تحقيق: بنوك أمريكية وأوروبية مولت السعودية والإمارات بحرب اليمن

 

الرياض – خليج 24| خلص نتائج تحقيق استقصائي دولي إلى تورط بنوك أمريكية وأوروبية في تمويل جيشي السعودية والإمارات بين عامي 2015 و2019 في حربهما المستمرة على اليمن.

وأكد مركز “ديلاس” الإسباني لدراسات السلام تخصيص مئات المؤسسات المالية 607 مليارات دولار لشركات تتعامل مع الجيشين السعودي والإماراتي.

وقال المركز الذي أعد التحقيق أن بنوك أمريكية وأوروبية مولت تنفيذهما عمليات عسكرية ضد السكان المدنيين في اليمن .

وذكر أن أبرز الكيانات الخمسين بنوك أمريكية كبرى مثل “بلاك روك” و”جولدمان ساكس” و”مورجان ستانلي” و”سيتي جروب”.

وأشار المركز إلى أنها منها بنوكا أوروبية مثل “دويتشه بنك” و”باركليز” و”بي إن بي باريبا يونكريديتو”، وشركة التأمين الفرنسية “أكسا”.

وكشف التحقيق تحويل الكيانات مبالغ تقدر بـ8.6 مليون دولار لـ9 شركات صنعت أسلحة صُدرت إلى السعودية والإمارات.

وبين أن من بين الشركات المستفيدة من التحويلات: “إيرباص” و”بوينج” و”جنرال ديناميكس” و”ليوناردو” و”نافانتيا”.

بالإضافة إلى ذلك شركات “رايثون” للتكنولوجيا و”رولز رويس” القابضة، ومجموعة “تاليس” وشركة “راينميتال”.

وتتنوع الأسلحة المصدرة لها بين الطائرات (48.7 %) والصواريخ (19.5%) والمدرعات (14.6%) وأنظمة الدفاع الجوي (7.6 %).

وخلفت حرب السعودية والإمارات على اليمن ما يقرب من 4 ملايين نازح داخليًا، وأكثر من 7 ملايين شخص بحاجة إلى مساعدات غذائية.

وقال موقع Middle East Monitor البريطاني إن حجم الضرر الذي سببته المملكة العربية السعودية في اليمن كارثي.

وأوضح الموقع أنه وخلال العام الماضي فقط كان هناك 1020 حادثة مأساوية.

وأشار إلى أنها أسفرت عن إلحاق الأذى بالمدنيين وعن مقتل 900 طفل في اليمن .

وذكر الموقع أن عدد ضحايا سوء التغذية من الأطفال دون سن الخامسة وصل إلى حدود غير معقولة

وأظهر تقرير إحصائي نتائج 2000 يوم من الحرب بين قوات التحالف برئاسة السعودية وجماعة أنصار باليمن المدعومة إيرانيًا.

وأفاد التقرير الذي أعده وفق بيانات الأمم المتحدة بأن 112 ألف مواطن قتلوا بينهم 12 ألف مدني.

وذكر أن التحالف شن 270 ألف غارة جوية على أهداف باليمن الذي بات 80% من سكانه تحت خط الفقر.

وأكد التقرير أن 20 مليون يمني يعانون من الجوع المزمن بينما هناك 3.6 ملايين نازح و6.4 ملايين بحاجة لمأوى.

وأشارت إلى أن هناك 2000 مدرسة متضررة ومدمرة و300 منشأة صحية متضررة ومدمرة.

يتزامن ذلك مع تحذير لجنة الإنقاذ الدولية (IRC) من الدولة الأكثر عرضة لخطر وقوع كارثة إنسانية عام 2021 ستكون اليمن.

وأكدت اللجنة أن استمرار الصراع وانتشار الجوع وانهيار استجابة المساعدات الدولية يهدد بتفاقم الأزمة الحالية باليمن بشكل كبير العام المقبل.

وقالت تامونا سابادزي، مديرة وكالة الإغاثة في اليمن، إن الدعم أمر بالغ الأهمية، الآن “أكثر من أي وقت مضى”.

وفي مقابلة تلفزيونية، دعت إلى “التزام أكثر مما نراه اليوم” من الجهات الفاعلة الداخلية والإقليمية والعالمية لإنهاء الصراع.

وقالت سابادزي “بدون هذا، لن تتغير الأمور لن يكون للمدنيين العاديين باليمن مستقبل ولا أمل”.

وتابعت “24 مليون شخص بحاجة إلى نوع من المساعدات الإنسانية -سواء كانت غذائية أو حماية أو خدمات صحية أو تعليم”.

وقال “تحتاج غالبية البلاد حقًا إلى الأمم المتحدة والتمويل الإنساني من أجل تلبية احتياجاتهم اليومية الأساسية.”

وقائمة مراقبة لجنة الإنقاذ الدولية لعام 2021، مرتبة من 1 إلى 10.

وتتألف هذه القائمة من : اليمن، أفغانستان، سوريا، جمهورية الكونغو الديمقراطية، أثيوبيا، بوركينا فاسو، جنوب السودان، نيجيريا، فنزويلا وموزمبيق.

كما كانت هناك 10 دول أخرى على القائمة ولكنها لم يتم تصنيفها من حيث الجاذبية.

وهذه الدول هي الكاميرون، جمهورية أفريقيا الوسطى، تشاد، كولومبيا، لبنان، مالي، والنيجر، فلسطين، الصومال والسودان.

وقالت عبير فوزي، نائبة منسق التغذية في لجنة الإنقاذ الدولية: “في مواجهة تهديد غير مسبوق، أدار العالم ظهره لليمن.

وأضافت “لم يسبق أن واجه اليمنيون مثل هذا الدعم القليل من المجتمع الدولي -أو الكثير من التحديات المتزامنة”.

وبدأ الدعم المالي للبلاد في النفاد، حيث حذر مارك لوكوك، منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، في نوفمبر / تشرين الثاني.

وقال لوكوك حينها “إن باليمن تلقى أقل من نصف أموال الطوارئ التي يحتاجها هذا العام”.

وأخبر لوكوك مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن نداء عام 2020 من أجل اليمن لم يتلق سوى حوالي 1.5 مليار دولار من التبرعات حتى الآن.

وذلك حوالي 45 في المائة من 3.4 مليار دولار المطلوبة.

وقال إنه بحلول هذا الوقت من العام الماضي تلقت ما يقرب من ثلاثة مليارات دولار.

ووفقًا للأمم المتحدة، يحتاج 80 بالمائة من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليونًا إلى شكل من أشكال المساعدة أو الحماية.

وتُظهر بيانات الأمم المتحدة أن حوالي 13.5 مليون يمني يواجهون حاليًا انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي.

ويشمل ذلك 16500 شخص يعيشون في ظروف شبيهة بالمجاعة.

وتصاعدت الحرب في اليمن بمارس 2015.

جاء ذلك عندما تدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية في محاولة لإعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من الرياض.

وقد ساعد التحالف من قبل العديد من القوى الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة.

ومنذ ذلك الحين اتُهم الجانبان بارتكاب جرائم حرب أثناء القتال الذي أودى بحياة أكثر من 100 ألف شخص حتى الآن.

وجاءت هذه الأرقام وفقًا لمشروع موقع النزاع المسلح وبيانات الأحداث.

وتوقفت محادثات السلام التي تهدف إلى حل الصراع باليمن منذ أواخر 2018.

وجاء ذلك على الرغم من الجهود المتكررة من جانب مسؤولي الأمم المتحدة لإحياء المفاوضات وإنهاء ما وصفته بأكبر أزمة إنسانية في العالم.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.