مركز حقوقي: أبوظبي تنتهج “أساليب قهرية” لتركيع معتقلي الرأي بسجونها

أبو ظبي – خليج 24| اتهم مركز حقوقي شهير دولة الإمارات باتباع أساليب قهرية ضد معتقلي الرأي في سجونها سيئة الصيت والسمعة وذويهم، ضمن سياسة ممنهجة لتركيعهم.

وقال مركز مناصرة معتقلي الإمارات، إن أبوظبي تحرم المعتقلين من نظرة الوداع على ذويهم، وهي جزء بسيط من حقوقهم.

وبين أن عشرات معتقلي الرأي أملوا برؤية آبائهم أو أمهاتهم أو عائلتهم المحرومين منهم لاعتقالهم تبخرت أحلامهم بعد فاجعة وفاتهم.

وذكر المركز أن أملهم من اللقاء بأحبائهم خارج السجن تحول لمجرد رجاء بالسماح لهم بإلقاء نظرة على جثثهم.

وقال: “من أصعب اللحظات على المعتقل أن يسمع وفاة أحد أقاربه أو فقدان والده أو والدته، وهو ما يشكل صدمة كبيرة لا يكاد يصدقها أو يستفيق منها”.

وأوضح المركز أن “المؤسف أن أبوظبي تستغل لحظاته الحزينة بقهر المعتقلين، فتحرمهم من إلقاء نظرة الوداع الأخيرة على أحبائهم”.

وذكر أنه “لا يمكن وصف صدمة السجين خلف القضبان حين يفجع برحيل أحد والديه فجأة، أو أحد من أبنائه أو إخواته أو أي قريب أو حبيب له”.

وقال: “مشاعر من الحسرة والألم، وحالة من الشعور بالضيق لا يمكن وصفها، خصوصاً عدم وداعهم قبل رحليهم.

وبين المركز أن “السماح للمعتقلين بالمشاركة بالتشييع والعزاء يخفف وطأة هذه المشاعر الثقيلة”.

لكن للأسف، فإن الإمارات لا تكاد تترك أي سياسة قهرية، أو وسيلة للتنغيص على حياة معتقلي الرأي في السجون إلا وتستخدمها ضدهم.

وذكر أن من بينها حرمان المعتقلين حقهم بنظرة الوداع على أقاربهم أو ذويهم، ضاربة بعرض الحائط كافة القوانين والمواثيق الدولية.

وأكد المركز أن الإمارات لا تترك مناسبة أو وسيلة، إلا وتفرض عقوبات المجحفة لزيادة معاناة المعتقلين، وتحرمهم عديد الحقوق.

ونشر مؤخرا قصصًا مؤثرة لزوجات وبنات وأمهات معتقلي الرأي في دولة الإمارات العربية المتحدة، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.

وقال المركز في بيان إن عشرات الإماراتيات عشن ظروفًا عصيبة عقب اعتقال السلطات لمعيل الأسرة أو أحد أفرادها.

وأشار إلى أن ذلك لم يقف عائقًا أمام تسجيلهن مواقف عظيمة في الشجاعة والتضحية.

كم سيدة في سجون الإمارات

وسرد المركز قصة والدة المعتقل محمد الركن، فالمرأة (75عامًا) لم تمنعها مسافة 3 ساعات وحرارة الصيف والتعب من زيارة ابنها بسجن الرزين.

وقال إن والدة الركن جازفت في 7 يوليو 2013 بطريق مليء بشاحنات وإبل لزيارة سجن الرزين لرؤية ابنها، وبعد وصولها انتظرت نصف ساعة.

محمد الركن ويكبيديا

وذكر المركز أنها انتظرت الإذن للدخول الغرفة الثانية، وعادة يذهب لها بسيارة مغطاة من أعلى فقط بسبب حرارة الصيف.

لكنها رغم ذلك رفضت ركوبها وذهبت سيرًا على الأقدام تحت أشعة الشمس الحارقة، وجلست تنتظر قرابة 30 دقيقة.

وبين أنها الزيارة الأولى لوالدة الركن لابنها المعتقل، لتصدم عند دخولها بوجود حاجز زجاجي بينهما فرفضت التقدم وطالبت بزيارته مباشرة.

