تحقيق أمريكي جديد في صفقة السعودية مع جولة المحترفين للجولف

تعقد لجنة التحقيقات الفرعية بمجلس الشيوخ الأمريكي جلسة استماع أخرى في 13 أيلول/سبتمبر الجاري بشأن صفقة صندوق الاستثمار السعودي مع جولة المحترفين للجولف.

وستركز الجلسة “على استثمارات صندوق الاستثمار العام في الولايات المتحدة” فيما سيغيب ياسر الرميان رئيس الصندوق الاستثمار السعودي عن اللجنة بعد أن رفض مرتين المثول أمامها.

والشهر الماضي بدأ مجلس الشيوخ الأميركي اليوم الثلاثاء اولى جلسات الاحاطة بشأن صفقة الجولف السعودية التي أثارت الكثير من الجدل وقوبلت بانتقادات حقوقية واسعة.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أنه عندما اعتبرت جولة رابطة لاعبي الغولف المحترفين (PGA Tour) أن دوري ليف للغولف المدعوم سعوديًا يمثل تهديدًا وجوديًا لها، فقد اعتبرت السياسيين من بين أبرز حلفائها.

وبحسب الصحيفة ستكون جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء مقياسًا لمدى تحول هذا الدعم إلى عداء، حيث سيمثل مسؤولو الجولة أمام اللجنة الفرعية الدائمة للتحقيقات في المجلس لإحاطة أولى بشأن الاتفاق الموقع بين الجولة وصندوق الثروة السيادية السعودي – وهو اتفاق بين عدوين لدودين صدم عالم الجولف وسرعان ما أثار حفيظة الكابيتول هيل.

تعقد جلسة الاستماع وسط فترة من الاضطرابات الداخلية داخل الجولة بسبب الغضب جراء تلك الصفقة المذهلة.

وسيقدم الشهود المشاركون إحاطتهم بعد نحو 36 ساعة من اعلان عضو مجلس سياسة الجولة راندال ستيفنسون استقالته بسبب الصفقة، مشيرا على وجه التحديد إلى مقتل الصحفي جمال خاشقجي على يد عملاء سعوديين عام 2018.

كما اشتكى ستيفنسون، الرئيس التنفيذي السابق لشركة AT&T، من ان المجلس لم يتدخل حينما تم التوصل إلى الصفقة.

من المقرر أن يستجوب المشرعون رون برايس رئيس العمليات في جولة PGA، بعد أن أخذ مفوض الجولة جاي موناهان إجازة علاج “طبية” غير محددة المدة بعد فترة وجيزة من إعلانه عن الصفقة.

وقال موناهان يوم الجمعة إنه سيعود إلى العمل في 17 يوليو/ تموز أي بعد ستة أيام من الجلسة.

كما سيدلي جيمي دن، عضو مجلس إدارة PGA Tour والذي كان أحد سماسرة الصفقة، بشهادته.

رئيس اللجنة، السناتور الديمقراطي عن ولاية كناتيكت، ريتشارد بلومنتال اشار في مقابلة قبل جلسة الاستماع، إلى احتمالية أن تكون الجلسة صعبة متحدثا عن الجولة “لقد خانوا الأشخاص والمؤسسات التي دعمتهم” مشيرًا إلى اللاعبين الذين رفضوا مبادرات ليف جولف والى عائلات ضحايا 11 سبتمبر الذين احتشدوا ضد البطولة السعودية – والمسؤولين الحكوميين.

وأضاف بلومنتال: “يريد الشعب الأمريكي منا أن نكشف الحقائق بشأن تولي هذه الحكومة الأجنبية مسؤولية مؤسسة رياضية أمريكية عزيزة عليهم” وقال إن الحكومة السعودية “لا تأخذ زمام الأمور في الرياضة بأكملها، لذا فإن المخاطر حقيقية”.

إذا كانت المخاوف التي أشار إليها أعضاء مجلس الشيوخ تبدو مألوفة، فذلك لأنهم يستخدمون نفس الخطاب الذي استخدمته جولة PGA لمحاولة تقويض جولة LIV والدعم المالي السعودي لها والذي تردد صداه بالفعل في قاعات الكونجرس والخطاب الذي استخدمته ليف جولف للتحذير من احتكار جولة المحترفين للجولف.

