تسريب الصور.. وسيلة الحكومة السعودية “القذرة” لإسكات مدافعات عن رأيهن

 

الرياض – خليج 24| نشر موقع “إن بي سي نيوز” (NBC News) تقريرًا يكشف فيه عن تعمد تسريب الحكومة السعودية لصور نساء مدافعات عن رأيهن بأوضاع مختلفة من أجل إسكاتهن.

ويتطرق التقرير الذي أعدته الكاتبة أوليفيا سولون إلى 4 حالات هن علياء الحويطي وعلاء الصديق وغادة عويس ولجين الهذلول.

وذكرت الكاتبة أن غادة عويس إحدى ضحايا وسيلة الحكومة السعودية القذرة، وهي مراسلة إذاعية لبنانية تعمل بقناة الجزيرة تعرضت لحادثة من هذا النوع.

وقالت: “كانت تتناول العشاء في المنزل مع زوجها بيونيو الماضي عندما تلقت رسالة من زميل لها تطلب منها مراجعة موقع تويتر”.

وأضافت: “فتحت عويس الحساب وشعرت بالرعب: تم ​​تداول صورة خاصة التقطت أثناء ارتداء البكيني بالجاكوزي من خلال شبكة من الحسابات”.

وبينت الكاتبة أن الصورة كانت مصحوبة بادعاءات كاذبة بأن الصور تم التقاطها في منزل رئيسها.

وأشارت إلى تعرضها لآلاف التغريدات والرسائل المباشرة التي تهاجم مصداقيتها كصحفية، وتصفها بالعاهرة أو تخبرها بأنها قبيحة وكبيرة في السن.

وذكرت أن عديد الرسائل من حسابات يبدو أنها تدعم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المعروف باسم MBS.

ونبهت إلى أن منها حسابات مؤكدة خاصة بمسؤولين حكوميين.

وقالت عويس إنها تعتقد أنها استُهدفت في محاولة لإسكات تقاريرها الانتقادية عن النظام السعودي.

وأضافت: “علمت على الفور أن هاتفي قد تعرض للاختراق”.

وأكدت أن النشر لم يتم نشرها في أي مكان.. “كانوا على هاتفي فقط”.

وأشارت عويس إلى أنها “اعتادت التعرض للمضايقات عبر الإنترنت لكن هذا كان مختلفا”.

وقالت: “كان الأمر كما لو أن شخصًا ما دخل بيتي وغرفة نومي وحمامي. شعرت بعدم الأمان والصدمة”.

كما اتهمت الناشطة السعودية لينا الهذلول شقيقة لجين الحكومة السعودية بتسريب صور النساء المعبّرات عن رأيهن بقضايا تكره الحكومة طرحها.

وقالت لينا إنها قدمت هاتفها لتفحصه منظمة العفو الدولية خشية تسريب صور النساء، بحثًا عن آثار برنامج تجسس بيغاسوس قبل شهر.

واستدركت: “لكنها قالت إن محللي الطب الشرعي الرقمي لم يجدوا أي شيء”.

ولينا شقيقة لجين وهي ناشطة رائدة من أجل حق المرأة في القيادة بالسعودية قبل تغيير القانون أواخر عام 2017، سجنت لألف يوم وأفرج عنها بفبراير.

ولم تنجح لجين من التحقق من هاتفها للتأكد من وجود إصابة ببرامج التجسس.

وأشارت إلى أنه تمت مصادرة أجهزتها من قبل.

وقالت ذلك لينا الهذلول إن السلطات السعودية سحبته عندما سُجنت.

يذكر أن رقم لجين كان مدرجًا في قائمة الأهداف المحتملة لبرامج التجسس Pegasus.

ويُزعم أنها تحتفظ بها الإمارات وهي حليف مقرب من السعودية.

وفحصت خبيرة الحماية الرقمية بمجموعة حقوق الإنسان فرونت لاين ديفندرز أجهزة لجين للتأكد من تسريب صور بمؤتمر للأمن السيبراني عام 2017.

واكتشفت أن رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بها قرأت من طرف ثالث موجود بالإمارات العربية.

وأكدت فرونت لاين ديفندرز ذلك لكنها لم تتمكن من تأكيد ما إذا كان الوصول غير المصرح به له أي صلة ببيغاسوس.

وقالت لينا: “إذا حاولت امرأة التعبير عن رأيها في القوانين الجائرة أو قالت شيئًا لا يرضي الحكومة، فسوف تسرب صورك الخاصة لترهبك”.

وأضافت: “إنه فعال على المدى القصير، لكنه لن ينجح على المدى الطويل. ستدرك النساء أنهن يتعرضن للعار والقمع، وسيجتمعن ليتحدن ضد ذلك”.

