القاهرة- خليج 24| تشهد علاقة كل من جمهورية مصر العربية والجزائر توترا في الفترة الأخيرة، في ضوء التطورات المتلاحقة في البلد المجاور ليبيا والمؤامرة الجديدة التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة.
واستعرض تقرير إخباري لقناة “الحرة” الأمريكية التطورات الجارية بين الجزائر ومصر، واصفة ما يجري ب”اشتباك سياسي”.
ولفتت إلى أن الأمر يتضمن أيضا منافسة اقتصادية بين مصر والجزائر في ليبيا.
وذكرت أنه قبل ستة أشهر من تحذير سابق لرئيس مصر عبد الفتاح السيسي بتجاوز خط سرت-الجفرة في ليبيا.
وأضافت “كان نظيره الجزائري عبد المجيد تبون يحذر من تجاوز طرابلس”.
وأشارت القناة إلى أن إثارة هذه التصريحات من جديد المفارقات تشير إلى تباين الرؤية المصرية-الجزائرية بشأن الملف الليبي.
ولفتت إلى أنها “تبدو اشتباكا سياسيا، تقف المصالح الاقتصادية تقف ورائها”.
ونوهت إلى التحركات الأخيرة التي قام بها خليفة حفتر المدعوم من دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر أيضا.
وخلال الأيام الماضية، نفذت مليشيا حفتر هجوما داخل الأراضي الليبية المحاذية لدولة الجزائر.
وقبل يومين، كشفت مصادر جزائرية مطلعة لموقع “خليج 24” تفاصيل جديدة عن المؤامرة التي تنفذها الإمارات ضد البلاد عبر مليشيا خليفة حفتر في ليبيا.
وكشفت المصادر تفاصيل جديدة عن علاقة فرنسا بهذه المؤامرة بالتنسيق مع الإمارات والتي يقوم حفتر بتنفيذها.
ولفتت إلى أن الأمن الخارجي الجزائري (المخابرات)حصل على معلومات خطيرة جدا عن المخطط الذي بدأ حفتر تنفيذه.
ونبهت المصادر الجزائرية إلى أن الإمارات وبالتنسيق مع فرنسا دبرت المؤامرة الخطيرة ضد البلاد لنشر الفوضى وتنفيذ هجمات دموية.
ونوهت إلى أن المؤامرة تأتي أيضا ضمن سياسة فرنسا تجاه الجزائر والعمل على مضايقتها بسبب موقف الرئيس عبد المجيد تبون من باريس.
وأكدت المصادر أن الخطاب الوطني لتبون الذي طالب فرنسا بالاعتذار عن جرائمها لم يرق لصناع القرار هناك.
وكشفت عن التقاء مصالح كل من فرنسا والإمارات للعمل ضد الجزائر في هذا الوقت الحساس عبر مجرم الحرب حفتر.
وبينت أن كلا من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد وصديقه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يسعيان لإبعاد الجزائر عن مسار التسوية بليبيا.
وأكدت المصادر أن الرئيس ودوائر صنع القرار متفطنة لمؤامرة الإمارات وفرنسا ضد البلاد.
لذلك صدرت التعليمات –بحسب المصادر- من قبل الرئيس بالتعامل بحزم معها ولن تسمح بمرور المؤامرة.
وبالعودة إلى تقرير قناة “الحرة”، لفتت إلى تصريحات رئيس الجزائر مؤخرا أنه بلاده كانت مستعدة “للتدخل بصفة أو بأخرى” بليبيا.
وأكد تبون أن بلاده كانت مستعدة لوقف تقدم قوات المشير خليفة حفتر، المتمركز في شرق ليبيا نحو العاصمة طرابلس.
في حين، أكد في يناير 2020، أن “طرابلس خط أحمر، نرجو ألا يجتازه أحد” بينما كانت مليشيا حفتر على مشارف العاصمة الليبية.
غير أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال في يونيو 2020 “إذا كان يعتقد البعض أنه يستطيع أن يتجاوز خط سرت-الجفرة.. ده أمر بالنسبة لنا خط أحمر”.
وأوضح التقرير أنه خلال الصراع في البلاد دعمت مصر والإمارات وروسيا مليشيا حفتر.
