السعودية تخسر وجماعة الحوثي باتت رائدة في المشهد السياسي اليمني

خسرت السعودية الحرب في اليمن فيما باتت منافستها جماعة أنصار الله “الحوثي” رائدة في المشهد السياسي اليمني بحسب دراسة دولية.

ورأت الدراسة التي نشرها “منتدى الخليج الدولي”، أن الصفقة الأخيرة بين السعودية والحوثيين، يمكن بالفعل أن توقف الحرب في اليمن، لكنها قد تقوض بقية احتياجات اليمن الملحة وحقوق الفئات الاجتماعية والسياسية المختلفة، وتؤدي إلى تفاقم مشاكل أخرى طويلة الأجل.

وذكرت الدراسة أن أكبر خطر يمكن أن تجلبه الاتفاقية بين الرياض والحوثيين هو إضفاء الشرعية على حكم الجماعة لليمن بقوة السلاح وشرعنة استيلائها على العاصمة صنعاء ومناطق اليمن الأكثر اكتظاظا بالسكان.

ونبهت إلى أن ذلك سيؤدي لاستمرار إهدار حقوق هؤلاء السكان وتركهم فريسة لممارسات الجماعة وتفسيراتها المتشددة للدين، لاسيما حول تعليم المرأة.

وبعد الاتفاق الذي توسطت فيه الصين بين السعودية وإيران، أصبح فحص الوكلاء الإقليميين أكثر أهمية بعد الاجتماعات التي عُقدت في صنعاء بين مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، وزعيم الحركة محمد علي الحوثي، ووفود سعودية وعمانية، من بينهم محمد الجابر سفير السعودية في اليمن.

ونشرت صحيفة “سبأ” التي يديرها الحوثيون صوراً للاجتماع التاريخي الذي خلص إلى أن الحوثيين أصبحوا طرفًا أكثر أهمية في الصراع.

وفيما يدل على خطورة شرعنة سيطرة الحوثيين على اليمن، قام البروفيسور تشارلز شميتز، الخبير في شؤون الشرق الأوسط والمتخصص في الشؤون اليمنية، بتحليل خطب مؤسس الجماعة حسين الحوثي والزعيم الحالي عبدالملك الحوثي.

ووجد شميتز أن المؤسس تحدث عن قضايا مهمة لجميع المسلمين، أو لمجموعة معينة في اليمن، بينما يركز الزعيم الحالي أكثر على مخاطبة الشعب اليمني.

فبعد وصولهم إلى السلطة في انقلاب 2015، قدمت الحركة رؤية وطنية بدلاً من رؤية ثيوقراطية دينية.

ويسلط تحليل شميتز الضوء على التحول في روايات قادة الحوثيين، ويدرس الدور المحتمل طويل المدى للجماعة في مستقبل اليمن، لا سيما إذا تم إضفاء الشرعية عليها من خلال اتفاقية ثلاثية بين طهران والرياض والحوثيين.

ويحذر التحليل من أنه إذا تم الاتفاق على الاعتراف بالحوثيين كممثلين للحكومة اليمنية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى فراغ السلطة في البلاد، فقد تصبح الجماعة قوة ذات نفوذ إقليمي وقوة شبيهة بـ”حزب الله” اللبناني.

وانتقدت الدراسة استبعاد الصفقة الثلاثية بين السعودية وإيران والحوثيين بقية المصالح المتنوعة لجميع الجماعات المحلية التي تعاني في ظل حكم الحوثيين والتدخل العسكري السعودي في اليمن.

إذ لا تزال تواجه تلك المجموعات العديد من الصعوبات، بما في ذلك الضربات الجوية، وتغييرات السياسة التعليمية، والضرائب الإضافية، وانعدام الأمن الغذائي والمائي، والأوبئة المتعددة.

وقد يؤدي الاعتراف بالحوثيين كقوة رائدة في المشهد السياسي اليمني عن غير قصد إلى مزيد من تهميش الجهات الفاعلة المحلية، بحسب الدراسة.

علاوة على ذلك، يمكن أن تسبب الصفقة الثلاثية في تطبيع حكمهم الديني ضمن اتفاقية دولية، ما يسمح لهم بتوسيع سيطرتهم على المزيد من المناطق في اليمن وتبرير استخدامهم للقوة العسكرية تحت ستار “تمثيل” اليمنيين.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.