انتهاكات سجون الإمارات

لكن إدارة السجن رفضت طلب السيدة المتحرقة شوقًا لرؤية نجلها، فما كان منها إلا أن رفضت الخضوع للإذلال المتعمد ضد أهالي المعتقلين.

وقال المركز إنها خرجت دون الحديث مع ابنها، لتعود سيرًا للغرفة الأولى رافضة الركوب بمركبة إدارة السجن المغطاة من أعلى.

وأضاف: “بالتأكيد أنها احترقت من الداخل، فهي قطعت مسافة طويلة وتحملت لساعات لتتلمس ابنها وتعانقه، لكنها لم تستطع تحمّل الإذلال”.

من هو عبدالسلام درويش المرزوقي

وتابع المركز: “لم تتقبل فكرة مشاهدة ابنها من خلف الزجاج دون لمسه، فأخذت موقفاً شجاعاً بالاعتراض، غير آبهة بتهديدات إدارة السجن”.

وسلط الضوء على قصة عواطف زوجة معتقل الرأي عبدالسلام درويش المرزوقي التي تبرهن على عظمة المرأة الإماراتية وإخلاصها.

وقال المركز إنها لا تمنعها الظروف مهما كانت صعوبتها من توفير حياة كريمة لأولادها.

كم سجن في الإمارات

وبين أن عواطف بداية اعتقال زوجها تعيش بالإمارات، وتقطع 3 ساعات لزيارته بالسجن.

وتصطحب أولادها الصغار ممن يعانون اضطرابات التوحد وتشنجات عصبية معها.

وأوضح أن ذلك لرسم البسمة على وجوههم، ورغم إلغاء أبوظبي للزيارة عقب وصولهم للسجن وقطع مسافات طويلة، لكنها تصر على رؤية زوجها دائمًا.

ولفت المركز، إلى تدهور صحة أولادها في 2016، فاضطرت للسفر لأمريكا لعلاجهم، لكن بعد أشهر قليلة فوجئت بقرار أبوظبي إسقاط جنسية أبنائها.

وذكر أنه جرى إيقاف تمويل علاجهم وإيقاف راتب زوجها التقاعدي بهدف إجبارها على العودة، لكنها رفضت الابتزاز، وأكملت علاج أولادها.

واجتهدت عواطف -وفق المركز- بتوفير حياة كريمة لهم رغم قسوة الغربة وغياب الأب، لتؤكد مجددًا صلابة وقوة المرأة الإماراتية وتضحيتها.

من هي آلاء الصديق

وسرد رحلة الراحلة آلاء الصديق، ابنة معتقل الرأي محمد الصديق كنموذج آخر للقوة والصلابة، رغم صغر سنها.

وذكر أنها اختارت طريقاً صعباً محفوفاً بالمخاطر للدفاع عن والدها، وتحملت المنفى مرتين الأولى عندما اضطرت لمغادرة بلادها إلى قطر بسبب تهديد السلطات.

بينما كانت الثانية وقت سفرها من الدوحة إلى لندن، لمواصلة الدفاع عن أبيها وعن حقوق الإماراتيين.

وقال المركز: “في المملكة المتحدة، رسمت آلاء صورة ناصعة عن المرأة الإماراتية المجتهدة والذكية، وأصبحت مديرة لمنظمة القسط لحقوق الإنسان”.

وأضاف: ” ثم باتت نموذجاً ملهماً لألاف الشباب العرب، بعد خطفها الموت فجأة، لتغدو إحدى أيقونات الدفاع عن حقوق الإنسان في العالم”.

حقوق الإنسان في الإمارات

وأكد أن قصص آلاء ووالدة الركن والسيدة عواطف، ليست سوى أمثلة بسيطة على تضحية المرأة الإماراتية، وقدرتها على تجاوز أصعب الظروف.

وبين المركز أن نموذج والدة الركن نرى الأم الإماراتية صاحبة القلب المرهف الملهوف على غياب ابنها، وعواطف نرى صبرها وتحملها أعباء الحياة.

وقال إنه نرى في آلاء الشجاعة والحضور المميز، فتحية للمرأة الإماراتية في هذا اليوم وفي كل يوم.

 

إقرأ أيضا| قصص مؤثرة لزوجات وبنات وأمهات معتقلي الرأي في الإمارات

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.