جلب السعودية للقوات الأجنبية في المهرة.. عين على إيران أم أطماع بثروات طبيعية؟

 

صنعاء – خليج 24| فتح الحضور العسكري الدائم للمملكة العربية السعودية مع النشاط الأمريكي والبريطاني تساؤلات عن سر الاهتمام بمحافظة المهرة اليمنية الساحلية.

ويقول مراقبون إن هذا النشطاء هل يستهدف مكافحة إيران والإرهاب وتأمين الملاحة أم يخفي أطماعًا في الثروات الطبيعية.

وأكدوا أن النشاط الأجنبي في المهرة يثير شكوكًا بشأن نوايا القوى الفاعلية، وأحدثها زيارة ضباط أمريكيين وبريطانيين للمحافظة الإثنين 6 فبراير الجاري.

وذكر موقع “شباب يمن” الإخباري أن “وفدًا عسكريًا يضم ضباط أمريكيين وبريطانيين زار منفذ “شحن” بمحافظة المهرة (المجاورة لسلطنة عمان).

وأشار إلى أنه وصل “على متن طائرة عسكرية إلى مطار الغيضة بدعوى من السعودية”.

وبين أن الضباط هم من ضمن قوات الأسطول الأمريكي الخامس والقوات الدولية المشتركة العاملة في خليج عمان، والتقوا مع قيادة قوات التحالف بالمهرة.

وعد الموقع الزيارة ضمن التنسيق بين البحريتين الأمريكية والبريطانية مع الأجهزة الأمنية اليمنية وقوات التحالف لمحاربة التهريب في المهرة.

وبين إلى أن الأجهزة الأمنية في المهرة ضبطت مؤخرًا أسلحة ومعدات للطيران المسيّر في منفذ “شحن” أثناء محاولة تهريبها إلى جماعة الحوثي.

كما ضبطت البحرية الأمريكية شحنات أسلحة ومواد متفجرة على متن سفن صيد بعمليات منفصلة ببحر العرب وخليج عمان.

ويعتقد -وفق الموقع- أنها كانت قادمة من إيران في طريقها إلى الحوثيين.

وقررت قبائل محافظة المهرة في اليمن رفع مستوى التصعيد الشعبي بكافة الوسائل حتى رحيل كل القوات الأجنبية، في إشارة إلى السعودية والبريطانية.

جاء ذلك في ختام اجتماع عقدته لجنة الاعتصام السلمي في المهرة عقدته اليوم الإثنين.

وأقرت اللجنة المكونة من قبائل المحافظات وفعاليات مختلفة استمرار التصعيد الشعبي الرافض لتواجد أي قوات أجنبية (السعودية البريطانية) في المحافظة.

من جانبه، أكد الشيخ علي الحريزي على استمرار التصعيد الشعبي بكافة الوسائل حتى رحيل كل القوات الأجنبية.

وكانت قبائل محافظة المهرة اليمنية المحاذية لسلطنة عُمان أطلقت أول تحركاتها المناهضة للاحتلال بعد نزول قوات بريطانية في المحافظة.

ونزلت القوات البريطانية قبل أسابيع قليلة بادعاء حماية الملاحة في بحر العرب عقب تعرض سفينة إسرائيلية لهجوم.

ومساء الجمعة تمكنت القبائل من إطلاق أول تظاهرة غاضبة مناهضة لوجود القوات السعودية والبريطانية بمدينة الغيضة عاصمة المهرة.

وأثارت التظاهرة التي شارك فيها الآلاف من أبناء قبائل المهرة، حالة ذعر في أوساط القوات السعودية.

وتنتشر القوات السعودية في 53 معسكرا وثكنة عسكرية على امتداد المحافظة الحدودية مع سلطنة عُمان.

وجاء قلق القوات السعودية كون معظم المشاركين فيها مسلحين ما دفع الرياض إلى المسارعة للاتصال بنائب الرئيس عبد ربه منصور هادي.

