حكومة الجزائر تتهم الإمارات باستخدام وسائل قذرة للتحريض الداخلي

الجزائر- خليج 24| اتهمت حكومة الجزائر دولة الإمارات العربية المتحدة باستخدام وسائل قذرة للتحريض الداخلي.

وقال وزير الاتصال الناطق الرسمي لحكومة الجزائر عمار بلحيمر إن “أطرافا خارجية (الإمارات) تستعمل الحراك الجديد كوسيلة في حربها على البلاد”.

ونقلت صحيفة “الموعد” عن بلحيمر قوله إن “دولة الجزائر تعمل على توعية المنساقين دون وعي وراء هذه الدعوات”.

ونبه إلى أن الإمارات تلجأ لوسائل قذرة، مؤكدا أن هذه الأساليب أصبحت مكشوفة.

وأوضح أن الإعلام الوطني “يقوم بدوره على أكمل وجه”.

وتتوالى الفضائح التي تعصف في الإمارات، حيث دخلت فضيحة جديدة على الخط تتعلق برفض الجزائر لمساعدات مالية وطبية من أبو ظبي ترغب في استثمارها تخريب البلاد.

وسرعان ما فتح الإعلان الجزائري عن تفاصيل محاولات أبو ظبي لاستغلال الأزمة الاقتصادية في الجزائر بعدة مواقف، أبرزها قضية الصحراء والتطبيع.

وتقول مصادر دبلوماسية لموقع “خليج 24” إن الجزائر رفضت مساعدات إماراتية قدمت على أساس تجاوز الظرف الراهن، احتجاجًا على مؤامراتها.

وتشير إلى تضمنها شحنات لقاح فيروس كورونا المستجد وأموال لتخطي أزمتها الاقتصادية واسنادها في قضايا محورية في المنطقة.

وتؤكد المصادر أن الإمارات سعت من وراء ذلك لاستمالة رضا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الذي رفض فتح صفحة بيضاء مع أبو ظبي.

وأشارت إلى أنها ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد يرغب في استثمار سير الجزائر ببطء كبير بعملية التلقيح، لاعتمادها على اللقاح الروسي حصرًا.

وتوضح المصادر أن ابن زايد يشعر أن الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة في الجزائر منذ أشهر بأنها فرصة ملائمة لإرضاخها في العباءة الإماراتية.

وتشير إلى رفض الجزائر جملة وتفصيلًا أي مساعدة من أبو ظبي، في تأكيد على رفضها خيار طي خلاف الماضي، وفتح صفحة جديدة بينهما.

وتوضح المصادر أن الجزائر منزعجة من دعم الإمارات للمغرب في قضية الصحراء وفتح قنصلية لها في مدينة العيون، وهو ما يثير حنقها.

وتلفت إلى أن الإمارات لم تتودد إلى الجزائر بغية كسب رضاها بالعمل على ترميم الملفات المكسورة.

وتشدد المصادر على أن أبو ظبي هدّدت الجزائر بمراجعة علاقتها السياسية والاقتصادية وسحب جميع استثماراتها من البلاد.

ومرت علاقة أبو ظبي بالجزائر بمحطّات فارقة.

كان أبرزها وفاة رئيس الأركان الجزائري أحمد قايد صالح (80عامًا) بسكتة قلبية يوم 23 ديسمبر 2019.

جاء ذلك عقب أيام فقط من انتخاب عبد المجيد تبّون رئيساً للجزائر يوم 13 ديسمبر 2019.

صالح كان من المقرّبين لابن زايد عقب زيارة أدّاها لدبي في فبراير 2019.

جاء ذلك قبل أسابيع فقط من استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من منصبه.

ولم يتقبّل الحراك الجزائري الزيارة واعتبرها محاولة للبحث عن تسويات إقليمية لشأن جزائري داخلي مع دولة راعية للانقلابات في المنطقة.

وترجمت هواجس الحراك الجزائري إلى شعارات في الشارع.

