معهد أمريكي: دور محدود للدول العربية في الحرب على غزة

سلطت معهد دول الخليج العربية في واشنطن، الضوء على ما وصفه بدور محدود للدول العربية في الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وقال المعهد في تقدير موقف إنه بعد ستة أشهر من حرب غزة، يظل دور الدول العربية في النزاع محدوداً، وانحصر في توفير وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية والطبية لسكان القطاع.

وأشار إلى أنه تمت معالجة بعض الأطفال الجرحى من القطاع في مستشفيات دولة الإمارات العربية المتحدة وقطر والأردن ولبنان.

ومضت ستة أشهر من أشرس قتال بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ بداية الصراع بينهما على إقامة دولة مستقلة في فلسطين التاريخية، ما هو الثابت وما هو المتحول في هذه الحرب، التي دمرت قطاع غزة مادياً ومؤسساتياً، وأدت إلى مقتل أكثر من 33 ألف فلسطيني معظمهم من المدنيين.

واعتبر المعهد أنه يمكن القول إن الحرب على غزة غيرت كل شيء، ولم تغير أي شيء. ولكن الواقع هو أن مواقف جميع الأطراف المتورطة مباشرة في القتال – الإسرائيليون والفلسطينيون، أو الأطراف المعنية بدرجات متفاوتة بالقتال، مثل الولايات المتحدة وإيران وبعض الدول العربية – إما ازدادت ثباتاً، أو الأصح تصلباً.

ورأى أنه ليس من المتوقع أن يكون لذلك وقع جذري أو ايجابي على مسار الحرب، أو مستقبل المنطقة بعد انحسار او توقف القتال.

ونبه المعهد إلى أن القصف العشوائي الإسرائيلي أثار استياء الدول العربية، وأدى إلى صدور انتقادات قوية لإسرائيل، خاصة من الأردن، الذي سحب سفيره من إسرائيل.

لكن الرد العربي الجماعي ظل في حيز الخطوات الرمزية؛ إصدار البيانات النقدية، وعقد الاجتماعات السياسية، والتصويت في الأمم المتحدة على مشاريع قرارات وقف إطلاق النار، وتكرار الدعم السياسي لحقوق الشعب الفلسطيني.

وذكر المعهد أن مناشدات هذه الدول العربية الصديقة لواشنطن بالتدخل لوقف إطلاق النار أو الضغط على إسرائيل “لضبط النفس”، لم يكن لها أي تأثير ملموس على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وقال إنه إذا كان هناك تعاطف عربي شعبي ورسمي مع محنة ومعاناة الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة، لا يوجد في المقابل لدى معظم الحكومات العربية – باستثناء دولة قطر – تعاطف أو تعاون مع حركة حماس.

وأضاف “لكن الواقع يبقى أن دور الدول العربية في دعم القضية الفلسطينية ينحسر باستمرار منذ عقود، حيث أن لبعضها الآن علاقات متطورة ومتشعبة سياسياً واقتصادياً واستخباراتياً مع إسرائيل تفوق بكثير علاقاتها مع الفلسطينيين أو مع دول عربية أخرى”.

ورأى المعهد أن الحرب على غزة أظهرت أن الثوابت العربية التقليدية تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، لم تعد ثابتة، وأبرز ما يميز الرد العربي على الغزو الإسرائيلي لغزة هو “التحولات” الجذرية التي طرأت على مواقف الدول العربية، التي اعترفت بإسرائيل رسمياً، أو التي تتعايش أو تتعاون معها عملياً.

 

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.