تل أبيب- خليج 24| قال المحلل السياسي الإسرائيلي الشهير إيلي نيسان إن زيارة رئيس الوزراء نفتالي بينيت إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ليست مفاجئة، لكنها تحمل “سؤالا كبيرا”.
وأوضح نيسان لموقع قناة “الحرة” الأمريكية أن “مكتب رئاسة الوزراء طلب من وسائل الإعلام عدم الكشف عن موعد زيارة بينيت إلى الإمارات لدواع أمنية”.
وأضاف “ولكن ذلك لا يجعلها مفاجئة”، موضحا أن “لإسرائيل سؤال يدور حول تطوير الإمارات لعلاقاتها مع إيران”.
ولفت نيسان إلى أن بينيت يهدف للاستفسار عن النوايا الكامنة وراء ذلك، لاسيما في ظل الزيارات الأخيرة التي حصلت.
وكان يشير نيسان إلى زيارة المسؤول الأمني البارز في دولة الإمارات طحنون بن زايد إلى إيران الأسبوع الماضي.
في حين لفتت صحيفة “جيروزاليم بوست” إلى أن زيارة بينيت تأتي بوقت تستأنف طهران والقوى الكبرى محادثات تهدف لإحياء الاتفاق.
وتتفاوض إيران وست قوى كبرى (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا) للعودة لاتفاق 2015.
وذلك بشأن برنامج طهران النووي بعد سنوات من التوتر والمفاوضات الشاقة عقب تحريض إسرائيلي لواشنطن للانسحاب.
ومؤخرا، اتهم بينيت إيران بممارسة “ابتزاز نووي باعتباره أحد تكتيكات إجراء المفاوضات”.
وشدد على أن “الرد المناسب يكون بوقف المفاوضات فورا واتخاذ خطوات صارمة من قبل الدول العظمى”.
والأسبوع الماضي، زار مستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد آل نهيان إيران.
واعتبرت هذه الزيارة الأولى من نوعها منذ 2016 إلى إيران حيث تقيم طهران وأبو ظبي علاقات سرية.
وقبيل صعوده على متن الطائرة أوضح بينيت أن “الزيارة تهدف إلى تعميق التعاون بين البلدين في كافة المجالات”.
ووصف بينيت فإن “العلاقات (مع الإمارات) ممتازة وشاملة وعلينا مواصلة رعايتها وتعزيزها وبناء سلام دافئ بين الشعبين”.
وبين أن “التعاون الاقتصادي يعطي دلالة واضحة على أنه هناك التزام بين الحكومتين لتعزيز العلاقات الاقتصادية”.
إضافة إلى تقوية التعاون وتبادل الخبرات في غالبية المجالات الاقتصادية، التجارية، والمالية بين البلدين.
والأسبوع الماضي، كشفت مصادر عليمة لموقع “خليج 24” خبايا زيارة مستشار الأمن الوطني لدولة الإمارات طحنون بن زايد لإيران.
وأكدت المصادر أن الزيارة جاءت بناء على طلب من دولة الإمارات العربية المتحدة، وليس كما ادعى بأنها بطلب إيران.
وكانت الإمارات زعمت أن طحنون بن زايد سيزور إيران استجابة لدعوة من أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني.
وحول تفاصيل الزيارة، كشفت المصادر أن ابن زايد أبلغ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وشمخاني عدم ضلوع الإمارات بالتصعيد في اليمن.
ولفتت المصادر إلى أن قيادة الإمارات تتوقع تصعيدا عسكريا كبيرا بين مسلحي الحوثي والسعودية في الأيام القريبة بضوء فشل الوساطات المختلفة.
لذلك طلبت إجراء هذه الزيارة على عجل، خشية تدهور الأوضاع وقيام الحوثيين بشن هجمات على الإمارات رغم استبعاد ذلك.
الأكثر أهمية أيضا-بحسب المصادر- أن زيارة طحنون ابن زايد لإيران تأتي في ظل التهديدات الإسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية.
ويتوقع حكام الإمارات أن تقدم إسرائيل على خطوة دراماتيكية وشن هجوم عسكري على هذه المنشآت.
لذا حرصت القيادة الإماراتية على محاولة طمأنة الإيرانيين بأنه لن يكون لأبو ظبي أي علاقة أو صلة أو مساعدة بهذا الهجوم.
وأكدت المصادر ذاتها أن القيادة الإماراتية تخشى أن يطال الرد الإيراني الأراضي الإماراتية.
وكان قائد الحرس الثوري الإيراني هدد مؤخرا الإمارات والبحرين صراحة حال تعرض بلاده لأي هجوم إسرائيلي.
وجاءت تهديدات قائد الحرس الثوري في ضوء تعزيز الإمارات علاقاتها مع إسرائيل وفتح أراضيها أمام أجهزة الأمن والجيش الإسرائيلي.
وأكد طحنون بن زايد خلال زيارته طهران أن “أهم أولويات أبو ظبي هو تطوير العلاقات الأخوية” مع إيران.
والتقى طحنون بن زايد بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وبأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني.
وبحث ابن زايد مع رئيسي وشمخاني-بحسب وسائل إعلام إيرانية “القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأكد مستشار الأمن الوطني بدولة الإمارات أن تطوير العلاقات الحميمة والأخوية مع طهران من أهم أولويات بلاده.
كما أكد على ضرورة تشكيل مجموعات عمل متخصصة مع التعداد الدقيق لمجالات التعاون المشترك في مختلف المجالات الاقتصادية.
وذلك من أجل إزالة العقبات التي تواجه تطويرها بين الإمارات وجارتها إيران.
في حين، أكد شمخاني أن “الحوار والتفاهم يجب أن يحل محل المقاربات العسكرية لإزالة الخلافات”، وفق قوله.
وتعتبر هذه الزيارة طعنة جديدة من دولة الإمارات العربية المتحدة للمملكة العربية السعودية التي تعتبر غريمة إيران.
الأكثر أهمية أن الزيارة تأتي في ذروة التصعيد العسكري المتبادل بين الحوثيين والسعودية في اليمن.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=36648
التعليقات مغلقة.