فورين بوليسي: الطريق الى سلام الشرق الأوسط يمر عبر الدوحة

أكدت مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن الطريق الى سلام الشرق الأوسط يمر عبر العاصمة القطرية الدوحة التي تضطلع بالدور الرائد في محادثات الوساطة مع اشتداد الحرب على غزة.
وبحسب المجلة بينما تشتعل الحرب بين إسرائيل وحماس، يتاح للقادة الغربيين فرصة فريدة للتخطيط لإعادة تشكيل شاملة لطاولة الشطرنج السياسية في الشرق الأوسط.
وقالت المجلة إن الفشل في استغلال الفرصة الدبلوماسية التي تتيحها الازمة سيجعل الحروب المستقبلية أكثر احتمالًا مع الاخذ بنظر الاعتبار أنه لا يوجد أي حل عسكري يمكن توفر الامن أو الازدهار للإسرائيليين او الفلسطينيين على حد سواء.
وأضاف أنه يجب على الدبلوماسيين التعامل مع المستجدات على أرض المعركة، ولكن عليهم في نفس الوقت ايضًا محاولة تشكيل هذه الأحداث.
لقد أوضح القادة الإسرائيليون انهم لا يملكون مفهومًا جديدًا عن اليوم التالي في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب وأنهم يحاولون استخدام الحرب لتدمير حماس وإضعاف وكلاء إيران الإقليميين.
استراتيجيتهم المعلنة هذه مجرد شكل أكثر تطرفًا من سياسة “جز العشب” وستسمح بظهور نفس الديناميكيات الإقليمية بعد انتهاء الحرب، تمامًا كما حدث بعد جولات سابقة من القتال بين إسرائيل وحماس أو حرب إسرائيل وحزب الله عام 2006.
وعلى هذا فإن الدبلوماسيين الغربيين الذين يخططون لليوم التالي للصراع يجدون أنفسهم في مواجهة الاختيار: إما الدفع نحو استخدام هذه الحرب لإضعاف أعدائهم فقط، أو السعي إلى إعادة تشكيل تكتلات القوى القائمة في المنطقة.
الخيار الأول سيؤدي إلى تقوية مواقف المعسكرات الإقليمية الثلاثة القائمة: الموالية لإيران / روسيا (حزب الله وسوريا والحوثيين اليمنيين)، أولئك الراغبون في العمل مع الإخوان المسلمين (قطر وتركيا وليبيا الغربية).
وأولئك المعادون بشدة للإخوان المسلمين (الإمارات ومصر والسعودية وإسرائيل وليبيا الشرقية) والخيار الثاني يمكن أن تحقق إعادة تشكيل مفاهيمية للمنطقة إلى محور من المنظمين المتحدين في استعدادهم للتعاون من أجل مواجهة المخربين.
يمكن أن يحاول الدبلوماسيون الغربيون إزالة المحركات الإقليمية للصراع من خلال سحب مجموعة الدول العربية الحالية العاملة مع الإخوان المسلمين (وتحديدا قطر وتركيا) بعيدا عن تحالفاتهم المصلحية مع إيران والحركات السنية المتطرفة مثل حماس.
يجب أن تكون قطر هي حجر الزاوية في عملية إعادة التحالفات هذه لأنها تحتل مركز الدولة المحورية لكامل النظام الشرق أوسطي، فقطر هي الوحيدة التي يمكنها التحدث مع المتطرفين السنة وآيات الله.
بالإضافة إلى السعوديين والأتراك وإسرائيل والولايات المتحدة، ولهذا السبب تتم وساطة جميع صفقات إطلاق الرهائن حصرياً من خلال الدوحة.
إذا تم تشجيع القطريين على اعتناق قوى النظام بحزم، فإنه يمكن للمنطقة الخروج من الصراع الحالي على أهبة الاستعداد للاستقرار والنمو الاقتصادي، وفي وضع يسمح بطرد وكلاء إيران من المنطقة.
وقالت المجلة إن دور الدبلوماسية الناضجة في أوقات مثل هذه يكمن في تفادي المزيد من المعاناة، واحتواء الفوضى، والسعي لدفع المحاربين نحو أقل الخيارات سوءًا، ولهذا يجب على واشنطن ولندن استخدام القوات التي تجمع بينهما لخلق محور للنظام في المنطقة بدلًا من مجرد اضعاف اعدائهم فقط.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.