هل تواجه السعودية رياحًا معاكسة لجهودها الدبلوماسية التقليدية؟

 

الرياض – خليج 24| قال الباحث في شؤون الشرق الأوسط جيمس دورسي إن السعودية قد تواجه رياحًا معاكسة في جهودها الدبلوماسية التقليدية لتخفيف التوترات في الشرق الأوسط.

وكتب الباحث عبر حسابه في “تويتر” أن التقارب بين السعودية وإيران قد يكون هشًا وترتيبًا بين الطرفين أكثر من كونه اتفاقيات حقيقية.

وقال المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجيةIISS  إن السعودية تواجه مأزقًا حرجًا بمحادثاتها مع إيران، لأنه حتى حال إبرام تفاهم، فإن الأولى تفتقر لقدرة مراقبة امتثال طهران لشروطه.

وأكد المعهد في تقرير أن الرياض تدرك أن نفوذها محدود جدًا على إيران، فهم غير قادرين على تغيير سلوكها الإقليمي.

وأشار إلى أن الجهود الدبلوماسية الأخيرة نحو خفض التصعيد بين السعودية وإيران عبارة عن عملية هشة وغير مؤكدة.

ونبه المعهد إلى أن جماعة أنصار الله “الحوثيين” ليس لديهم أي مصلحة في التوصل لاتفاق بين السعودية وإيران.

وأوضح أنهم لايزالون يعارضون وقف إطلاق النار كبادرة حسن نية.

وبين أن المفاوضات الدولية الهشة حول البرنامج النووي الإيراني قد تنهي المحادثات السعودية الإيرانية.

ولفت إلى أن طهران تصر “على المزيد من التنازلات الدولية”.

وتندر القيادي في جماعة “أنصار الله” (الحوثي) “محمد علي الحوثي” من عقد السعودية وإيران جلسة محادثات في الأردن.

وكتب “الحوثي” تغريدة عبر موقع “تويتر”: “ندين ما تقوم به السعودية من انتهاكات للحضن العربي، بالحوارات المتتالية مع جمهورية إيران”.

وقال: “هذا الانتهاك السافر يعبر عن نوايا مبيتة لا تتوافق مع بيانات وقمم الجامعة العربية ومجلس التعاون”.

وأضاف “الحوثي”: “أدعو بقية حماة الحضن العربي إلى إدانة ما قامت به السعودية من لقاء مع إيران بالأردن”.

وتوعد مسلحو جماعة الحوثي في اليمن المملكة العربية السعودية عقب تصعيدها الكبير في الأسابيع الأخيرة وشن مئات الغارات خاصة على العاصمة صنعاء.

وجاء تهديد الحوثيين إلى السعودية على لسان الناطق الرسمي باسم الجماعة ورئيس وفدها المفاوض محمد عبد السلام.

وخلال الأسابيع الأخيرة، صعد التحالف الذي تقوده السعودية من ضرباته الجوية على اليمن وخاصة صنعاء.

وقال عبد السلام في تغريده على “تويتر” إن “التعامي الدولي عن مظلومية اليمن شجع المعتدي على تصعيد عدوانه وحصاره”.

وأوضح أن ذلك كان “بتكثيف الغارات واستهداف المدن، مرتكباً مزيداً من المجازر بحق المدنيين”.

وأضاف عبد السلام “ولما يكون رد مشروع لا يقارن بحجم جريمة المعتدي، يتعالى صراخ إقليمي ودولي”.

وذلك في إشارة إلى استهداف جماعته للأراضي السعودية بالصواريخ والطائرات المسيرة.

منذ أسابيع قليلة، يتعمد التحالف العربي الذي تقوده السعودية نشر أخبار عن عمليات “نوعية” في اليمن عقب وصول الجهود الأمريكية والأممية لطريق مسدود لإنقاذ المملكة من مستنقع الحرب مع الحوثيين.

وفي تغيير لافت في المعركة الإعلامية، يحرص التحالف على تضخيم هجماته بشكل كبير جدا مقارنة مع السنوات السابقة من  الحرب.

