عمان- خليج 24| كشف محامي باسم عوض الله أحد أبرز مدبي انقلاب الأردن عن وضعه في مكان سري في ظل المحاولات السعودية المتلاحقة لابتزاز عمان لإطلاق سراحه.
وقال المحامي والقاضي العسكري السابق محمد عفيف “سي ان ان” إن عوض الله لم يتعرض لسوء معاملة.
وكشف ان مكان احتجاز عوض الله سري، واصفا حالته بالممتازة، نافيا تعرضه لأي سوء معاملة منذ احتجازه.
وذكر عفيف أنه التقى به خلال الاحتجاز واطلع على جزء من التحقيقات بموجب القانون.
وفي الـ14 من أبريل بدأت محكمة أمن الدولة التحقيق في القضية التي عرفت إعلاميا بـ”الفتنة”.
وذكر عفيف أن عوض الله في أحد السجون، ولا يمكن الإفصاح عن مكان وجوده.
وأضاف “وضعه ممتاز، وإجراءات التحقيق تسير وفقا للقوانين المعمول بها”.
ورفض الكشف عن أي تفاصيل لمصلحة التحقيق ولا يوجد أي منع في تسلسل إجراءات المتابعة القانوني.
ولفت إلى رغبة عائلة عوض الله بتوسيع هيئة الدفاع وإشراك محامي من الولايات المتحدة الأمريكية ليكون مساعدا بحضور جلسات المحاكمة.
فيما بين أن المرحلة الحالية تتطلب استكمال التحقيق من قبل المدعي العام للمحكمة.
ومن ثم رفع قرارات الظن إلى النائب العام لمحكمة أمن الدولة لإعداد لائحة اتهام وفقا للتحقيقات.
ثم تعاد إلى المدعي العام لإصدار لائحة الاتهام وتحول للمحكمة للبدء بالنظر بها.
وحول التهم المتوقع توجيهها لعوض الله، أكد عفيف أن ذلك مرهون بملف التحقيق لكل متهم.
وكانت الأردن أوقفت في 3 أبريل عوض الله والشريف بن زيد وآخرين، بعد إجراء تحقيقات رصدت ” دخلات واتصالات” مع جهات خارجية.
وكانت تدور الاتصالات حول توقيت محدد لتنفيذ مخطط يتعلق بزعزعة أمن الأردن.
وقبل يومين، كشفت هيئة الدفاع عن المعتقلين في الأردن تفاصيل جديدة عن التمييز في احتجاز المتهمين بتدبير محاولة الانقلاب التي قامت السلطات بإفشالها مؤخرا وفي مقدمتهم باسم.
وقال الناطق باسم هيئة الدفاع عن المعتقلين المحامي محمد المجالي إن “الوزير المدلل عوض الله محتجز في فندق والباقين في السجن”.
وأضاف أن “المعلومات حول الأشخاص المرتبطين اللذين لهم علاقة بالقضية أحدهم في قصره”.
وآخر يرجح أنه محتجز في فندق، والبقية في السجن، بحسب المجالي.
وشدد على أن جميع الإجراءات القانونية التي اتبعت مع المتهمين “غير صحيحة” من الناحية القانونية.
إذ لم يسمح لهم بلقاء المحامين الموكلين عنهم، ولم يسمح لهم بالتواصل مع أي أحد، ولم يتم مراعاة أوضاعهم الصحية، وفق المجالي.
ولفت إلى أن المعلومة الوحيدة التي زودتهم بها السلطات، بأنهم لدى القضاء العسكري.
وكشفت مصادر مقربة من القصر الملكي الأردني عن أن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان هدد ملك الأردن عبد الله الثاني في حال رفض تسليم مدبر الانقلاب باسم عوض الله.
وقالت المصادر لموقع “خليج 24” إن ابن سلمان بعث برسالة تهديد إلى ملك الأردن عبر الوفد السياسي الأمني الذي يزور عُمان.
