“WSJ”: هل تكرر روسيا وإيران سيناريو كبح إمدادات نفط السعودية؟

 

الرياض – خليج 24| قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إن كل من روسيا وإيران تمتلكان حوافز قوية وقدرات حقيقية وجرأة لكبح إمدادات نفط المملكة العربية السعودية.

وذكرت الصحيفة واسعة الانتشار إن هذا الخطوة تستخدم في حينه لإجبار العالم على رفع الحظر عن مبيعاتهما النفطية.

وأشارت إلى أن هذا السيناريو ليس بعيد المنال، مبينة أنه قد توقف 50% من إنتاج نفط السعودية إبان هجمات سبتمبر 2019.

 

فيما قالت شبكة “سي إن إن” الأمريكية إن سبيل الولايات المتحدة الوحيد لإبقاء الضغط على روسيا دون التأثير على الاقتصاد العالمي، هو بتخفيض أسعار النفط.

وأكدت الشبكة في تقرير أن الحصار الاقتصادي كسيف مسلط على موسكو يكمن بإقناع واشنطن للسعودية بزيادة إنتاج النفط.

وبينت أن واشنطن لديها خيارات كغرار تخفيف عقوبات فنزويلا والاتفاق النووي الإيراني.

وأوضحت الشبكة أن السعودية والإمارات رفضتا زيادة الإنتاج، رغم مساعي أمريكية عدة.

إضعاف روسيا

وذكرت أن هذا الموقف مرده لمعضلة أساسية، إذ أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وصف السعودية بأنها منبوذة، ولم يجتمع رسميا مع ابن سلمان”.

وقالت الشبكة إن “ابن سلمان يرفض الطلب الأمريكي لزيادة إنتاج النفط، ومضى لتقوية علاقاته مع روسيا والصين”.

وبينت أن موسكو ستوسع سيطرتها على المناطق الشرقية بأوكرانيا، إذ أن طريقة إنهاء الصراع سيكون بضغط كاف على روسيا.

ونوهت إلى أن ذلك سيكون عبر “إجبارها للذهاب لطاولة المفاوضات، وتخفيف العقوبات، مقابل صفقة سلام”.

طلب أمريكا زيادة النفط

وأشارت إلى أنه “إذا بقيت أسعار النفط فوق الـ100 دولار للبرميل أو ترتفع أكثر، فإن أوروبا ستدخل بركود”.

وذكرت الشبكة أن الاقتصاد العالمي سيشهد هبوطا بمعدلات النمو، ما يعني انهيار التحالف ضد روسيا، وهو ما يأمله فلاديمير بوتين.

وفرضت أمريكا والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وقوى غربية أخرى، حزمة عقوبات ضد روسيا، إثر غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير الماضي.

وسعت روسيا للتخفيف من وطأة العقوبات بإجراءات عدة لحماية اقتصادها من الانهيار.

عقوبات الغرب على روسيا

إلا أن تقارير عدة أكدت أن الإجراءات لن تصمد، وأن العقوبات بدأت تلقي بأثقالها على الاقتصاد الروسي.

وكشفت صحيفة أمريكية عن تهديد ابن سلمان بتوطيد علاقات الرياض بروسيا والصين كسبيل لمعاقبة الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن ابن سلمان غاضب من مواقف بايدن تجاه الرياض الذي انتقد منذ وصولها للسلطة انتهاكاتها.

وأشارت إلى أن إدارة بايدن قلصت دعمها لحرب السعودية على اليمن، وهمش ابن سلمان لدرجة أنه لم يقابله شخصيًا بعد.

وأوضحت أنها فرضت عقوبات على سعوديين شاركوا بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018 بقنصلية بلاده بإسطنبول.

لكن -بحسب الصحيفة- لم يجر فرض أي عقوبات مباشرة على ولي العهد.

اطلاق سراح المعتقلين السياسيين

ونقلت عن مسؤولين سعوديين قولهم إن ابن سلمان ومستشاريه ووالده الملك سلمان التقوا العام الماضي بقصر على شاطئ البحر.

وأشارت إلى أن الاجتماع ناقش عقوبات جديدة محتملة من بايدن وكيف يمكن للمملكة أن تسبقهم.

وبينت الصحيفة أن المجموعة بحثت إطلاق سراح المزيد من السجناء السياسيين لاسترضاء بايدن.

استرضاء بايدن

لكن ابن سلمان قال بدلًا من ذلك إن على السعودية أن تهدد بتوطيد تحالفاتها مع روسيا والصين.