وأبلغت الرياض الفريق علي محسن الأحمر قلقها إزاء اتساع نطاق الغضب الشعبي، وفشل سياسة الاستقطاب والاختراق.

كما جاء قلق الرياض عقب فشل خطة الاستقطاب التي تعتمدها منذ ثلاث سنوات عبر اللجوء إلى الإغراءات المالية التي فشلت.

والأسبوع الماضي دفعت الرياض بسلطان المهرة السابق عبد الله بن عيسى آل عفرار الذي أعلن ولاءه مطلع 2021 للتحالف العربي لإفشال التصعيد الشعبي.

لذلك اتهم بن عفرار القبائل الرافضة للوجود الأجنبي باختلاق الفوضى وإدخال المحافظة في دائرة العنف.

وزعم أن القوات البريطانية قَدِمت إلى مطار الغيضة، الشهر الماضي بطلب رسمي من قيادة دول التحالف.

في حين اتهمت القبائل حكومة عبد ربه منصور هادي بالتواطؤ مع السعودية في احتلال المهرة وإدخال قوات بريطانية إلى مناطقها.

لذلك طالبت القبائل السعودية وبريطانيا والولايات المتحدة، بسحب قواتها من المحافظة.

كما أعلنت رفضها المطلق لكلّ ذرائع الاحتلال السعودي، لاستهداف المهرة وتشويه سمعة أبنائها.

الأكثر أهمية تأكيدها في بيان صادر عن تظاهرة الغيضة، رفضها الوجود الأجنبي في المحافظة لدرجة أنها أبدت استعدادها للقتال.

وذلك بهدف إخراج تلك القوات الغازية بقوة السلاح، في حال عدم الاستجابة لمطالبها.

أيضا اتهم البيان “الاحتلال السعودي – الإماراتي – البريطاني – الأميركي” بتبني وتغذية تنظيمَي “القاعدة” و”داعش”.

كما اتهم بدعم التهريب وتمويل التخريب وتجنيد العملاء للنيل من المهرة.

ودعا أبناء المهرة في البيان المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل أحرار العالم للضغط على السعودية لسحب قواتها.

وشدد البيان على ضرورة الاصطفاف لإفشال مخطط الاحتلال وأدواته التي تحاول جلْب الإرهابيين والمتشدّدين للمحافظة.

وقبل أسابيع، ذكر موقع Express البريطاني أن الجيش البريطاني أرسل قوات خاصة لليمن لملاحقة منفذي الهجوم على السفينة الإسرائيلية ببحر العرب.

واستهدف الهجوم ناقلة “”ميرسر ستريت” المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في خليج عمان.

ولأول مرة أسفر الهجوم عن مقتل اثنين من العاملين على متن الناقلة أحدهما بريطاني الجنسية.

وذكر الموقع أن مجموعة تضم 40 من عناصر القوة الجوية الخاصة (SAS) وصلت أمس لمطار الغيضة بمحافظة المهرة شرق اليمن.

ولفت إلى أن هؤلاء يساعدهم موظفون محليون متعاونون مع وزارة الخارجية البريطانية ومطلعون على الوضع في المنطقة.

وبين الموقع البريطاني أن هدف هذه القوة ملاحقة “المرتزقة من جماعة الحوثيين المسؤولين” عن الهجوم.

وكشف أن القوة تضم أيضا وحدة مختصة بالمعدات الإلكترونية بإمكانها قطع اتصالات.

كما كشف أن قوة SAS تتعاون مع قوة عمليات خاصة أمريكية منتشرة في المنطقة.

وبين أن هذه القوة الأمريكية منتشرة بالمنطقة للمساعدة في تدريب وحدة نخبة من قوات “الكوماندوز” ضمن الجيش السعودي.

ولفت إلى وجود مخاوف من أن طهران سلمت إلى الحوثيين الطائرة المسيرة التي هاجمت “ميرسر ستريت”.

وكشف أن استخبارات الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل تعتقد أن الطائرة بعيدة المدى أطلقت من شرق اليمن من مناطق سيطرة الحوثيين.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.