وأكدت أن الرسالة تتضمن تهديدًا واضحًا للأردن في حال رفض تسليم مستشار ولي عهد السعودية لها.
وأشارت المصادر إلى أن العقوبات تتضمن تجويع الأردن، وطرد السفير الأردني في الرياض وسحب سفير السعودية بُعمان.
ونبهت إلى أن منها طرد العمالة الأردنية في السعودية والتي تبلغ بعشرات الآلاف ووقف الدعم السعودي السنوي لها.
وذكرت المصادر أن الرسالة تعرض مجددًا الموافقة على طرح ابن سلمان للموافقة على إطلاق سراح عوض الله مقابل 3 مليارات دولار.
وبينت أنها تدعو ملك الأردن إلى التفكير مليًا قبل اتخاذ أي قرار بشأن القضية أو الزج في اسم عوض الله بأي تهمة أو قضية.
وشددت على أن الرسالة قوبلت بغضب وحنق شديدين في القصر الملكي الأردني، التي وصفت الرسالة بـ”الاربتزاز” الواضح.
وكشفت مصادر مقربة من الديوان الملكي الأردني عن أن الوفد السعودي الذي زار عمّان عرض مساومة تنص على إطلاق سراح مدبر الانقلاب مقابل مالي كبير.
وقالت المصادر لموقع “خليج 24” إن الوفد عرض على المملكة الأردنية الهاشمية مبلغ 3 مليارات دولار لقبول الصفقة.
وأشارت إلى أنها تنص على مغادرة باسم عوض الله المقرب من ولي عهد السعودية محمد بن سلمان فورًا إلى الرياض.
وبحسب المصادر، فإن الصفقة تتضمن عدم توجيه أي اتهام أو قضية رسمية في المحاكم الأردنية ضد “مدبر الانقلاب”.
وأكدت أن القيادة الأردنية ما تزال تدرس الطرح السعودي الذي قد ينقذ عمّان من أزمة اقتصادية تعيشها منذ زمن.
يشار إلى أن السعودية تعد أكبر داعم للموازنة الأردنية وتلعب دورا مركزيا بإنقاذها من العجز المتفاقم خاصة عقب الثورات العربية.
يذكر أن الأردن نفى مغادرة باسم عوض الله مدير الديوان الملكي السابق البلاد المتهم بتدبير محاولة الانقلاب على الملك عبد الله الثاني.
وأكد مصدر رسمي أنه لا صحة للمعلومات التي تشير لمغادرة الموقوف بقضية التخطيط لزعزعة استقرار المملكة عوض الله للبلاد.
وكشفت صحيفة “واشنطن بوست” ان وفدا سعوديا برئاسة وزير الخارجية فيصل بن فرحان زار الأردن.
وطلب بن فرحان من المسؤولين الأردنيين بإيعاز من ابن سلمان بالإفراج عنه والسماح له بالمغادرة مع الوفد السعودي.
غير أن الأردن رفض الطلب السعودي بشكل حازم وأكد أنه سيتم التعامل مع عوض الله وفق القانون.
وأكد المصدر الأردني الذي لم تسمه الوكالة الرسمية أن “المتهم باسم ما زال موقوفاً على ذمة القضية التحقيقية”.
وشدد على أنه “لا صحة لما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنه غادر البلاد”.
وكانت السلطات الأردنية اعتقلت يوم السبت الماضي كلا من عوض الله والشريف حسن بن زيد وآخرين.
وجاء اعتقالهم بعد الكشف عن تدبيرهم محاولة انقلاب والتخطيط لمؤامرة ضد الأردن.
وشغل عوض الله منصب رئاسة الديوان الملكي الهاشمي الأردني بين 2007 و2008، إلى أن اعفي من منصبه.
وانتقل بعدها إلى السعودية حيث عمل مستشارا لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وأكدت تقارير مختلفة ضلوع ولي العهد السعودي في تدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في الأردن.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=17904
التعليقات مغلقة.