قالت مصادر أمنية لبنانية إن عشرات المسؤولين من النظام السوري المنهار فروا إلى لبنان مع توجه المتمردين نحو دمشق، بينهم ضباط عسكريون وأمنيون ودبلوماسيون رفيعو المستوى .
وكان مسؤولون لبنانيون قد صرحوا في وقت سابق بأن أقارب مسؤولين سوريين، ومنهم عائلة ماهر الأسد ، وشخصيات إعلامية مقربة من نظام بشار الأسد ، عبروا إلى لبنان، لكنهم امتنعوا عن التعليق على وصول كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين.
وقال مصدر أمني مطلع على قائمة السوريين الذين عبروا إلى الدولة المجاورة إن “عشرات المسؤولين العسكريين والأمنيين بينهم ضباط وجنرالات رفيعي المستوى عبروا إلى لبنان عبر المعابر الحدودية الشرعية”.
وأضاف المصدر أن “سفراء سوريين كانوا في دمشق عندما تقدم المتمردون نحو المدينة عبروا أيضا إلى لبنان. بالإضافة إلى ذلك، كان من بين الذين فروا أقارب بعض كبار المسؤولين، بما في ذلك نجل أحد كبار مستشاري بشار الأسد في الاستخبارات وزوجة وزير خارجية سابق”.
وتابع “وكان هناك أيضاً مستشارون إعلاميون وشخصيات عامة، وكان بعضهم مقربين جداً من الرئيس الأسد”.
وقال مصدر أمني ثان إن “الأمر كله حدث بسرعة كبيرة، ولم يكن أحد يتوقع أن تتفاقم الأمور إلى هذه النقطة”.
وقد كان الساسة اللبنانيون يراقبون انهيار النظام السوري بقلق شديد . فقد غزت سوريا لبنان في عام 1976 خلال السنوات الأولى من الحرب الأهلية اللبنانية، وحافظت على احتلالها ومارست نفوذاً عسكرياً وسياسياً كبيراً لمدة تقرب من 30 عاماً قبل أن تُرغَم على الخروج في عام 2005.
وحافظ النظام السوري على قبضته القوية على الشؤون اللبنانية، حيث تسلل إلى كل جوانب الحياة تقريبا. ولم تكن المناصب العليا في لبنان تذهب إلا إلى حلفاء دمشق، وكان المعارضون معرضين للاغتيال. وكان العديد من مسؤولي النظام السوري يمتلكون عقارات في لبنان.
وبينما كان المتمردون على وشك الاستيلاء على دمشق قبل أسبوعين، أغلقت لبنان على الفور جميع معابرها الحدودية البرية مع سوريا باستثناء المعبر الرئيسي الذي يربط بيروت بالعاصمة السورية. لكن العديد من المعابر الحدودية غير الشرعية، وخاصة في الشمال، ظلت مفتوحة.
وقالت مصادر أمنية في بيروت إن عدداً من رؤساء الأجهزة الأمنية الذين يشرفون على المعابر الحدودية مع سوريا، وكانت لهم علاقات جيدة مع النظام السوري “تم استبدالهم بآخرين لتجنب أي تعقيدات”.
وتشير التقديرات إلى مقتل مئات الآلاف من السوريين منذ عام 2011، عندما حولت القوات الموالية لبشار الأسد الاحتجاجات ضد حكمه إلى حرب أهلية شاملة. ولا يزال نحو 150 ألف شخص في عداد المفقودين نتيجة للحرب الأهلية، وفقاً للجنة الدولية للمفقودين.
وحذر خبراء من أن هناك حاجة ملحة في سوريا لحماية الأدلة والحفاظ على مسرح الجريمة، بما في ذلك مواقع المقابر الجماعية، لضمان الأدلة الجنائية والمساءلة في المستقبل. وقد يواجه عدد من المسؤولين السابقين في الجيش والأمن في سوريا المحاكمة على هذه الجرائم.
كان علي مملوك، أحد كبار ضباط النظام السوري المسؤولين عن الشؤون والعلاقات اللبنانية، أحد المقربين من بشار الأسد. وفي الأسبوع الماضي، صرح وزير الداخلية اللبناني بالوكالة بسام مولوي أن السيد مملوك، المطلوب في لبنان بتهمة تفجير وقع عام 2013، ليس موجودًا في البلاد ولم يدخل عبر المعابر الحدودية القانونية.
أوضح مصدر أمني مطلع على بيانات المعابر الحدودية أن بعض المسؤولين والشخصيات السورية البارزة الذين دخلوا لبنان غادروا بالفعل عبر المعابر الشرعية، بما في ذلك المطار، لكن آخرين بقوا في لبنان أو غادروا عبر قنوات غير شرعية.
وقال المصدر “لا أحد يعرف من لا يزال في البلاد ومن غادرها”.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=69761