ونوه لإعلان شركة الوطنية للكهرباء والغاز (سونلغاز) الجزائرية عن مشروع عاجل لإمداد طرابلس وغرب ليبيا بالطاقة الكهربائية.
وأكد التقرير أن الجزائر التي يبلغ عدد سكانها 44 مليون نسمة والعضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) تتعرض لضغوط مالية.
ويأتي هذا بسبب الانخفاض الحاد في أرباح موارد الطاقة، مما أجبر الحكومة على خفض الإنفاق وتأجيل بعض المشاريع الاستثمارية.
وبين أنه بعد يومين من إعلان سونلغاز أغلقت مليشيا الحدود مع الجزائر.
وقامت هذه المليشيا التي تتلقى أوامرها من الإمارات بالانتشار على نطاق واسع في الجنوب.
وذكر أن هذا يأتي ك”حرب تموضع ومنافسة بين الجزائر وبلدان أخرى حول المشاريع الاقتصادية وتعمير ليبيا”.
إضافة إلى سعي الجزائر للحفاظ على مصالحها الأمنية في ظل التطورات المتلاحقة.
ووصف التقرير ما يجري بأنه “تنافس جزائري-مصري في ليبيا، خاصة على الصعيد السياسي”.
ونوه إلى أن البلدين يتقاسمان الحدود الشرقية والغربية لليبيا و”ربما يوجد تضارب مصالح بينهما.
وكشف عن الرسالة التي حملها وزير المخابرات المصرية عباس كامل خلال زيارته بنغازي ولقائه حفتر.
وذكر التقرير أن كامل سلم حفتر رسالة من السيسي تشيد ب”جهود” قواته.
ويوم السبت، كشفت مصادر عسكرية جزائرية عن وضع الجيش قواته خاصة في المناطق المحاذية مع ليبيا بهدف إحباط مؤامرة أعدتها الإمارات ضد البلاد.
وأوضحت المصادر في حديث لموقع “خليج 24” أن أوامر عليا صدرت إلى الجيش من الرئيس عبد المجيد تبون بإعلان حالة الاستنفار.
وأشارت المصادر إلى أن تعليمات واضحة صدرت إلى الجيش بوضع قواته بحالة تأهب قصوى خاصة على الحدود مع ليبيا.
وبينت أن القرارات العليا جاءت في ضوء التطورات المتلاحقة في ليبيا وسيطرة مليشيا خليفة حفتر على مناطق حدودية مع الجزائر.
وأكدت المصادر ذاتها أن معلومات استخبارية وردت إلى الجيش بإعداد الإمارات مخططا ضد البلاد سيتم تنفيذه عبر حفتر.
وكشفت أن الأوامر هي التصدي لأي محاولة لاختراق الحدود بين الجزائر وليبيا.
ولفتت المصادر إلى أن الجيش يستعين بطائرات استطلاع ومراقبة لرصد أي تحركات مشبوهة.
وأكدت أنه سيتم التعامل بقوة مع أي محاولة، من قبل مليشيا حفتر التي تتلقى دعما من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتخشى الجزائر من محاولة الإمارات عبر مليشيا حفتر إدخال أسلحة ومتفجرات إلى البلاد بهدف تنفيذ هجمات دموية.
وفي وقت ساق اليوم أعلنت مليشيا حفتر إغلاق الحدود بين ليبيا والجزائر وأعلنتها منطقة عسكرية يمنع التحرك بها.
وجاء إعلان مليشيا حفتر عن ذلك، عقب سيطرتها على معبر ايسين الحدودي في مدينة غات جنوب غرب ليبيا مع الجزائر.
ومعبر ايسين واحد من أصل 3 معابر تربط كلا من الجزائر وليبيا.
وادعت مليشيا حفتر أن تحركها العسكري هذا يأتي “بهدف تأمين المنطقة الجنوبية”.
والأسبوع الماضي، كشف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لأول مرة عن المؤامرات التي قادتها دولة الإمارات داخليا وفي الدول المحيطة.
وتحدث تبون عن الأوضاع الداخلية، مؤكدا أن المسيرات التي خرجت مؤخرا “مجهولة الهوية”.
وأضاف عن المسيرات “غير موحدة فكريا لا في المطالب ولا في الشعارات وهي بالمئات فقط”.
ولفت تبون إلى أن الإمارات تستهدف الجزائر بالمؤامرات “لأنها بلد لا يسمح بالتآمر على العالم العربي”.
