيي وكالة الأسوشيتد برس للخطر”.
ولفتت الوكالة إلى أنها “تؤكد دعوتها لإجراء تحقيق مستقل في تدمير المبنى الذي يضم مكتبنا في غزة حتى تتجلى الحقائق”.
وأردفت “كما قلنا مرارا، لم يكن لدينا أي مؤشر على وجود لحماس في المبنى”.
وأكدت وكالة الأنباء الأمريكية “لم يتم تحذيرنا من أي وجود محتمل من هذا النوع قبل الغارة الجوية”.
وفي تلميح إلى شكوكها حول أهداف قصف البرج قالت “لا نعرف ما الذي تظهره الأدلة الإسرائيلية، ونريد أن نعرف ذلك”.
وكانت مصادر إماراتية مطلعة كشفت أن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد هو من طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قصف مقر قناة الجزيرة بمدينة غزة.
وأكدت المصادر الإماراتية ل”خليج 24″ أن طلب ابن زايد جاء خلال اتصال هاتفي مع نتنياهو أجراه.
ويعد هذا الاتصال الثاني من قبل ابن زايد على نتنياهو منذ بداية التصعيد العسكري مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وقصفت مقاتلات إسرائيلية مبنى من 13 طابقا يضم مكتب قناة الجزيرة في قطاع غزة، ومكتب وكالة ” أسوشيتد برس” الأميركية.
وأدى القصف إلى تدمير المبنى بشكل كامل رغم تواجد وكالات أنباء ووسائل إعلام عالمية فيه.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن ابن زايد أبلغ نتنياهو بطلب شخصي وهو تدمير مقر قناة “الجزيرة”.
وأكدت أن ولي عهد أبو ظبي أراد الانتقام من قناة “الجزيرة” وأن يشفي جزءا من غليله منها.
ولفتت المصادر ذاتها إلى القهر الكبير الذي أصابه عقب اتفاق المصالحة مع قطر دون حصوله على أي من شروطه الـ13.
وكانت أبرز الشروط التي وضعتها الإمارات مع الدول الأخرى المحاصرة لقطر تتعلق بقناة “الجزيرة”.
واطمأن ابن زايد خلال الاتصال مع نتنياهو حول الأوضاع والتطورات المتلاحقة بإسرائيل في ظل خوضها معركة مع المقاومة بغزة.
وادعى الجيش الإسرائيلي أن مبنى الجلاء كان يضم مقرا للمخابرات العسكرية التابعة لحماس.
بالإضافة إلى مكاتب تستخدمها المنظمة المذكورة ومنظمة الجهاد الإسلامي.
وقال إن الاستهداف شمل وحدة البحث والتطوير التابعة للمخابرات العسكرية لمنظمة حماس.
واتهم هذه الوحدة بانها مسؤولة “عن عدد من الأعمال الإرهابية التي كانت تنفذ ضد دولة إسرائيل”.
وأضاف أن “الوحدة تتكون من مراكز معلومات تعتبر مصدرا في غاية الأهمية للمنظمة الإرهابية”.
ونبه الجيش الإسرائيلي إلى أن هذه الوحدة “تستخدم المعدات التكنولوجية الأكثر تطورا ضد إسرائيل”.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=21476
التعليقات مغلقة.