توقيف 250 متهمًا بكبرى قضايا فساد حكومية في السعودية

 

الرياض – خليج 24| كشفت هيئة الرقابة ومكافحة الفساد في السعودية “نزاهة” عن توقيف 250 متهمًا بقضايا فساد في 6 وزارات مختلفة، أبرزها الدفاع والداخلية والعدل.

وقالت الهيئة في بيان إن القضايا شملت وزارات الصحة والتعليم، والشؤون البلدية والقروية.

وذكرت أن أبرز الاتهامات الموجهة إلى الموقوفين تمثلت بالرشوة واستغلال النفوذ الوظيفي وإساءة استخدام السلطة والتزوير.

ولم تأت الهيئة عن هوية الموقوفين في السعودية، أو حجم المبالغ التي تشملها القضايا المشار إليها.

وأشارت إلى أنه جرى تنفيذ 6459 جولة رقابية، وحققت مع 657 متهما.

وقبل أيام، قبض “نزاهة” القبض على 172 موظفا حكوميا بقضايا فساد بين منتصف أكتوبر الماضي، ونوفمبر الماضي.

وتعلن السعودية بشكل دوري، عن قضايا فساد متورط بها مسؤولون وضباط ورجال أعمال وموظفون عموميون.

ودشنت هيئة مكافحة الفساد عام 2011، ومنحت الرياض صلاحيات كشف الفساد في كل الوزارات والمؤسسات الحكومية.

وقالت هيئة الرقابة ومكافحة الفساد في السعودية “نزاهة إن قضايا جديدة أحيلت إليها خلال الفترة الماضية، وتتضمن شبهات فشاد بعشرات الملايين.

وأوضحت الهيئة أن منها القبض على 3 من منسوبي “رابطة العالم الإسلامي” التابعة للحكومة لأخذهم 5.7 ملايين ريال (1.5 مليون$) لكيان تجاري متعاقدة معها.

وأشارت إلى أن ذلك جاء مقابل موافقتهم على زيادة مبلغ 27 مليون ريال على قيمة مشروع تابع لها.

وذكرت أنها أوقفت مدير مشاريع بشركة مقاولات كبرى لحصوله على 1.9 مليون ريال مقابل تمكين الكيان من عقود بالباطن.

وبينت الهيئة أن العقود للشركة ضمن مشاريعها القائمة بالحرم المكي الشريف، واختلاسه مبلغ 50 مليون ريال.

بينما القضية الثالثة، أوقفت 3 موظفين من بنك لتأسيسهم كيانات تجارية، وفتح حسابات بنكية لإيداع مبالغ نقدية مقابل مبلغ 400 ريال.

ونوهت الهيئة إلى أن المبلغ من كل 100 ألف ريال بتلك الحسابات.

وكذلك إيقاف 4 مواطنين لتأسيسهم كيانات تجارية وفتح حسابات بنكية لاستخدامها بإيداع مبالغ نقدية مقابل نسبة منها.

كما أوقفت 4 مقيمين لجمعهم المبالغ النقدية وإيداعها بتلك الحسابات، إذ بلغ إجمالي المبالغ المودعة 150 مليون ريال.

بينما الرابعة، إيقاف كاتب عدل أخذ 2.6 مليون ريال من رجل أعمال (تم إيقافه) لقاء إفراغ 4 صكوك بمساحة إجمالية تفوق 40 ألف متر بطريقة فاسدة.

أما الخامسة، فهي أن 4 من منسوبي جامعة ومواطن ومقيم سبق لهم العمل بها متورطين بتأسيس كيانات تجارية.

ونبهت إلى أنهم حصلوا على مشاريع من الجامعة بمبلغ 10 ملايين ريال، وتوقيع شهادات إنجاز أعمال غير صحيحة.

وكشفت نزاهة منذ تأسيسها نهاية العام 2011 عشرات قضايا الفساد بمليارات الريالات، أوقف بسببها مسؤولون ورجال أعمال.

ونشرت منظمة الشفافية الدولية تفاصيل مروعة عن الاستبداد والفساد في السعودية في ظل ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان.

وذكرت المنظمة في تقرير أن الفساد في القضاء يتمثل بالتأثير السياسي على قراراته وغياب الشفافية في المحكمة الخاصة أحكام جائرة ضد المدافعين عن حقوق الإنسان.

وبينت أن الفساد المالي للدولة يشمل غياب الرقابة المالية وعدم وجود مكتب للتدقيق المالي وأن ميزانية السعودية غير معروفة.

ونوهت المنظمة إلى أن هناك آلية فاسدة لمكافحة الفساد وهي بدون إجراءات قانونيـة مع غياب التحقيق الشفاف والمحاكمة العادلة.

وأشارت إلى أن ذلك يتزامن مع سحق المعارضة وغياب المجتمع المدني وحملات قمـع وترهيب وغياب الإعلام الحر.

ونشر موقع “ذا هيل” المختص بشؤون أروقة صنع القرار في واشنطن، تقريرًا مطولًا تناول فيه الأنظمة الاستبدادية التي يتفشى فيها الفساد مثل الصين والسعودية.

وقال الموقع إن الرياض وبكين لم تحققان أداءً جيدًا في التصنيف السنوي لـ “ممارسة أنشطة الأعمال”.

