الغارات الإسرائيلية تدمر أحياء في مدينة صور

أسفرت الغارات الإسرائيلية التي تدمر أحياء في مدينة صور الواقعة في جنوب لبنان عن دمار واسع في الأحياء السكنية، حيث أن الهجمات التي وقعت جاءت بعد تحذيرات من الجيش الإسرائيلي، مما أدى إلى حالة من الرعب والذعر بين السكان.

وأفاد شهود عيان بأن الغارات بدأت بعد نصف ساعة من إعلان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عن تحذيرات للسكان.

وقد ملأت أعمدة الدخان الأسود سماء المدينة بعد القصف، حيث دمرت الغارات العديد من الأحياء التي تضم فنادق ومطاعم ومؤسسات تجارية.

وأكدت التقارير أن عدد السكان المتبقين في المدينة كان قد انخفض بالفعل، لكن الغارات دفعت البعض إلى الهروب بحثًا عن الأمان.

ولقد اعتبرت رئيسة الجمعية الدولية لإنقاذ صور، مها الخليل شلبي، ما يحدث بأنه “وحشي”، وأشارت إلى أن القصف الإسرائيلي يحاصر المدينة القديمة بشكل خاص، مما يهدد التراث الثقافي والتاريخي الغني الذي تشتهر به صور، والتي تضم آثارًا فينيقية وبيزنطية ورومانية مدرجة على قائمة التراث العالمي منذ عام 1984.

من جهته يؤكد الجيش الإسرائيلي أن أهدافه هي البنية التحتية لحزب الله، حيث تواصل القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية في عدة قرى حدودية، بما في ذلك عيتا الشعب وبلدات أخرى في بنت جبيل.

وقد أسفرت هذه الغارات عن استشهاد وإصابة العشرات، مما يزيد من معاناة السكان الذين يعانون بالفعل من ظروف اقتصادية وإنسانية صعبة.

وفي السياق توالت ردود الفعل على هذه الغارات، حيث أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء الوضع في صور وطلبت اتخاذ تدابير فورية لحماية السكان.

كما دعا العديد من المسؤولين اللبنانيين إلى وقف الأعمال العدائية وتطبيق قرار مجلس الأمن 1701 الذي ينص على تعزيز الأمن على الحدود.

في سياق متصل، أكد حزب الله عن تنفيذ سلسلة من العمليات العسكرية ضد القوات الإسرائيلية، بما في ذلك استهداف تجمعات للجنود في المناطق الحدودية.

وأشار مقاتلو الحزب إلى أنهم مستمرون في مقاومة إسرائيل حتى آخر مقاتل، في تأكيد على التزامهم بمواجهة الهجمات الإسرائيلية.

في ظل هذا التصعيد، حذر خبراء الاقتصاد من أن الصراع المستمر قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية في لبنان، حيث تشير التقديرات إلى أن النزاع يمكن أن يتسبب في انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 9.2% في عام 2024 إذا استمت الحرب.

ومع تدهور الأوضاع الاقتصادية، فإن العديد من الشركات ستواجه صعوبات كبيرة في مواصلة العمل، مما يزيد من تفاقم أزمة البطالة والفقر في البلاد.

وتشير التقارير إلى أن المجتمع الدولي يراقب الوضع عن كثب، حيث قد تؤدي التطورات الأخيرة إلى تدخلات دبلوماسية جديدة، في الوقت نفسه، حذرت العديد من المنظمات الإنسانية من ضرورة تقديم الدعم الفوري للمدنيين المتضررين من النزاع، حيث يعاني الكثيرون من نقص حاد في المواد الغذائية والرعاية الصحية.

وتستمر الغارات الإسرائيلية على صور في تعميق أزمة إنسانية واقتصادية تعاني منها لبنان، في ظل تصاعد التوترات العسكرية، يبقى مصير المدينة وسكانها في مهب الريح، مما يتطلب استجابة عاجلة من المجتمع الدولي لحماية المدنيين وضمان عودتهم إلى حياة طبيعية.

إن الحاجة إلى وقف إطلاق النار والتوصل إلى حلول دبلوماسية أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.