الحوثيون تعليقا على مغازلة ابن سلمان: لم نستغرب تصريحاته

صنعاء- خليج 24| علقت جماعة “أنصار الله” الحوثية في اليمنية التي تقاتل المملكة العربية السعودية على مغازلة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لهم ولإيران في حواره الصحفي مساء الثلاثاء.

وجاء تعليق الحوثيين على حديث ابن سلمان عن إيران والجماعة عبر عضو المجلس السياسي محمد البخيتي بتغريده نشرها في “تويتر”.

وقال البخيتي “نحن لم نستغرب تصريحات محمد بن سلمان”.

وأضاف “لأننا كنا ولا زلنا على يقين بأن المستقبل يحمل في طياته الكثير من التحولات والمتغيرات وأن العاقبة للمتقين”.

ويوم أمس، غازل ولي العهد السعودي خلال الحوار المتلفز كلا من إيران التي شرعت بلاده في حوارات سرية معها في العراق.

وقال إن “بلاده ترغب في إقامة علاقات “طيبة ومميزة” مع جارتها إيران”.

وأضاف ابن سلمان “نتمنى أن يجلس الحوثي على طاولة المفاوضات للوصول لحلول تكفل حقوق الجميع”.

وأردف “الحوثي في الأخير يمني ولديه نزعة عروبية نتمنى أن تحيا فيه بشكل أكبر ويراعي مصالحه ومصالح وطنه”.

فيما رأى مغردون سعوديون معارضون للحرب على اليمن تصريحات ابن سلمان بأنها اعتراف بفشل حربه على اليمن.

وقبل أيام، استعرض تقرير تحليلي لمعهد “بروكينغز” الأمريكي الأسباب التي دفعت السعودية وإيران إلى الجلوس إلى طاولة الحوار أخيرا بعد سنوات من القطيعة التامة.

ونبه التقرير إلى أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ونجله محمد اكثر قادة السعودية معاداة لإيران بتاريخ المملكة.

وأضاف “لذلك فإن الحوار الآن بين السعودية وإيران يمثل خطوة كبيرة”.

ولفت إلى أن جهود العراق للوساطة بين الرياض وطهران، يعيد من البلد الذي مزقته الحرب، لاعبا رئيسيا في المنطقة.

وقال التقرير إن “الجهود العراقية يمكن أن يساعد في تخفيف التوترات بين الخصمين البارزين في الخليج العربي”.

ونبه إلى أن هذا يأتي في وقت تحتاج هذه الجهود إلى دعم هادئ من الولايات المتحدة.

ورأى أن خفض التوترات الطائفية في المنطقة من صالح الولايات المتحدة.

خاصة وأن مساعدة العراق لحوار بين السعودية وإيران يساهم في إنهاء حرب اليمن التي وعد الرئيس بايدن بإيقافها.

وحتى الآن ترفض الرياض الاعتراف بعقد حوارات سرية مع إيران في بغداد بداية الشهر الجاري.

في المقابل، أكدت إيران عقد هذه الحوارات، التي كشفتها وسائل إعلام أمريكية مختلفة.

وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد أطلق على مدار السنوات الماضية تصريحات نارية ضد إيران.

وقبل يومين، كشف مسؤول عراقي وصف ب”رفيع” كواليس إجراء المملكة العربية السعودية لقاءات سرية مع إيران في العاصمة بغداد.

وذكر المسؤول لوكالة “أسوشيتد برس” أن الزيارتين الأخيرتين لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى السعودية والإمارات لعبتا دورا أساسيا.

واعتبر أن هذه الزيارتين ساعدتا في جلوس الرياض وطهران إلى طاولة المفاوضات السرية.

وكشفت الوكالة أن الجولة الأولى من المحادثات تركزت على موضوع اليمن وهجمات الحوثيين على المملكة.

وذكر أن نتائج الجولة الأولى من المحادثات المباشرة بين السعودية وإيران التي جرت تشير إلى تراجع محتمل بالتصعيد بين البلدين.

في حين رجح مراقبون للوكالة أن تطبيق هذه النتائج على الأرض قد يحتاج لمزيد من الوقت.

وأوضحت “أسوشيتد برس” أن مسؤولا عراقيا ودبلوماسيا غربيا في بغداد أكدا لها حصول هذه المحادثات في العراق هذا الشهر.

وبحسب المسؤول العراقي فإن موضوع الحرب في اليمن برز بشكل كبير خلال الجولة الأولى من المباحثات بين الرياض وطهران.

ونبهت إلى أنه لم يتضح مدى التقدم الذي تم إحرازه في المحادثات.

لكن الدبلوماسي الغربي أشار إلى أنه سيكون هناك مزيد من الاجتماعات في المستقبل.

وذكر “ما فهمته هو أن هذه المحادثات ستستمر، وأن بغداد تقوم بجهود الوساطة فيها”.

وبحسب “أسوشيتد برس” فإن كلا من الدبلوماسي الغربي والمسؤول العراقي تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما.

وبينت الوكالة أنهما غير مخولين بمناقشة الاتصالات السرية مع الصحافة.

غير أنهما امتنعا عن الخوض في التفاصيل بالقول إنهما “يريدان منح جهود الوساطة العراقية فرصة للنجاح”.

ورأت “أسوشيتد برس” أن التغييرات في طريقة تعامل إيران مع العراق لعبت أيضا دورا في وساطة بغداد.

وقالت إنه “خلال السنوات الماضية كان للحرس الثوري السيطرة المطلقة على الملف العراقي”.

وكان ذلك من خلال قائد فيلق القدس السابق الجنرال قاسم سليماني الذي كان يقدم تقاريره مباشرة إلى المرشد علي خامنئي.

غير أن المسؤول العراقي قال إن اغتيال سليماني في بغداد عام 2020 زاد من قوة دور وزارة الاستخبارات الإيرانية في العراق.

وأوضح أن وزارة الاستخبارات تتبع للحكومة وتقدم تقاريرها للرئيس حسن روحاني المحسوب على الجناح المعتدل.

ونقلت “أسوشيتد برس” عن مسؤولين عراقيين قولهم إن التغيير الذي حصل بعد مقتل سليماني.

إضافة إلى تنامي دور وزارة الاستخبارات الإيرانية في العراق كان محورا أساسيا في جلب إيران إلى طاولة المفاوضات مع السعودية.

وذكر مسؤول عراقي بتعليق على مسؤولي وزارة الاستخبارات الإيرانية “لديهم وجهة نظر جديدة وخطاب جديد”.

وأضاف “يريدون من خلاله عراقا أقوى، فالحرس الثوري لديه حسابات مختلفة فهو يريد العكس عراق ضعيف سيكون أكثر فائدة لهم”.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.