عدن- خليج 24| سجل الريال اليمني انهيارا قياسيا غير مسبوقا أمام العملات الأجنبية في أسواق الصرافة بالعاصمة المؤقتة عدن وباقي المناطق الخاضعة لسلطة الحكومة المعترف بها دوليا المدعومة من المملكة العربية السعودية.
ويأتي انهيار الريال اليمني على الرغم من التدابير والإجراءات التي اتخذها البنك المركزي مؤخرا.
لكن تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة حربها الاقتصادية ضد الحكومة الشرعية بهدف الإطاحة بها.
وتركز الإمارات على تدمير العملة اليمنية والوصول بها إلى مستويات متدنية جدا.
واليوم، سجل الريال اليمني انهيارا جديدا بعدما تجاوز سعر الدولار الامريكي الواحد حاجز الـ1600 ريال يمني.
وبلغت قيمة الدولار الامريكي نحو 1605 ريال يمني في عمليات البيع، و 1588 في عمليات الشراء.
أيضا سجل الريال السعودي أعلى قيمة له على الإطلاق أمام الريال اليمني في أسواق الصرافة.
ووصلت قيمته في عملية الشراء لـ 417 ريالا يمنياً ونحو 419 في عملية البيع، وفق المصادر ذاتها.
في حين، تجاوزت عمولة الحوالات النقدية من المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها لمناطق الحوثيين ال160 بالمائة.
ويعتبر هذا هو أدنى مستوى تسجله العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية في مناطق الحكومة.
الأكثر أهمية أن هذا يأتي وسط استقرار نسبي بالعاصمة صنعاء وبقية المحافظات الواقعة تحت نفوذ الحوثيين.
ويحتفظ الدولار الامريكي بقيمته المستقرة منذ ما يقارب العامين عند 602-604 ريال.
لذلك أدى التراجع المستمر في قيمة العملة، لتفاقم الوضع الإنساني وتراجع القدرة الشرائية.
ويأتي هذا في ظل الارتفاع المتصاعد والجنوني لأسعار المواد الغذائية.
وأيضا عجز الجهات الحكومية بما في ذلك البنك المركزي عن وقف هذا الانهيار، حيث كان البنك اتهم رسميا مليشيا الإمارات بذلك.
ومنتصف نوفمبر، أكد رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا المدعومة من المملكة العربية السعودية معين عبد الملك أن دولة الإمارات العربية المتحدة ومليشياتها في اليمن تدير معركة موجهة ضد الريال اليمني بهدف تدمير قيمته.
ولفت معين في تصريح صحفي خلال اجتماع مع مسؤولي البنك المركزي اليمني إلى معركة موجهة ضد الريال اليمني.
وقال “من الخطأ الاعتقاد أن موضوع تدهور سعر العملة الوطنية إجرائية فقط، بل إنها معركة موجهة وفيها مضاربون ومستفيدون.
وشدد على وجوب التصدي للجهات التي تدير هذه المعركة “وتحقيق الانتصار بهذه المعركة”.
ونبه عبد الملك إلى أن تراجع سعر صرف العملة الوطنية له تبعات كارثية على معيشة المواطنين اليومية.
وأكد على وجوب العمل التكاملي وحشد كل الجهود لإيجاد الحلول العاجلة لذلك.
وتأتي تصريحات عبد الملك في الوقت الذي يسجل فيه الريال انهيارا قياسيا جديدا.
ولامس الدولار الأمريكي حاجز 1500 ريال للمرة الأولى منذ بدء الحرب التي تشنها السعودية والإمارات على اليمن.
وفي سبتمبر الماضي، اتهم البنك المركزي اليمني التابع للحكومة المعترف بها دوليا المدعومة من السعودية مليشيا دولة الإمارات بالمسؤولية عن انهيار الريال.
وفي بيان له قال البنك المركزي إن “التدهور الأخير في قيمة الريال اليمني ناتج عن التدخلات العشوائية وغير القانونية من بعض القوى في نشاط سوق الصرف”.
وكان يشير البنك إلى تدخلات مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من الإمارات.
وأكد أن هذه المليشيا عقدت اتفاقات مع عدد من الصرافين دون إدراك للعواقب.
لذلك حذر البنك المركزي اليمني مخاطر التدخل في اختصاصاته أو المساس بأمن وسلامة أداء الجهاز المصرفي والقوانين المنظمة لنشاطه.
كما أكد أنه يتمتع باستقلالية تامة ويعمل وفق قواعد وآليات مهنية وضوابط تحددها القوانين النافذة بهذا الشأن.
لذلك أعرب البنك المركزي عن أمله في تعاون الجميع والتحلي بالمسؤولية الوطنية.
وشدد على ضرورة إدراك خطورة استمرار التدهور في قيمة العملة المحلية، وأثره على الأوضاع المعيشية للمواطنين في اليمن.
وكشف البنك عن أنه بصدد اتخاذ قرارات وإجراءات حازمة على مستوى قطاعي البنوك والصرافة لإصلاح الوضع بقدر ما يمكنه ذلك.
وذلك لوقف التدهور الحاد في قيمة الريال اليمني.
في المقابل دافعت مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي عن إجراءاتها الأحادية التي اعتبرها البنك المركزي سبباً وراء الانهيار التاريخي للريال.
وزعمت مليشيا الإمارات أن هذا الانهيار ناجم “عن السياسات العابثة لإدارة البنك المركزي”.
إضافة إلى غياب الحكومة عن أداء مهامها من العاصمة عدن للشهر السادس على التوالي.
وقالت مليشيا الإمارات إن “إدارة البنك المركزي اليمني، ورئيس الحكومة، والوزراء المُقيمين في الخارج يتحملون المسؤولية الكاملة عن هذه الانهيارات”.
كما حملت هذه الجهات “ما يترتب عليها من أوضاع معيشية كارثية، وأزمات اقتصادية مُدمرة”.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=35957
التعليقات مغلقة.