وأكد أن تصنيف DBI إلى إحراج السعودية التي تسعى إلى تنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط.

بدورها، قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن البنك الدولي متهم منذ فترة طويلة بالخضوع للضغوط السياسية في إصدار التصنيفات العالمية للدول.

وذكرت أن شركة المحاماة WilmerHale أجرت تحقيقات كشفت بأن الموظفين قد زوروا بيانات ضمن عملهم.

وأشارت إلى أن هذا التزوير تسبب بتغيير تصنيف الصين وأثرت على تصنيف الإمارات والسعودية في البنك الدولي.

كشف تحقيق دولي كيفية التلاعب لتحسين تصنيف المملكة العربية السعودية بالتقارير التي يصدرها البنك الدولي، وذلك بهدف تحسين صورتها.

وعلى إثر التحقيق، أعلن البنك الدولي عن وقف نشر تقرير ممارسة الأعمال الاقتصادي السنوي.

وأوضح أنه قرر ذلك بعد أن وجد تحقيق مستقل أن قادة البنوك مارسوا “ضغوطاً لا داعي لها” على الموظفين.

وهدفت الضغوط لتغيير البيانات لتضخيم تصنيفات السعودية والصين في نسختي 2018 و2020.

لذلك قرر البنك الدولي تكليف شركة المحاماة “ويلمر كتلر بيكرينغ هال ودور” بإجراء تحقيق في الأمر.

في حين خلص تحقيق الشركة إلى وجود مخالفات تتعلق ببيانات السعودية في تقرير ممارسة أنشطة الأعمال للعام المنصرم 2020.

وكان مسؤولون في السعودية أعربوا عن “استيائهم” من تصنيف بلادهم في نسخة 2019.

وادعوا أن فريق المسح فشل في التعرف على “إصلاحات البلاد الناجحة”.

وكشف التحقيق أن كبار قادة البنوك بمن فيهم أحد مؤسسي تقرير ممارسة أنشطة الأعمال سيميون دجانكوف أصدروا تعليمات لفريق المسح.

وتتضمن التعليمات “إيجاد طريقة لتغيير البيانات” حتى لا يحتل الأردن المرتبة الأولى بـ”قائمة أفضل المحسّنين”.

ودفع ذلك الفريق لإضافة نقاط في فئات متعددة إلى السعودية بحيث تحل محل الأردن في الصدارة.

وكشف دجانكوف أن طلب تغيير بيانات السعودية جاء من اثنين من كبار مسؤولي البنك الدولي.

وبين أن أحدهما كان يعمل سابقا كرئيس ديوان الرئيس الصيني.

وبحسب التحقيق، فقد شارك هذا المسؤول في تغييرات على بيانات الصين في طبعة 2018 من ممارسة أنشطة الأعمال.

فيما وجد المحققون أيضًا أن كريستالينا جورجيفا الرئيسة التنفيذية آنذاك ضغطت على فريق ممارسة الأعمال عام 2017.

وهدفت الضغوطات لتغيير منهجية التقرير أو إجراء تغييرات محددة على نقاط البيانات لتعزيز ترتيب الصين بإصدار 2018.

وكان التعديل بعد أن أعرب مسؤولون صينيون مرارًا وتكرارًا عن مخاوفهم لها ولرئيس البنك الدولي آنذاك جيم يونغ كيم بشأن ترتيب البلاد.

وبحسب التحقيق، فكانت جورجيفا بمنتصف المفاوضات حول حملة زيادة رأس المال التي كان من المتوقع أن تلعب فيها الصين دورًا رئيسيًا.

وعملت جورجيفا بشكل مباشر لتحسين ترتيب الصين، وفقًا للتحقيق المستقل.

وقال إنه خلال اجتماع واحد قام الرئيس التنفيذي آنذاك “بتوجيه اللوم إلى مدير البنك الدولي.

وجاء اللوم بسبب سوء إدارة علاقة البنك بالصين وعدم تقدير أهمية ذلك في تقرير ممارسة أنشطة الأعمال للبلد.

في حين، رفع قادة فريق ممارسة أنشطة الأعمال في النهاية ترتيب الصين في الاستطلاع بسبعة مراكز إلى 78.

وكان ذلك من خلال تحديد نقاط البيانات التي يمكنهم تعديلها.

بما في ذلك منح الأمة “مزيدًا من الائتمان” لقانون المعاملات الآمنة الصيني، وفقًا لتقرير شركة المحاماة.

وذكر التحقيق أنه تم بأكتوبر 2017 اكتشاف أن مساعدي كيم وجهوا فريق المسح أيضًا لمحاكاة كيفية تغيير النتيجة النهائية للصين.

وتقضي الخطة بتم دمج البيانات من تايوان وهونغ كونغ في البيانات الحالية للصين.

وعقب التحقيق قال البنك الدولي يوم الخميس إنه سيوقف تقرير “ممارسة أنشطة الأعمال”.

 

للمزيد| تحقيق يكشف كيف تم التلاعب لتحسين تصنيف السعودية بتقارير البنك الدولي

لمتابعة صفحتنا عبر فيسبوك اضغط من هنا

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.