الكوليرا تضرب ولاية بورنو وسط الدمار الناجم عن الفيضانات

تشهد ولاية بورنو في شمال شرق نيجيريا تفاقمًا خطيرًا للأزمة الصحية بعد تفشي وباء الكوليرا، وذلك بالتزامن مع موجة فيضانات مدمرة اجتاحت المنطقة في الأيام الأخيرة.

 

الكوليرا، وهي مرض معدٍ ينتقل عبر المياه الملوثة، تُضاف إلى قائمة التحديات التي تواجهها الولاية، التي تعاني بالفعل من اضطرابات أمنية وصراعات داخلية بسبب نشاط جماعات إرهابية مثل بوكو حرام.

 

وشهدت ولاية بورنو في الفترة الأخيرة فيضانات شديدة أدت إلى تدمير واسع للبنية التحتية، بما في ذلك المرافق الصحية وإمدادات المياه النظيفة، هذه الفيضانات لم تترك فقط أثارًا مدمرة على مستوى الممتلكات والمنازل، بل أسفرت أيضًا عن تدهور الأوضاع الصحية في المنطقة.

 

ونتيجة لهذا الدمار، تفشى وباء الكوليرا بسرعة كبيرة، ما زاد من معاناة السكان المحليين الذين يعيشون بالفعل في ظروف غير مستقرة.

 

الكوليرا مرض بكتيري ينتقل بشكل رئيسي عبر شرب المياه الملوثة أو تناول الطعام الملوث بالبكتيريا، وفي بيئة مثل ولاية بورنو، التي تتعرض لأضرار جسيمة في البنية التحتية بسبب الفيضانات، يصبح انتشار هذا المرض أكثر احتمالًا، حيث تتداخل مشكلات المياه النظيفة مع نقص المرافق الصحية المناسبة.

 

أسباب انتشار الوباء

يُعزى انتشار الكوليرا في ولاية بورنو إلى مجموعة من العوامل التي أدت إلى تفاقم الوضع الصحي بسبب الفيضانات المدمرة والتي تعد السبب الرئيسي وراء انتشار الكوليرا في المنطقة، حيث أدت الأمطار الغزيرة والفيضانات الناجمة عنها إلى تدمير إمدادات المياه النظيفة وتلوث مصادرها، ما أسفر عن تلوث المياه المستخدمة للشرب والطهي.

 

أيضا نقص المياه النظيفة فمع تدمير شبكات المياه والبنية التحتية المتعلقة بإمدادات المياه، أصبح السكان يعتمدون على مصادر مياه غير آمنة ومكشوفة، وهو ما ساهم بشكل كبير في انتقال العدوى وانتشار المرض، كذلك نقص في المرافق الصحية المناسبة، وخاصة في المناطق الريفية التي تشهد فقرًا واسعًا في الخدمات الصحية.

 

ومع تضرر هذه المرافق جراء الفيضانات، تفاقمت الأزمة الصحية وأصبح من الصعب احتواء انتشار المرض.

 

الوضع الوبائي الحالي

بحسب تقارير محلية، تجاوز عدد الإصابات المؤكدة بوباء الكوليرا أكثر من 100 حالة حتى الآن، مع توقعات بزيادة هذا العدد في الأيام القادمة ما لم يتم اتخاذ تدابير سريعة وفعالة لاحتواء الوباء، السلطات الصحية في نيجيريا بدأت بتنسيق الجهود المحلية والدولية لمكافحة انتشار المرض، حيث تعمل الفرق الطبية على توفير العلاجات المناسبة والمحاليل الوريدية لتعويض السوائل المفقودة نتيجة الجفاف الذي يسببه المرض.

 

من جهة أخرى تفاعل المجتمع المحلي والدولي بشكل كبير مع تفشي الكوليرا في ولاية بورنو، حيث تركزت ردود الفعل بالغضب الشعبي والقلق بين سكان الولاية نتيجة العجز الحكومي الواضح في مواجهة الكارثة وتوفير المياه النظيفة والمرافق الصحية المناسبة.

 

ويواجه السكان أوضاعًا معيشية صعبة نتيجة النزاعات المسلحة حيث شعروا بأنهم تُركوا ليواجهوا خطرًا إضافيًا يهدد حياتهم.

 

وفي السياق عبرت العديد من المنظمات الدولية المعنية بالصحة وحقوق الإنسان عن استنكارها للوضع الصحي المتردي في ولاية بورنو، ودعت تلك المنظمات الحكومة النيجيرية والمجتمع الدولي إلى التدخل السريع لتوفير الإغاثة الطارئة للسكان المتضررين.

 

كما تصاعدت المطالبات المحلية والدولية بضرورة اتخاذ الحكومة النيجيرية خطوات عاجلة لتحسين البنية التحتية الصحية والمائية في بورنو، فهناك ضغوط كبيرة على الحكومة لتعزيز قدراتها على الاستجابة للأزمات الصحية والتخفيف من آثار الفيضانات والكوارث الطبيعية الأخرى.

 

وعلى صعيدٍ أخر بدأت السلطات الصحية في نيجيريا بالتعاون مع المنظمات الدولية والمحلية في اتخاذ بعض الإجراءات الطارئة لمحاصرة الكوليرا، حيث تم نشر فرق طبية ميدانية لتقديم العلاجات اللازمة وتوعية السكان بأهمية الحفاظ على النظافة الشخصية واستخدام المياه النقية، إن وجدت.

 

كما يجري العمل على تأمين مصادر مياه بديلة وتوزيع مستلزمات النظافة.

 

وتشكل الأزمة الصحية التي تشهدها ولاية بورنو تحديًا جديدًا يُضاف إلى سلسلة الأزمات التي تعاني منها المنطقة، فانتشار وباء الكوليرا في ظل الفيضانات الكارثية يبرز الحاجة الملحة لتضافر الجهود المحلية والدولية لمكافحة هذا المرض الخطير وتحسين البنية التحتية الصحية والمائية في الولاية.

 

إلى جانب التدابير الفورية التي يجب اتخاذها لمواجهة الوباء الحالي، وتظل الحاجة ماسة إلى حلول طويلة الأجل للتخفيف من تأثير الفيضانات المتكررة والحد من انتشار الأمراض المعدية التي تتفاقم في مثل هذه الظروف البيئية القاسية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.