خبير جيوسياسي: قطر تريد من كأس العالم 2022 تأمين نفسها وأهميتها وشرعيتها

الدوحة – خليج 24| قال أستاذ الرياضة والاقتصاد الجيوسياسي في مدرسة “سكيما” للاقتصاد سايمون شادويك السبب وراء كأس العالم 2022 تمرين أو خطوة تريد عبرها قطر تأمين نفسها وأهميتها وشرعيتها.

وذكر سايمون الذي سافر إلى قطر لأكثر من عقد وشاهد تطورها، قوله إن “قطر تواجه متاعب وانتقادات عديدة وتحاول التخلص منها”

وبين أن التقرير مع قطر جلب عديد المتاعب بتعرضها مؤخرا إلى تمحيص وانتقادات وسخرية.

وأشار إلى معلقين أجانب وصفوها بالبلد الشمولي ولا توجد فيه مشاركة سياسية، مع اتهامات بإساءة معاملة العمال الوافدين ورفض المثليين جنسيا.

وقالت مجلة “المونيتور” إن عوائد قطر من وراء استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم بنوفمبر 2022 سيمتد إلى ما وراءها ولن يقتصر عليها.

وذكرت المجلة الواسعة الانتشار إن الاستضافة سترفع من قوتها الناعمة ونفوذها السياسي على نحو كبير.

وبينت أن دول مجلس التعاون ستستفيد من طريق الاستفادة من “الفرص الجديدة” التي ستوفرها استضافة قطر للمونديال.

وقالت المجلة إن الدوحة استضافت أحداثًا رياضية كبطولة العالم لألعاب القوى IAAF، وكأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

وأشارت إلى أنها استضافت بطولة العالم لكرة اليد للرجال، ودورة الألعاب الآسيوية عام 2030.

ونبهت إلى أن كأس العالم FIFA هي أكبر حدث رفيع المستوى يتم القيام به في قطر.

وأكدت أن استضافة الأحداث الرياضية العالمية أصبحت اتجاهًا جديدًا في المنطقة.

وأوضحت المجلة أنه ومع اقتراب موعد الحدث، فسيكون له تأثير واسع مع ظهور فرص جديدة لقطر ودول مجلس التعاون الأخرى والمنطقة.

ونبهت إلى أن استثمارات كأس العالم سترسخ مكانة البلاد كمحور مهم.

وختمت المجلة: “في قطر أثار الحدث الحماس والاعتزاز الوطني ووضع عدسة مكبرة على أمة شابة ذات تقاليد عميقة”.

فيما قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إن نفوذ قطر الغنية بالغاز الطبيعي والثروة ينمو على نحو متسارع منذ غزو روسيا لأوكرانيا وحاجة العالم للنفط والغاز.

وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة وأوروبا يتطلعون لحرمان روسيا من دخلها من النفط والغاز، وتحويل قطر لمصدر بديل للوقود لتدفئة منازلهم وطهي الطعام وتوليد الكهرباء.

وبينت أن قطر لن تتمكن من توفير كامل الغاز الإضافي الفوري لأوروبا لأن معظم إنتاجها متعاقد عليه للذهاب لمكان آخر.

وأشارت إلى أنها تستثمر عشرات مليارات الدولارات لرفع الإنتاج بنحو الثلثين بعام 2027.

ونقلت عن وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة سعد الكعبي قوله إنه يمكن أن يذهب نحو نصف هذا الغاز إلى أوروبا.

وقالت إن الاهتمام بغاز قطر شهد تحولا حادا بالنسبة لبلد اعتاد على سماع انتقاد قادة الغرب للوقود الأحفوري لمساهمته بتغير المناخ.

وذكرت الصحيفة أنه الآن يتدافع هؤلاء القادة للحصول على الغاز.

وبينت أن الدول التي كانت تقول “لسنا بحاجة إلى شركات نفط وغاز، وهؤلاء الرجال يتم شيطنتهم، أشرار”.

وأكملت الصحيفة: “تقول الآن “ساعدونا، أنتجوا أكثر، أنتم لا تنتجون ما يكفي”، وما لذلك”.

وبينت أن حرب أوكرانيا دفع قطر للتنافس مع الولايات المتحدة وأستراليا على موقع أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، زيادة في شعبيتها.

وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إن الاتحاد الأوروبي يعمل منذ أشهر بكل “قوة” لتحويل دولة قطر إلى وجهته البديلة عن الغاز الروسي.

وقالت الصحيفة في تقرير إلى أن الدوحة رغم صغرها ينظر لها كواحدة من أفضل آمال أوروبا لفطم نفسها عن الغاز الطبيعي الروسي.