وعلى غرار ذلك هتف “قايد صالح عميل الإمارات”، و”إلى حكام الإمارات لن تحقّقوا أجنداتكم على دماء الجزائريين”.

ويبرر بالنظر للسعي المحموم لأبو ظبي إلى استمالة “البروفيلات” العسكرية الوازنة، في أيّ دولة تشهد تحرّكات شعبية منادية بالتغيير السياسي.

وتتهم الإمارات بتخريب الوضع في مصر والسودان وليبيا واليمن.

ويتهم بأن ذلك في إطار مشروع كامل لعسكرة المنطقة ووأد أي نفَس ثوري قد يأتي بالإسلاميين للسلطة.

وكشف الصحفي الفرنسي نيكولا بو عن تفاصيل صادمة في مقال بعنوان (في ذروة الحراك الشعبي الجزائري وقبل استقالة الرئيس بوتفليقة بأسابيع).

وأزاح الستار عن طبيعة العلاقات بين الفريق قايد صالح بدولة الإمارات.

فالرجل الأوّل بالمؤسسة العسكرية الجزائرية، والمتحكّم بميزانية تسلّح ضخمة بـ11 ملياراً سنويا.

ويصنف صالح المسؤول في الجزائر ، من زبائن البنوك الإماراتية.

ولأبو ظبي حضور كبير في مشروع تعاون بين الجيش الوطني الجزائري ومجموعة مرسيدس بنز الألمانية، لإنتاج عربات مصفحة “نمر”.

وأبرمت مجموعة “توازن” الإماراتية اتفاقية مع مجموعة Epic gpim الألمانية للنهوض بالصناعات الميكانيكية.

وكشف عن ضمن مشروع جزائري – ألماني لدعم الصناعات الميكانيكية داخل وزارة الدفاع الجزائرية.

وذكر نيكولا بو بأنّ البنوك الإماراتية تعدّ “صندوقاً” لأموال أثرياء الجزائر (لديهم علاقات بالمؤسسة العسكرية وعائلة بوتفليقة المتنفذة).

وتشير إلى أنهم أودعوا فيها ثروات بمئات ملايين الدولارات باعتبارها جنّة ضريبية.

على غرار علي حداد الصديق الشخصي للسعيد بوتفليقة شقيق الرئيس، كونيناف (جميعهم تلاحقهم قضايا فساد وتم إيقافهم بعد استقالة بوتفليقة).

وترغب أبوظبي بدخول خطّ الحراك الجزائري، عبر بوّابة “أصدقائها” من رجال الأعمال وجنرالات العسكر في إطار اللعبة.

ويقول الكاتب إن أبو ظبي تتقن بشكل بارع لعبة “الثورة المضادة” في الجزائر وغيرها.

وانتهى شهر العسل في علاقات الإمارات الجزائر بوفاة قايد صالح واعتلاء تبّون لسدة الحكم.

وسريعا عادت القيادة الجزائرية الجديدة التي لم تستوعب بشكل سريع “مباشراتية ” تبّون ووضوح موقفه من الملفّ الليبي دون مواربة، أو مبالغة في الدبلوماسية.

ويعرف أن “قصر المرادية” ومنذ عهدة عبدالعزيز بوتفليقة كان متوجّسًا من تحرّكات أمير الحرب “خليفة حفتر”.

جاء ذلك بعد أن “هدّدها بالحرب” على خلفية دخول قوات عسكرية جزائرية للأراضي الليبية سنة 2018.

اعتبرت الجزائر ذلك “تطاولاً” من مشير متقاعد معروف بفلتاته من على عواهن القول.

وسبق له أن قال بمقطع منسوب له سنة 2014 بأنّ الجزائر تريد نهب ثروات ليبيا.

إنزعاج بن زايد من الجزائر وإن لم يطفُ على السطح رسميًا، فإن مؤشّراته كانت ثقيلة عبر “الجفاء ” الدبلوماسي والبرود الذي اعترى علاقاتهما.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.