مؤسسة أوروبية: الإمارات توظف تحالفاتها الإقليمية لتبييض صورتها

تعمد دولة الإمارات إلى توظيف تحالفاتها الإقليمية بهدف تبييض صورتها والتغطية على انتهاكاتها إلى جانب تشويه خصومها بحسب ما كشفت مؤسسة أوروبية مقرها بروكسل.

ونشر المجهر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط، تقريرا عن مخطط تحالف دولة الإمارات مع لوبي إسرائيلي وهندي لإطلاق حملة تحريضية تستهدف تبييض سجل أبوظبي والهجوم على خصومها.

وقال المجهر الأوروبي، إنه أطلع على وثائق سرية تكشف أن منظمة يهودية تدعى “الحركة الدولية للسلام والتعايش (إمباك)” تعد حجر الأساس في الحملة التحريضية المذكورة.

ومنظمة إمباك سبق أن كشف المجهر الأوروبي أن الإمارات تعاقدت معها لقيادة وتنسيق جهود تبييض صورتها حقوقيا في أوروبا، علما أن المنظمة تتخذ من مدينة رمات جان في إسرائيل مقرا لها ولها مقرا أخرا في لندن.

وتلعب منظمة أخرى دوراً رئيسيا في منظمة إمباك وحملة التحريض الإماراتية، اسمها “منتدى القانوني الدولي” ويرأسها الإسرائيلي المتطرف أرسون اوستروفسكي.

وأظهرت الوثائق الجديدة، أن التحالف الإماراتي الإسرائيلي الهندي شرع في تنظيم عدة أنشطة أحدثها في جنيف بتنسيق مع منال مسالمي عضو لوبي أبوظبي في أوروبا.

وبحسب الوثائق فإن مسالمي تركز أنشطتها في هذه المرحلة في العاصمة البلجيكية بروكسل مع أحد كبار قيادات اللوبي الإسرائيلي الملقب ب “ايريك” وهو يحمل الجنسية الفرنسية ولديه شبكة علاقات واسعة مع مؤسسات وشخصيات سياسية في أوروبا. وهو ايضا من ضمن شبكة يعمل فيها حسن الشلغومي بالتنسيق مع السفارة الاماراتية في بلجيكا.

ويندرج التحالف المذكور في إطار عقد مالي ضخم أبرمته دولة الإمارات مع مؤسسة “إمباك” لتبييض سجل أبوظبي والهجوم على خصومها لاسيما دولة قطر والعمل الممنهج على شيطنتها في الأوسط الأوروبية.

وبموجب ذلك لوحظ بدء الاستعانة بوسائل إعلام وقنوات هندية لنشر محتوى معادي لدولة قطر، ومن ذلك نشر فيديو عبر موقع first post وهو موقع هندي شهير وله شراكة مع عدة شبكات اخبارية عالمية.

ويبرز في هذا الصدد أن منظمة “إمباك” تنشط بدور مشبوه في دفع تعديل المناهج الدراسية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وحتى في دول عربية بما يناسب دعم التطبيع مع إسرائيل وتصويرها على أن “دولة صديقة”.

وتركز المؤسسة في هذا الدور على تنشئة الأجيال الفلسطينية والعربية على عناوين التطبيع والسلام و”نبذ العنف والكراهية” و”الحدّ من التحريض على الإرهاب” وغيرها، إلى جانب تخريج ملايين الأشخاص المؤمنين “بحق الشعب اليهودي في العيش بسلام على أرض إسرائيل كبقية الشعوب”.

وتعمل المؤسسة اليهودية على إعداد اقتراحات وبدائل وتوصيات، من شأنها أن تؤثر في قرارات المنظمات الدولية المعنية بالثقافة والتعليم، وعلى وجه الخصوص تلك التي بمقدورها التهديد بقطع التمويل المالي أو سحب منحة كما حصل أكثر من مرة مع السلطة الفلسطينية.

وقبل أسبوعين كشف المجهر الأوروبي عن إطلاق منظمة إمباك التي تقود لوبي دولة الإمارات حالياً في الأوساط الدولية، عريضة تحت اسم تحالف من 53 منظمة اتضح عند التدقيق بها أن بعضها يحمل أسماء وهمية والبعض الأخر منظمات شبه حكومية ممولة من كل من أبوظبي والبحرين، ومنظمات تدعم الاستيطان الإسرائيلي.

وكان التحالف المذكور دشن نشاطاته بشن حملة تحريض على منظمة فلسطينية تدافع عن حقوق المعتقلين الفلسطينيين في سجون إسرائيل اسمها “صامدون” والتي أدرجتها لاحقا إسرائيل على قوائم “الإرهاب”.

ومن بين المشاركين في التحالف، الإمام الفرنسي من أصول تونسية حسن الشلغومي، المعروف بزياراته المتكررة لإسرائيل ودعمه للتطبيع معها، ودعمه كذلك لليمين المتطرف الفرنسي والتحريض على الجاليات المسلمة في أوروبا بإيعاز من أبوظبي.

وجاء إطلاق العريضة في محاولة لتلميع سجل أبوظبي الحقوقي وذلك عشية المراجعة الدورية لملف الإمارات في مجلس حقوق الإنسان الدولي المقررة في الثامن من الشهر الجاري.

وتضمنت في العريضة الإشادة بأن الإمارات “حققت تقدمًا كبيرًا في تعزيز وحماية حقوق الإنسان في السنوات الأخيرة، وأن هذه التطورات لها آثار كبيرة على منطقة الشرق الأوسط الأوسع”.

وتم توزيع خبر إطلاق العريضة على وسائل الإعلام مقابل رسوم مالية عبر شركات توزيع للأخبار.

وكان لوبي الإمارات عقدا مؤتمرا في نادي الصحافة في جنيف بشكل مدفوع في آذار/مارس الماضي بالتوازي مع الدورة 52 لمجلس حقوق الإنسان بدعوى بحث التحديات الحالية والمستقبلية لحقوق الإنسان في الإمارات.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.