ويوميا يعلن التحالف عن تنفيذ ضربات تعتبر “قاصمة” ضد الحوثيين، على الرغم من أنه فشل حتى الآن في تركيعهم.

وكان وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان تعهد بالانتصار على الحوثيين في غضون أسابيع قليلة.

لكن ابن سلمان فشل في ذلك على مدار سنوات طويلة، وهذا ما دفعه للاستنجاد بالولايات المتحدة لإنقاذه.

وكان آخر هذه الإعلانات اليوم، حيث قال التحالف الذي تقوده السعودية إنه شن ضربات جوية على موقع سري لخبراء الحرس الثوري الإيراني.

وذكر التحالف أن هذه الموقع السري “داخل عاصمة اليمن صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وقال التحالف في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس” إنه نفذ “ضربات جوية لأهداف عسكرية مشروعة في صنعاء”.

وشدد على أن “العملية تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية”.

وبحسب التحالف “دمرنا موقعا لتجميع وتخزين الصواريخ الباليستية داخل العاصمة صنعاء”.

كما أعلن التحالف عن تدمير “ورشاً لتجميع الصواريخ الباليستية بقاعدة الديلمي مرتبطة بمطار صنعاء”.

وأردف “استهدفنا موقعاً سرياً لخبراء الحرس الثوري الإيراني داخل صنعاء”.

في حين، ذكرت قناة “المسيرة” الناطقة باسم الحوثيين بأن “طيران التحالف شن 3 غارات على مطار صنعاء الدولي”.

كما شن طيران التحالف غارة على حديقة 21 سبتمبر في العاصمة دون مزيد من التفاصيل، بحسب قناة “المسيرة”.

وفي أكتوبر الماضي، أكدت مؤسسة بحثية أمريكية أن قواعد اللعبة في حرب اليمن تغيرت لصالح الحوثيين، مشيرة إلى أن المملكة العربية السعودية عاجزة عن صد المسيرات الانتحارية لمسلحي الحوثي.

وأوضحت المؤسسة بتحليل لها وفق ما نقلت قناة “الحرة” الأمريكية أن الدفاعات الجوية السعودية عاجزة عن صد أسراب كبيرة من المسيرات تحلق بوقت واحد.

ولفتت إلى أن الطائرات بدون طيار المصنعة في إيران تهدد التوازن الأمني بمنطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية.

لكن الأهم –بحسب التحليل- انها تزيد من تهديد أمن السعودية خاصة بسبب استعمالها من قبل الحوثين في اليمن.

وبين أن الحوثيين بدئوا منذ 2017 باستعمال طائرات بدون طيار محملة بالمتفجرات.

ووفق التحليل فإنه “يتم تجميع هذه الطائرات بمكونات تشحن من إيران وشبه مطابقة لطائرات أبابيل بدون طيار”.

وأكد أن الحوثيين يستعملون هذه الطائرات في استهداف المناطق المدنية والبنى التحتية الحيوية في السعودية.

وبحسب التحليل فإن السعودية قادرة على اعتراض صواريخ الحوثيين باستخدام بطاريات باتريوت أميركية الصنع.

إضافة إلى غيرها من أنظمة الدفاع الجوي الغربية الصنع التي تحمي مواقعها الحساسة.

غير أنه يبدو صعبا على الرياض وقف الطائرات بدون طيار المنخفضة الارتفاع، وفق تحليل المؤسسة البحثية الأمريكية.

الأكثر أهمية أن صور الأقمار الاصطناعية تظهر نشر طائرات بدون طيار إيرانية من نوع (شاهد 136) في اليمن.

ونوه إلى أنها قادرة على تغطية شبه الجزيرة العربية بأكملها والبحار المحيطة بها.

وذكر أن “قواعد اللعبة تغيرت” بسبتمبر 2019 عندما أطلقت إيران وسط تصاعد التوتر مع واشنطن نحو 20 طائرة بدون طيار.

وأوضح أن هذه الطائرات أطلقت باتجاه شركة أرامكو التي تعد أكبر منشآت معالجة النفط في العالم.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.