وفي إبريل الماضي، اتهمت حكومة الجزائر صراحة دولة الإمارات باستخدام وسائل قذرة للتحريض الداخلي.
وقال وزير الاتصال الناطق الرسمي لحكومة الجزائر عمار بلحيمر إنها “تستعمل الحراك الجديد كوسيلة في حربها على البلاد”.
ونقلت صحيفة “الموعد” عن بلحيمر قوله إن “دولة الجزائر تعمل على توعية المنساقين دون وعي وراء هذه الدعوات”.
ونبه إلى أن الإمارات تلجأ لوسائل قذرة، مؤكدا أن هذه الأساليب أصبحت مكشوفة.
غير أن الرئيس الجزائري أكد استمرار الاستقرار في البلاد “بفضل قوة الجيش وهو مؤسسة دستورية تقدس الدستور”.
وحول القضية الفلسطينية التي رأى أن موقف الجزائر منها أحد أسباب استهدافها بالمؤامرات، شدد على الموقف الثابت منها.
وقال “مواقفنا من القضية الفلسطينية لا تتغير لا بالتقادم ولا بالتخاذل”.
وتساءل “كل الدول العربية اتفقت على مبدأ الأرض مقابل السلام لكن اليوم لا سلم ولا أرض فلِمَ التطبيع؟”.
وحول المؤامرات التي حيكت في الدول المجاورة للجزائر من قبل الإمارات، قال تبون “رفضنا أن تكون طرابلس أو عاصمة عربية وشمال إفريقية يحتلها المرتزقة”.
وكشف أن بلاده “كانت على استعداد للتدخل بصفة أو بأخرى لمنع سقوط طرابلس”.
وقال “حينما قلنا إن طرابلس خط أحمر كنا نقصد جيدا ما نقول والرسالة وصلت لمن يهمه الأمر”.
وأضاف الرئيس الجزائري أن “مالي ودول الساحل شهدت عدم استقرار بعد ليبيا”.
وتتوالى الفضائح التي تعصف في الإمارات، حيث دخلت فضيحة جديدة على الخط تتعلق برفض الجزائر لمساعدات مالية وطبية من أبو ظبي ترغب في استثمارها تخريب البلاد.
وسرعان ما فتح الإعلان الجزائري عن تفاصيل محاولات أبو ظبي لاستغلال الأزمة الاقتصادية بعدة مواقف، أبرزها قضية الصحراء والتطبيع.
وتقول مصادر دبلوماسية لموقع “خليج 24” إن الجزائر رفضت مساعدات إماراتية قدمت على أساس تجاوز الظرف الراهن، احتجاجًا على مؤامراتها.
وتشير إلى تضمنها شحنات لقاح فيروس كورونا المستجد وأموال لتخطي أزمتها الاقتصادية واسنادها في قضايا محورية في المنطقة.
وتؤكد المصادر أن الإمارات سعت من وراء ذلك لاستمالة رضا الرئيس تبون الذي رفض فتح صفحة بيضاء مع أبو ظبي.
وأشارت إلى أن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد يرغب في استثمار سير الجزائر ببطء كبير بعملية التلقيح.
وذلك لاعتمادها على اللقاح الروسي المضاد لفيروس كورونا حصرًا.
وتوضح المصادر أن ابن زايد يشعر أن الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة بالجزائر منذ أشهر بأنها فرصة ملائمة لإرضاخها بالعباءة الإماراتية.
وتشير إلى رفض الجزائر جملة وتفصيلًا أي مساعدة من أبو ظبي.
ويأتي ذلك في تأكيد على رفضها خيار طي خلاف الماضي، وفتح صفحة جديدة بينهما.
وتوضح المصادر أن الجزائر منزعجة من دعم الإمارات للمغرب بقضية الصحراء وفتح قنصلية لها بمدينة العيون، وهو ما يثير حنقها.
وتلفت إلى أن الإمارات لم تتودد إلى الجزائر بغية كسب رضاها بالعمل على ترميم الملفات المكسورة.
وتشدد المصادر على أن أبو ظبي هدّدت الجزائر بمراجعة علاقتها السياسية والاقتصادية وسحب جميع استثماراتها من البلاد.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=24093
التعليقات مغلقة.