ولاحقا، أفرجت السعودية عن أبرز المعتقلات السياسيين، لجين الهذلول بفبراير 2021 وعديد الأشخاص الآخرين بأعقابها.

وقالت الصحيفة إنه ليس واضحا ما إذا كان ابن سلمان هدد واشنطن بالتحرك نحو الصين وروسيا.

تهديد ابن سلمان

لكن السعودية بذات الوقت اقتربت بسرعة من الصين بـ2021، ما عمق العلاقات عسكريا وثقافيا واقتصاديا.

وتسبب ذلك بتوتر العلاقات السعودية الأمريكية إثر انزعاج السعوديين من فشل ضمان أمريكا لأمنها بمواجهة ضربات الحوثيين.

وقالت صحيفة “واشنطن تايم” إن الاستقلال في مجال الطاقة هو خيار بايدن الوحيد للخروج من المأزق الحالي الذي تفاقم مع غزو روسيا لأوكرانيا.

وذكرت الصحيفة أن ذلك يتأتى من خلال تقليل الاعتماد على الديكتاتوريين المستبدين، وعدم استبدال طاغية روسيا بطاغية آخر في السعودية أو فنزويلا.

يتزامن ذلك مع كشف صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية النقاب عن أن بايدن يمتلك سلاحًا حاسمًا في معركتها “السرية” مع السعودية.

وقالت الصحيفة في تقرير إن أمريكا يجب أن تتذكر بأن السعودية هي الشريك الأصغر في هذه الشراكة، قد تسبب الصداع لأمريكا.

وأشارت إلى أن هذا لا يمكن مقارنته بالضرر الذي يمكن أن تلحقه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بالسعودية في حال استخدام أسلحتها الحاسمة.

وذكرت الصحيفة أن ذلك من خلال سحب تكنولوجيا حقول النفط الغربية والتمويل والغطاء الدبلوماسي.

فيما قالت مؤسسة “كارنيجي للسلام الدولي إن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان لديه غرور كبير جدًا.

ونبهت إلى أنه شعر بإهانة شخصية إثر حديث الرئيس جو بايدن عنه.

تهور ابن سلمان

وذكرت المؤسسة أن ابن سلمان المتهور يرى في أزمة النفط عقب غزو روسيا لأوكرانيا ويعتقد هو وقت رد الإهانة.

وأشارت إلى أن ولي عهد السعودية تشعر بأن مخاوفها الأمنية تتعرض للتجاهل في الولايات المتحدة.

وسعت المملكة لنيل مساعدة واشنطن لمواجهة الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.

لكن بايدن اتخذ قرارا بوقف دعم العمليات الهجومية التي تقودها السعودية في اليمن.

وبحسب المؤسسة، فإن “بن سلمان” بات محبطا على نحو غير مسبوق من الولايات المتحدة.

وذكرت أن واشنطن ترفض تزويده بالأسلحة التي يريدها، ولا ترد عندما تتعرض المملكة للهجوم.

وأكدت أن عدم زيادة إنتاج النفط يحافظ على الأسعار مرتفعة ما سيدر أموالا كثيرة لخزائن المملكة.

بايدن يهين ابن سلمان

وكشفت مجلة أمريكية أن ابن سلمان يسعى للانتقام من بايدن باستخدام عصا رفض زيادة إنتاج النفط الخام.

وقالت مجلة فورين بوليسي إن “الرياض ليست متعجلة بتلبية طلبات واشنطن ولندن بزيادة إنتاج النفط، وتتذرع بالتزاماتها باتفاقية (أوبك +)”.

وذكرت أن ابن سلمان يرى في ملف النفط فرصة للانتقام من بايدن بسبب ما يعد إهانات غير مبررة وموقفًا غير ودي منه.

عصا النفط

وبينت المجلة أن ولي العهد غاضب من بايدن الذي وصف السعودية بحملته الانتخابية بأنها دولة منبوذة.

وذلك على إثر اغتيالها الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وقالت: “يعتقد السعوديون أن البيت الأبيض يتجاهل مخاوفهم بشأن إمكانية استئناف الاتفاق النووي الإيراني”.

وأشارت المجلة إلى أنه “يرفض أيضًا اتخاذ إجراءات ضد جماعة الحوثيين اليمنية بعد شنها هجمات على سفنهم ومدنهم”.

 

 

إقرأ أيضا| “الغارديان”: عداء بايدن وابن سلمان أكثر تعقيدًا من ملف النفط

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.