تبحث كل من السعودية وإيران عن خيارات جديدة لإدارة المعادلات الإقليمية بما في ذلك إطلاق قوة بحرية مشركة، في وقت لم تعد دول الخليج تنظر إلى واشنطن على أنها ضامن أمني إقليمي.
وأورد موقع “بوليتكس توداي” الأمريكي أنه بالنظر إلى أن الدول المعنية لم تنكر خطة إنشاء قوة بحرية مشتركة تضم إيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، يمكن الاستدلال على أن المناقشات حول هذه المسألة قد جرت.
ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن التركيز قد يكون أكثر على العمل المشترك أو التخطيط بدلاً من تشكيل تحالف بحري رسمي.
في حين أن التدريبات البحرية الإيرانية العربية المشتركة لن تكون أكثر من مجرد رسائل، فإنها ستكون مؤشرا على أن إيران ودول الخليج تبذل جهودا لتغيير مسار العلاقات بينهما. على الرغم من أنه لم يتم الكشف عن تفاصيل هذا المشروع بعد، إلا أنه يشير إلى تحول جيوسياسي مهم يحدث في الشرق الأوسط.
تبحث كل من الرياض وطهران عن خيارات جديدة لإدارة المعادلات الإقليمية، ولم تعد دول الخليج تنظر إلى واشنطن على أنها ضامن أمني إقليمي. ويشمل ذلك خطط الشراكة الاقتصادية الصينية في المنطقة.
في 5 يونيو، أعلنت البحرية الأمريكية أن بحارتها، إلى جانب البحرية البريطانية، قد أتوا لمساعدة سفينة يقال إنها تعرضت لمضايقات من قبل الحرس الثوري الإيراني في مضيق هرمز ذي الأهمية الاستراتيجية.
ورداً على هذه المزاعم، صرح قائد البحرية في الحرس الثوري الإيراني، عباس بأن نداء استغاثة قد صدر من قبل سفينة ترفع علم جزر مارشال عبر القناة الدولية، واستجابت القوات الإيرانية وفقًا لذلك.
وأكد غلامشاهي أن بعض وسائل الإعلام المعادية التي تنتهك أخلاقيات الإعلام كانت تحاول نشر معلومات مضللة والتحريض على الاضطرابات وإضفاء الشرعية على “الوجود غير المشروع وغير المبرر لدول غير إقليمية في الخليج الفارسي”.
وشدد القائد أيضًا على أن مسؤولية القوى الإقليمية هي ضمان أمن الخليج العربي، وأنها قادرة على الحفاظ على الأمن على المدى الطويل في هذه المنطقة البحرية الحيوية من الناحية الاستراتيجية دون تدخل أجنبي.
بينما يتم اتخاذ خطوات نحو التطبيع بين إيران ودول الخليج، بدأت البحرية الأمريكية، التي تجري عمليات في الخليج العربي لسنوات كوسيلة لممارسة الضغط على إيران، جهودًا لإنشاء قوة عمل دائمة في المنطقة.
في هذا السياق، في 22 مايو، أعلنت القوات البحرية المشتركة(CMF) المتمركزة في البحرين، والتي أنشأتها البحرية الأمريكية باعتبارها “شراكة أمنية متعددة الجنسيات”، عن إنشاء فرقة عمل مشتركة جديدة ضمن هيكلها.
ستركز فرقة العمل المشكلة حديثًا، والتي تحمل اسم”CTF 154″، على الشرق الأوسط وتركز على تدريب القوات البحرية الحليفة وتعزيز القدرات العملياتية داخل المنطقة الممتدة من الخليج إلى قناة السويس.
من خلال القيام بذلك، تهدف الولايات المتحدة إلى ثني دول الخليج عن التعاون مع إيران والإبقاء عليها بدلاً من ذلك في إطار مفهوم الدفاع الأطلسي.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=63226