السودان تحشر أبو ظبي في الزاوية برفض مبادرتها للوساطة مع إثيوبيا

 

أبو ظبي – خليج 24| أصيبت دبلوماسية الإمارات بخيبة فشل جديدة بمحاولتها التوسط بين السودان وإثيوبيا عقب رفض الخرطوم لمبادرة طرحتها أبوظبي للحل.

وقالت مصادر في مجلس السيادة السوداني إن أبو ظبي أخطرت السودان بسحب مبادرتها بشأن الأزمة الحدودية مع إثيوبيا.

وأشارت إلى أن الإمارات أكدت للخرطوم على احترامها لموقف السودان الداعي لتكثيف العلامات الحدودية فقط.

وسدد السودان برفضه المبادرة ضربة قاسية إلى الإمارات.

واعتبرت الخرطوم مبادرة أبو ظبي تجاوزًا لموقفها المتفق عليه والمتمثل بـ”وضع العلامات الحدودية”.

يذكر أن عضو مجلس السيادة الانتقالي مالك عقار هاجم المبادرة الإماراتية، واصفًا إياها بـ”السخيفة”.

وذكر أن المبادرة تميل لجهة سعيها لتقسيم أراضي الفشقة بين إثيوبيا والسودان، رغم أنها سودانية بالكامل.

وأكد أن الإمارات تريد أن توزع أرضنا وتقسمها، وهذا أمر سيلقي بظلال سالبة على القرن الإفريقي بأكمله.

وطالب المجلس المركزي للفشقة وهو تنظيم يضم أصحاب الأرض بوقف التدخل الإماراتي بالشأن الداخلي، وطرد سفير الإمارات بالخرطوم.

وحذر بشدة من عواقب القبول بالوساطة الإماراتية بظل مؤامرات أبوظبي المعلنة للتوسع في منطقة القرن الإفريقي.

ويسود توتر بين السودان وإثيوبيا منذ أن أعاد الجيش السوداني انتشاره في منطقة الفشقة الحدودية في نوفمبر الماضي.

وأعلن بعد ذلك استرداد 95% من الأراضي الخصبة التي كان يستغلها مزارعين إثيوبيين تحت حماية مليشيات مسلحة.

وكان أثار تدخل الإمارات للعب دور وساطة بين السودان وإثيوبيا بشأن التوتر الحدودي بينهما قلقا واسعا في الأوساط الرسمية في مصر.

وكشفت تقارير إعلامية عن عرض الإمارات لمبادرة تهدف علنيًا لتسوية الأزمة بين السودان وإثيوبيا تقضي بتقاسم منطقة الفشقة الحدودية، مخفية خطتها لتعزيز سيطرتها.

وتمتاز الفشقة بخصوبة أراضيها الشديدة وتشتهر المنطقة التي تشقها أنهار عطبرة وباسلام وستيت، بإنتاج الذرة والسمسم.

وتسعى الإمارات منذ زمن إلى السيطرة على أراضي الفشقة من خلال تقسيمها على إثر نزاع السودان إثيوبيا.

وأعلن وزير الخارجية السوداني عمر قمر الدين بـ31 ديسمبر الماضي عن سيطرة الجيش على كامل أراضي بلاده الحدودية مع إثيوبيا.

المبادرة الإماراتية قوبلت برفض مجلس السيادة الانتقالي في السودان والذي أعلن ذلك عضوه مالك عقار.

وقال خلال ندوة بمركز دراسات وأبحاث القرن الأفريقي بالخرطوم: “أبوظبي تريد تقسيم المنطقة والخرطوم لن تقبل بذلك”.

وأضاف عقار: “الإمارات الواقعة خلف البحار تسعى إلى توزيع أرضنا.. هذا الأمر سيرمي بظلاله وتبعاته على المنطقة”.

وأشار إلى أنه “لم يكن هناك أي نزاع في الفشقة وهي أرض سودانية”.

وتوترت العلاقات السودانية الإثيوبية إثر إعادة الجيش السوداني انتشاره بالفشقة الحدودية بنوفمبر الماضي واسترداد 90% منها.

وأعلنت الخرطوم أن “ميليشيات إثيوبية” سيطرت على أراضي مزارعين سودانيين بالفشقة بقوة السلاح.

واتهمت الجيش الإثيوبي بدعم عصابات إثيوبية، وهو ما تنفيه أديس أبابا وتؤكد إنها “جماعات خارجة عن القانون.

غير أن دخول الإمارات خط لعب دور وساطة بين السودان وإثيوبيا أثار قلقًا بالغًا في الأوساط العربية وخاصة مصر.

لكن ينتاب القاهرة قلق تشويش من أبو ظبي على مطلبها بشأن طلب رباعية دولية لقيادة المفاوضات.

ويتصاعد الخلاف رغم إبلاع الإمارات للسودان بإحرازها تقدمًا مع إثيوبيا بشأن الفشقة.

غير أن ذلك يتزامن مع رفض “تجمع أهل القضارف” لمبادرة الإمارات للوساطة.

واعتصم مزارعون شكلوا “تجمع أهل القضارف” ونظموا مؤتمرًا صحفيًا للتعبير عن رفضهم للمبادرة الإماراتية.

ووصف هؤلاء المبادرة بـ”عدم الحياد”.

وأكد التجمع أن القائمين على أمر المبادرة ليسوا أصحاب قضية، ولا حق لهم بالتفاوض إنابة عن أهل القضارف.

بالإضافة إلى ذلك طالب الحكومة بتسليم الأراضي المستردة من الميليشيات الإثيوبية لأصحابها للزراعة، وتشكيل هيئة لتنمية الشريط الحدودي.

 

للمزيد| تقرير: ثعبان الإمارات يقترب من لدغ السودان عبر “الفشقة”

لمتابعة صفحتنا عبر فيسبوك اضغط من هنا

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.