تستضيف المملكة العربية السعودية اجتماعاً دوليا لمُستشاري الأمن الوطني وممثلي عدد من الدول بشأن الأزمة الأوكرانية في مدينة جدة اليوم السبت.
وأوردت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أن استضافة الاجتماع تأتي “استمراراً للمبادرات الإنسانية والجهود التي بذلها في هذا الإطار الأمير محمد بن سلمان ولي العهد والاتصالات التي أجراها مع القيادتين الروسية والأوكرانية منذ الأيام الأولى للأزمة”.
وذكرت الوكالة أن محمد بن سلمان عرض استعداد المملكة للقيام بمساعيها للإسهام في الوصول إلى حل يفضي إلى سلام دائم، ودعمها لجميع الجهود والمبادرات الرامية للتخفيف من آثار الأزمة وتداعياتها الإنسانية.
وبحسب الوكالة تتطلع حكومة السعودية أن يسهم هذا الاجتماع في تعزيز الحوار والتعاون من خلال تبادل الآراء والتنسيق والتباحث على المستوى الدولي حول السبل الكفيلة لحل الأزمة الأوكرانية بالطرق الدبلوماسية والسياسية وبما يعزز السلم والأمن الدوليين، ويجنب العالم المزيد من التداعيات الإنسانية والأمنية والاقتصادية للأزمة.
من جهتها قالت صحيفة بوليتكو الأميركية أن السعودية تحاول من وراء استضافة الاجتماع بشأن الأزمة الأوكرانية إلى تغيير صورتها في المحافل الدولية.
وذكرت الصحيفة أن السعودية “واجهت الرفض عالميًا بعد ان اعتبرت منبوذة في أعقاب القتل الوحشي للصحفي جمال خاشقجي في عام 2018، لكن في نهاية هذا الأسبوع، ستجدد البلاد أوراق اعتمادها كصانعة سلام عندما تستضيف محادثات بشأن حرب أوكرانيا”.
ونبهت إلى أنه في هذا الإطار سيصل العشرات من مستشاري الأمن القومي وكبار المسؤولين الى مدينة جدة المطلة على البحر الأحمر لحضور اجتماع بهدف الجمع بين بلدان من “الجنوب العالمي”، مثل الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا – بالإضافة إلى دول الاتحاد الأوروبي، إلى جانب الولايات المتحدة وكندا – للالتفاف خلف جهود أوكرانيا للتوسط في خطة سلام.
لم يكن لدول مثل البرازيل والهند موقف واضح من حرب روسيا ضد أوكرانيا، وقد سعى الاتحاد الأوروبي – وأوكرانيا – إلى إشراكهم عندما يتعلق الأمر بمحاسبة روسيا.
وبحسب الصحيفة فإن أوكرانيا ستحضر القمة في مقابل عدم دعوة روسيا لكن السؤال الكبير هو ما إذا كانت الصين ستشارك في الاجتماع.
وأبرزت أن ما ستفعله الصين مهم، ويقول مسؤول أوروبي كبير مشارك في الاستعدادات للاجتماع، تحدث شريطة عدم ذكر اسمه للتحدث بحرية قائلًا “أعرب معظم المشاركين في المرة الماضية عن أسفهم لأن الصين لم تشارك”.
واجتماع جدة متابعة لاجتماع مماثل عقد في كوبنهاغن في يونيوهو أحدث محاولة من قبل المملكة لتجديد صورتها في أعقاب مقتل خاشقجي، الذي وقع في القنصلية السعودية في اسطنبول.
قال مسؤولان على دراية مباشرة بالتجمع لبوليتكو إن السعوديين لعبوا “دورًا نشطًا للغاية” في اجتماع كوبنهاغن والآن يلعبون دور المضيف.
وأضافا أنه عرض مسرحي جديد للرياض التي تصور نفسها على أنها العقل المدبر الدبلوماسي خلف المبادرة.
في صفقة تاريخية توسطت فيها الصين في وقت سابق من هذا العام، وافقت السعودية على استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران.
وذهب مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إلى جدة الأسبوع الماضي وسط تقارير تفيد بأن اختراقًا بعيد المدى في الشرق الأوسط بما في ذلك الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قد يكون وشيكًا.
وستحاول الرياض الآن استعراض قوتها الدبلوماسية بشأن الحرب في أوكرانيا.
سارت السعودية بحذر منذ بدء غزو بوتين واسع النطاق، وظلت على اتصال مباشر مع موسكو بينما تسعى، على سبيل المثال، إلى التوسط في اتفاق لإعادة الأطفال الأوكرانيين الذين تم نقلهم إلى روسيا.
كل من السعودية وروسيا عضوان في مجموعة الدول المصدرة للنفط أوبك بلس، وتحدث محمد بن سلمان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي بعد قرار بلاده خفض إنتاج النفط.
على الرغم من أنه ليس من الواضح ما إذا كان محمد بن سلمان سيحضر اجتماع نهاية هذا الأسبوع، فمن المتوقع أن تُطلع السعودية روسيا على النتيجة.
وأكدت الصحيفة أن احتمال قيام الحاكم الفعلي البالغ من العمر سبعة وثلاثين عامًا بتلاوة بيان دبلوماسي يوم الأحد بعد اجتماع أكثر من 40 دولة هو احتمال محير لشخص حريص على صقل صورته التقدمية منذ انتقاله إلى الدور القيادي الذي كان يشغله والده، الملك سلمان، لكن هذا ليس مضمونًا بأي حال من الأحوال.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=64448