50 عاما من العلاقات.. أمريكا تتعهد بتحالف “أكثر متانة” مع قطر

 

واشنطن – خليج 24| تعهد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بالسعى إلى علاقة بلاده “أكثر متانة وقوة” في تحالفها مع دولة قطر خلال السنوات المقبلة.

ونشر بلينكن في تسجيل مصور عبر “تويتر” بمناسبة مرور 50 عاما على تدشين علاقات بلاده بقطر، إذ بدأ حديثه بالتحية العربية، “السلام عليكم”.

وقال إن “علاقة أمريكا مع قطر ازدادت قوة منذ 50 عامًا، ورعتها مصالح اقتصادية مشتركة، والتعاون بتحديات إقليمية وتوطيد العلاقة مع الشعب الأمريكي”.

علاقة أمريكا وقطر

وثمن بلينكن استضافة قطر للقوات الأمريكية بقاعدة العُديد الجوية منذ عام 1996، إذ يتبادل العسكريون الأمريكيون والقطريون التدريبات المشتركة.

ونبه إلى أن هناك روابط اقتصادية قوية مع قطر، تجاوزت 200 مليار دولار في مجالات التجارة والاستثمار.

وأشار إلى كذلك الحال بالنسبة للروابط التعليمية القوية، التي تم توطيدها بافتتاح 6 جامعات أمريكية في قطر”.

وقال بلينكن: “أمريكا تتعاون مع الدوحة بقضايا إقليمية كمواجهة تنظيم الدولة، وتحسين حياة الشعب الفلسطيني، وتحديات عالمية كفيروس كورونا المستجد والتغير المناخي”.

وأوضح أن “أحداث أفغانستان عقب رحيل آخر جندي أمريكي، عززت من شراكة أمريكا مع قطر”.

تاريخ العلاقة بين قطر وأمريكا

وذكر أن الدوحة لعبت دوراً لا غنى عنه في نقل أكثر من 70 ألف أمريكي من كابول إلى أمريكا، عقب سيطرة “طالبان” على البلاد.

وأكد أنه يسعده “الاعتراف بهذا التعاون النموذجي مع قطر وتعميقه بتعيينها كحليف رئيسي من خارج حلف الأطلسي (الناتو)”.

وقال إنها “خطوة أشار الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بأنها تأخرت لوقت طويل”.

ورشح الرئيس الأمريكي جو بايدن الدبلوماسي الحالي والعسكري السابق في أمريكا تيمي ديفيس سفيرا فوق العادة للولايات المتحدة لدى دولة قطر.

وبحسب الموقع الرسمي للبيت الأبيض، فإن ديفيس كان مسؤولا سابقا عن ملف العراق بمجلس الأمن القومي الأمريكي، ومستشارا لوزير الخارجية.

وذكر أن ديفيس كان جنديا سابقا لـ10 سنوات بالقرن الأفريقي والعراق، وشغل منصب قنصل الولايات المتحدة بالبصرة بالعراق، ويجيد العربية والإسبانية.

من هو تيمي ديفيس

وكان رئيس أمريكا أصدر قرارا تنفيذيا بتصنيف قطر حليفا رئيسيا من خارج حلف شمال الأطلسي “الناتو”.

وتعطي الولايات المتحدة التصنيف للحلفاء المقربين من خارجه، ممن لديهم علاقات عمل استراتيجية مع الجيش الأمريكي.

فيما قالت شبكة “سي أن أن” الأمريكية إن قطر تحولت من دولة محاصرة في المنطقة لحليف رئيسي لأمريكا غضون سنوات.

وذكرت الشبكة في تقرير إن أميرها الشيخ تميم بن حمد بات أول زعيم خليجي يزور بايدن في البيت الأبيض.

وأشارت إلى أن ذلك بينما كان الرئيس السابق دونالد ترمب وعائلته تفضّلان إقامة العلاقات مع ولي عهد السعودية محمد بن سلمان.