وتجري ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وإيطاليا مفاوضات مع قطر لشراء الغاز الطبيعي المسال على المدى الطويل.

غاز قطر

وذكرت الصحيفة أن “ثراء قطر ارتفع بصورة كبيرة عبر بيع الغاز الطبيعي المسال للصين وكوريا الجنوبية واليابان بعقود طويلة الأجل”.

وأشار إلى أن ذلك بتحويل الدوحة لثاني أكبر مصدر للغاز في العالم.

وهي التي تحلم دائما بالتوسع في أوروبا، لكن كان المشترون هناك مترددين.

ونبه إلى أن ذلك لا سيما مع مصادر أرخص كروسيا التي يمكن شحن غازها عبر خطوط الأنابيب الحالية ونيل عقود أقصر أجلاً وأكثر مرونة.

بديل الغاز الروسي

وتفتش أوروبا عن مصادر جديدة للغاز الطبيعي كبديل للواردات الروسية التي تمثل 38% من الغاز المستورد للاتحاد الأوروبي.

وتبحث عدا عن قطر مع منتجي الغاز في أنجولا والجزائر وليبيا والولايات المتحدة.

وظهرت قطر كواحدة من أكثر الخيارات جاذبية لأنها تخطط لزيادة طاقتها الإنتاجية من الغاز 40% بحلول عام 2026.

وتخطط لدفع 28.7 مليارات دولار لزيادة طاقتها الإنتاجية 40%، أو 33 مليون طن متري سنويًا بحلول عام 2026.

صادرات الغاز الطبيعي

ويعادل أكثر من ضعفي مجمل صادرات الغاز الطبيعي المسال الروسية إلى أوروبا التي بلغت 13.7 ملايين طن متري العام الماضي.

وتشير الصحيفة إلى أن فجوة ستظل باقية لأن معظم الغاز الروسي ينتقل عبر خطوط الأنابيب.

ويأتي ذلك بوقت يضخ عديد المنتجين الآخرين بخلاف قطر، بكامل طاقتهم ولا يمكنهم تحقيق الكثير لأوروبا.

وقالت صحيفة “زود دويتشه تسايتوند” الألمانية إن موقفها بشأن الغز يحمل بطياته التوازن دون إغضاب روسيا أو الغرب، وسيؤمن لها مكاسب اقتصادية كبيرة.

وأكدت الصحيفة أن غالبية كميات الغاز في الدوحة ترتبط بعقود طويلة الأجل، وهو نهج تلجأ إليه أوروبا لنيل الغاز القطري.

وحولت الدوحة مسار 4 ناقلات كبيرة إلى بريطانيا نهاية 2021، عقب طلب للمساعدة تلقته من رئيس الوزراء البريطاني “بوريس جونسون”.

غاز قطر ويكبيديا

وذكرت الصحيفة أن البلد الخليجي مهتمة بصفقات شراء طويلة المدى، وليس فقط لعب دور مؤقت لسد الفراغ، حتى انتهاء الحرب على أوكرانيا.

وأوضحت أن الدول الأوروبية تفضل شراء الغاز عبر صفقات قصيرة المدى للاستفادة من الأسعار المتدنية.

وبينت الصحيفة أنه وعكس الدول الآسيوية التي ترتبط بعقود مع قطر تمتد لفترات تتراوح بين 20 و25 سنة، وهو الأسلوب الذي تفضله الدوحة.

كم يبلغ غاز قطر

ورجحت أن يلجأ الاتحاد الأوروبي للالتزام بعقود طويلة الأجل للغاز الطبيعي المسال.

وذلك لتجنب صدمات العرض مستقبلًا، والاستفادة من زيادة الإنتاج القطري.

وأكدت الصحيفة أن هذا هو ما سيؤمن للدوحة عقودا مليارية عبر دبلوماسية الغاز.

وذكرت أن قطر تتجه لحصد مكاسب عدة سياسيا واقتصاديا.

وبينت أن ذلك بداية من كونها لاعب رئيس ومهم لأوروبا والعالم.

هل تنقذ قطر أوروبا بالغاز

وأشارت إلى أن ذلك النظر إليها كرمانة الميزان في سوق إمدادات الغاز.

وكذلك التوجه إليها كقبلة حيوية لإنقاذ أوروبا من أزمة محتملة.

وبينت الصحيفة أنه “ليس أخيرًا جني تعاقدات طويلة الأجل تعزز محفظتها المالية”.

وتصنف قطر كأكبر المستثمرين الأجانب في روسيا، باستثمارات متنوعة تبلغ 13 مليار دولار.

 

إقرأ أيضا| هل تنقذ قطر “رمانة الميزان” أوروبا من معضلة الغاز؟

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.