رئيس وزراء قطر: الدول الصغيرة قادرة على التوسط لحل النزاعات الدولية

أكد الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري أن الدول الصغيرة قادرة على لعب دور حاسم في حل النزاعات الدولية.

جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة حوارية تحت عنوان “الدول الصغيرة واستراتيجيات النجاح في عالم تنافسي”، في العاصمة سنغافورة بحسب ما نشرت وكالة الأنباء القطرية (قنا).

وتطرق آل ثاني إلى رؤية دولة قطر حول التحديات التي تواجه الدول الصغيرة والمتوسطة، وسبل تعزيز وتطوير التعاون الأمني حتى يتم تحقيق الأمن الشامل والمستدام، لا سيما في المجال الأمني والدفاعي والسياسي والاقتصادي والاستثماري، والطرق المبتكرة في استخدام التكنولوجيا الحديثة والاستدامة البيئية والعمل الجماعي، بالإضافة إلى تعزيز الحلول السلمية والمبادرات الدبلوماسية لحل مختلف النزاعات والحروب في المنطقة والعالم.

وقال آل ثاني إننا نشهد في العالم، الذي مر بتحولات عظيمة في السنوات القليلة الماضية، ظهور مراكز عدة للنفوذ، يمتلك كل منها قوته السياسية والاقتصادية والتكنولوجية الخاصة.

وأضاف أن الصراعات الجديدة والمواجهات الكبرى بين كتل القوى العظمى تعرض النظام الدولي لخطر حقيقي، وأن لهذه التهديدات المترابطة تأثيرها على المليارات من شعوبنا.

وأشار إلى الحرب في أوكرانيا التي هزت أسواق الطاقة العالمية وأدت إلى انعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع، وعدم الاستقرار السياسي في أفريقيا، والصراعات المستمرة في الشرق الأوسط، الذي يفضي إلى تداعيات على سلسلة التوريد العالمية وعلى التجارة الدولية، قائلا “نحن جميعا نشعر بالقلق إزاء هذا التنافس، وخاصة في هذه المنطقة”.

وأضاف “غالبا ما أسأل كيف تمكنت قطر، كدولة صغيرة، من تحقيق التوازن بين اللاعبين الدوليين”، مبينا أن “قطر تؤمن بتداخل وترابط المجتمع الدولي، وهذه القناعة تمكننا من إقامة شراكة تجارية قوية مع الصين، مع الحفاظ على تحالف استراتيجي مع الولايات المتحدة”.

وتابع “في ذات العام الذي تم فيه تصنيفنا كحليف للولايات المتحدة كدولة غير عضو في حلف شمال الأطلسي، وقعنا أيضا ثلاث اتفاقيات طاقة جديدة مع الصين”.

وأوضح آل ثاني “أن قدرتنا على إدارة علاقاتنا مع الصين والولايات المتحدة ترتكز على قدرتنا على التكيف، والمشاركة الدبلوماسية، والسعي لتحقيق المصالح ذات المنفعة المتبادلة، وهذا لا يخدم المصالح الوطنية لقطر فحسب، بل يساهم في الاستقرار الإقليمي والعالمي أيضا”.

وأشار إلى أنه يمكن للصراعات العديدة التي نشهدها في كل المناطق أن تغري الدول الصغيرة بتبني القناعة، والاعتقاد بأنه ليس لها دور تلعبه لمجرد صغر حجمها، ولكن الحقيقة على النقيض من ذلك تماما، ففي بعض الأحيان تكون الدول الصغيرة في وضع أفضل للعب دور حاسم في حل النزاعات.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.