وقال شخص مطلع على تفكير القائمين على الجولة إن من المرجح أن يقول كل من برايس ودن إن اعلان الصفقة افتقر إلى الشفافية والوضوح، لكن شرح ذلك أمام الكونجرس هو جزء من محاولة لتهدئة المخاوف بشأن المشاركة السعودية وإظهار أن قادة الجولة سيحافظون على سيطرتهم على لعبة الجولف.

تحقيق مجلس الشيوخ هو أحد العقبات السياسية العديدة التي سيتعين على الاتفاقية توضيحها حيث يتطلع الطرفان إلى تجاوز اتفاقهما الأولي الواسع إلى شيء أكثر حزما.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال سابقًا أن وزارة العدل ستحقق أيضًا في صفقة نهائية بين الجانبين، بعد ان كانت تحقق بالفعل في جولة PGA وغيرها من كيانات لعبة الجولف القوية لمحاولة الكشف عن السلوكيات المناهضة للمنافسة.

يتمتع المشرعون أيضًا بالقدرة على تعقيد الامور بالنسبة للجولة، من خلال التدقيق في الإعفاء الضريبي الممنوح لها، وتوجيه أسئلة غير سارة لـ LIV بشأن ما إذا كان عملها يمثل عمل وكيل أجنبي.

ولن يحضر مسؤولو جولة ليف وصندوق الاستثمارات العامة السعودي في جلسة الاستماع يوم الثلاثاء.

وكانت اللجنة قد دعت الرئيس التنفيذي لليف جريج نورمان، ومحافظ الصندوق ياسر الرميان للحضور، لكن لن يكون أي منهما حاضرًا بسبب ما وصفته اللجنة الفرعية بتضارب المواعيد.

عرضت ليف إرسال مسؤول تنفيذي آخر لكنها لم تكن حريصة على إرسال نورمان، الذي كان من المقرر أن يكون خارج البلاد، مع العلم أن موناهان لن يحضر، وفق شخص مطلع على موقف ليف.

تتمتع اللجنة الفرعية بسلطة الاستدعاء، وقد قال بلومنتال وأكبر عضو جمهوري في اللجنة، سناتور ويسكونسن رون جونسون، إنهم يخططون “للعثور تاريخ مقبول للطرفين لكي يمثلوا امام اللجنة في المستقبل القريب جدًا”.

قبل وقت قصير من إجازته، رد موناهان على مخاوف مكافحة الاحتكار بالقول إن الصفقة ستفيد الجميع في عالم الجولف – ولكن بعد ساعات، أخبر المراسلين أنه سيكون من الجيد للجولة “إخراج منافسها من مجلس الإدارة، هم موجودون كشريك وليس كمالك” وتسببت هذه الملاحظة في اطلاق أجراس الإنذار بالنسبة لمحامي مكافحة الاحتكار.

يتم بالفعل استخدام نقاط الحديث المناهضة لليف خلال هذه الاحاطة، كما كان عائلات ضحايا 11 سبتمبر، الذين دعموا بقوة معركة الجولة ضد ليف، صريحين في انتقاداتهم للاتفاقية كما وصف مناهان ليف قبل عام بأنها “ملكية أجنبية تنفق مليارات الدولارات في محاولة لشراء لعبة الجولف”.

مناهان قال بعد الإعلان عن الصفقة الجديدة: “أدرك أن الناس سوف ينادونني بالمنافق. أنا أقبل تلك الانتقادات”.

كان مناهان قد ابلغ الموظفين قبل مغادرته أن الجولة قد وافقت على الشراكة السعودية لأنها لا تستطيع الاستمرار في مواجهتهم قانونيا – في المحاكم أو في الملاعب – على المدى الطويل مضيفا انه يتفهم جميع المخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان.

ولكن في أعقاب الصفقة، لم يقم موناهان بتكوين صداقات جديدة بين المشرعين فقبل فترة وجيزة من إجازة غيابه، كتب موناهان رسالة إلى المشرعين أشار فيها إلى أن الكونجرس يتحمل بعض اللوم عن الصفقة قائلًا ان الجولة وإلى حد كبير تُركت بمفردها لصد السعوديين.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.