تيمي ديفيس ويكبيديا

ونبهت الشبكة إلى أن بايدن لم يجرِ حتى مكالمة هاتفية واحدة معه، واستمر بتطوير العلاقة مع قطر.

وقبل أيام، قرر بايدن تصنيف قطر حليفًا رئيسيًا من خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو)، عقب مباحثات مع أميرها تميم بن حمد آل ثاني.

وقال إن “التصنيف اعتراف بمصلحتنا الوطنية بتعميق التعاون الدفاعي والأمني معها”.

وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن تصنيف قطر حليفًا رئيسيًا من خارج الناتو، سيفتح المجال أمام فرص متعددة من التعاون الدفاعي.

وبحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” فإن “التصنيف يتيح تدريبات وعمليات مشتركة إضافية ولا يرتبط بطلب واشنطن إمدادات الطاقة”.

وأوضح أن “لدى قطر عدة طلبات خاصة بها مثل شراء طائرات بدون طيار متقدمة”.

واستهل “بايدن” لقائه بأمير قطر في البيت الأبيض يوم الاثنين بالقول إن الشراكة بين الطرفين محورية بعديد المصالح الحيوية لكلا البلدين.

وقال إن مباحثاته مع الشيخ “تميم” تضمنت الأمن في الخليج والشرق الأوسط، واستقرار إمدادات الطاقة العالمية.

بينما أكد أمير قطر أن مباحثاته مع بايدن “مثمرة”.

وأشار إلى أنها بحثت التطورات الإقليمية والدولية بسياق الشراكة الإستراتيجية التي تجمع البلدين.

وكتب تغريدة عبر “تويتر”، أن الشراكة “تزداد رسوخا يوما بعد يوم لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة”.

وناقش لقاء “بايدن -تميم” ملفات ثنائية وقضايا إقليمية ودولية، بينها الملف الأفغاني والأمن الإقليمي وضمان استقرار إمدادات الطاقة العالمية.

وبلغت المخاوف ذروتها من قطع إمدادات الغاز الروسية عن أوروبا على خلفية الأزمة المتصاعدة بين روسيا وأوكرانيا.

والأمير “تميم” أول زعيم دولة يزور واشنطن عام 2022، وتتزامن مع الذكرى الـ50 لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين عام 1972.

وتربط الدوحة علاقات جيدة في واشنطن، وتحاول تقريب وجهات النظر مع إيران بهدف إحياء الاتفاق النووي في أقرب فرصة

لكن أثار إعلان البيت الأبيض عن استقبال بايدن لأمير قطر نهاية شهر يناير الحالي تساؤلات عديدة.

ففي الوقت الذي يزور فيه الشيخ تميم أمريكا من تقوية موقف بلاده، لا يستطيع وليي عهد السعودية محمد بن سلمان وأبو ظبي محمد بن زايد دخولها.

ويخشى وليا العهد من أن دخولها إلى واشنطن قد يتسبب بإحراج أو اعتقال على خلفية القضايا المرفوعة ضدهما لدى القضاء الأمريكي.

ورأى مراقبون أن زيارة أمير قطر تعد صفعة دبلوماسية لابن سلمان الذي كان يتسول مرارًا لقاء بايدن أو التواصل معه.

وأشار هؤلاء إلى أن وصول تميم إلى واشنطن يفتح جديد القضايا المتهم فيها المحمدين التي تحول دون دخولها أمريكا.

وقالوا إن الزيارة تكشف حجم فشل اللوبي السعودي والإماراتي في أمريكا بتشويه صورة قطر هناك.

وأكد المراقبون أن ابن سلمان أضعف الدبلوماسية السعودية وجعلها بالحضيض.

وأشاروا إلى أنها باتت لدرجة أن جعل شخص ولي العهد متهم لدى قضاء دول الأجنبية.

 

 

اقرأ أيضا: أمير قطر يزور واشنطن نهاية يناير كأول زعيم خليجي يستقبله جو بايدن

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.