بينما كانت الضحية الثالثة هي آلاء الصديق (33عامًا) وهي ناشطة إماراتية ومدير تنفيذي لمجموعة حقوق الإنسان القسط.

وقالت إنه بدأ هاتف الصديق العمل عام 2020 وباتت قلقة من تعرضها للاختراق مثل الناشطات البارزات الأخريات وفقًا لزميلها في العمل جوش كوبر.

وكشفت صديقة لها عن أن الصديق أخبرت الأصدقاء والزملاء بأنها كانت تخشى تسريب صورها الخاصة.

وذكرت أن الصديق فحصت هاتفها فوجدت علامات على إصابة بيغاسوس وظهر رقمها بقائمة الأهداف المسربة إلى منظمة العفو الدولية.

وبينت أن الصديق ظلت تخشى تسريب صورها حتى توفيت بحادث سيارة في أوكسفوردشاير بإنجلترا، في يونيو.

فيما كانت الضحية الرابعة هي علياء الحويطي وهي الناشطة السعودية التي تعيش الآن في لندن.

وقالت إنها تعتقد أنها استُهدفت أيضًا في هجوم اختراق وتسريب باستخدام برنامج تجسس Pegasus التابع لمجموعة NSO Group.

ونبهت إلى أنه عام 2018، بدأ هاتفها يتصرف بشكل غريب: غالبًا ما يتجمد الجهاز.

وأوضحت الحويطي أنها تلقت مكالمات من أرقام غريبة وأحيانًا ظهرت رسائل على الشاشة تشير إلى نقل الملفات.

في الوقت نفسه، كانت تتلقى تهديدات ورسائل تخويف عبر الإنترنت قالت إنها تعتقد أنها من أفراد مرتبطين بالحكومة السعودية.

كانت الحويطي أول امرأة سعودية محترفة في الفروسية ومثلت المملكة في المسابقات بين عامي 2004 و 2011.

وقالت: “كنت ألعب بشكل لطيف. وقالت ، في إشارة إلى نشاطها بشأن اغتيال خاشقجي عام 2018.

وأيضًا مؤخرًا حملتها لوقف التهجير القسري لقبيلة الحويطات لفسح المجال أمام مشروع مدينة نيوم العملاق للحكومة السعودية.

قالت الحويطي إنها ذهبت إلى سكوتلاند يارد، وقالت الشرطة هناك إن هاتفها تعرض للاختراق لكن فشلوا بمعرفة من عناوين IP تعود إلى الأماكن العامة مثل فروع ماكدونالدز وكوستا كوفي شوبس.

وذكرت أنها “استبدلت هاتفها، وأعطتها سكوتلاند يارد إنذارًا بالذعر لتظل في شقتها”.

لكنها كانت دائما تنظر من فوق كتفها. قالت إنها انتقلت بين 16 منزلاً مختلفًا في غضون عامين.

وأشارت إلى أن صيف 2020، في نفس وقت تسريب صورة عويس، بدأت صور قالت إنها مخزنة على هاتفها فقط بالظهور على الإنترنت.

وبينت أن إحدى الصور كانت في حفل زفاف وهي ترتدي فستانًا قصيرًا مع كدمة في ساقها من ركوب الخيل.

وفي مكان آخر، كانت تستحم في شورت وقميص قصير الأكمام.

نُشرت الصور على تويتر مع قصص ملفقة تتهمها بالسكر والفوضى والسماح لشخص ما أن يعض فخذها.

كما وصفها مئات الأشخاص على وسائل التواصل بأنها عاهرة، وأرسل آخرون لها تهديدات بالقتل كما هو الحال مع عويس.

وذكرت أنه بدا أن العديد من الروايات التي تنتقدها موالية للحكومة، إذ كانت الأعلام السعودية أو صور ولي العهد صورًا لملفهم الشخصي.

وقالت الحويطي إنها اتصلت بشركة الطب الشرعي الرقمي Citizen Lab وطلبت منهم التحقق من هاتفها.

وأشارت إلى أنهم أخبروها أنهم عثروا على آثار لبيغاسوس ونصحوها بتغيير جهازها مرة أخرى.

وأكدت: “لا أشعر بالأمان بأي شكل من الأشكال.. وأشعر أنني مراقَب وعليّ دائمًا أن أراقب خلف كتفي”.

 

للمزيد| غادة عويس برسالة جديدة لابن سلمان: لن أسحب القضية المرفوعة ضدك يا تافه

لمتابعة صفحتنا عبر فيسبوك اضغط من هنا

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.