ترهونة- خليج 24| انتشلت فرق مختصة 25 جثة من مقابر جماعية في مدينة ترهونة بليبيا قامت مليشيا دولة الإمارات العربية المتحدة بارتكاب مجزرة بحقهم من المواطنين الأبرياء.
وجاء الإعلان عن انتشار هذه الجثث من قبل مسؤول في الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين في ليبيا لطفي توفيق.
وخلال الأشهر الماضية انتشلت الهيئة أكثر من 200 جثة من هذه المدينة التي شهدت أبشع الجرائم التي ارتكبها مليشيا الإمارات.
وتبعد ترهونة نحو 100 كلم عن العاصمة الليبية طرابلس التي تعرضت العام الماضي لهجوم مليشيا خليفة حفتر المدعوم من الإمارات.
ويتهم المجرم محمد الكاني وأشقاؤه بالمسؤولية عن ارتكاب هذه الجرائم في ترهونة.
لكن الإمارات عملت على التخلص من محمد الكاني قبل أشهر قليلة بقتله خشية الملاحقة الأممية.
كما عملت الإمارات على التخلص من مجرم الحرب محمود الورفلي قبل أشهر طويلة بطريقة مماثلة أيضا.
وأكدت تقارير للأمم المتحدة أن الكاني والورفلي وهما من كبار قادة مليشيا خليفة حفتر متهمين بارتكاب جرائم حرب ومجازر جماعية.
ومؤخرا، سلطت وكالة “فرانس برس” في تقرير لها الضوء على شبح مليشيا الإمارات بليبيا خاصة مدينة ترهونة التي شهدت أبشع المجازر.
وأكد التقرير أن شبح مليشيا الكانيات ما زال مخيما في ترهونة التي تودعا ضحاياها وتلعن جلاديها.
ووفق التقرير “في ترهونة كان يختفي أشخاص كل يوم، فقد زرع 6 إخوة الرعب بقضائهم بشكل منهجي على كل من يعارض مجموعتهم المسلحة”.
وأضاف أنه “على الرغم من طردهم أخيرا، ما زال شبح أفعالهم يخيم على المدينة الليبية”.
وبحسب التقرير “تصل مجموعة صغيرة من الرجال إلى باحة واسعة تطل عليها من بعيد هضبة صخرية رمادية اللون في بلدة ترهونة التي تبعد حوالى ثمانين كيلومترا عن العاصمة طرابلس”.
وأضاف “على يسار التلة توقفت نحو عشر سيارات إسعاف تفصل بينها مسافات متساوية ومقابلها مسجد بلون أصفر، بينما يحيط بالموقع عدد من أشجار النخيل”.
وأردف التقرير “على أحد الجدران، وضعت ملصقات تجذب الأنظار أيضا.. فهي تحمل أسماء وصور شهداء ترهونة وبينهم أطفال”.
وأوضح أن التجمع على غرار ما يحدث غالبا منذ صيف 2020، يتجمع أبناء المدينة لصلاة جنازة أيام الجمعة أمام رفات أشخاص تم انتشالها.
ولفت التقرير إلى أن آخر أعداد ضحايا مليشيا الإمارات في هذا اليوم كان 13.
ونقلت “فرانس برس” عن محمد عامر أحد أوائل الواصلين “أنا والد الشهيد مؤيد الذي قتلته عصابة الكاني (مليشيا مدعومة إماراتيا) بدم بارد”.
وأضاف الرجل الخمسيني الذي غزا الشيب رأسه “لم يسلم منهم لا طفل ولا امرأة ولا شيخ ولا عجوز”.
وأشار إلى أن “معظم أبناء ترهونة أصبحوا تحت التراب (بسبب مجازر مليشيا الكاني)”.
وتابع أن “الحقيقة كشفت” لكن “نطالب بأسرع وقت بالقصاص العادل بالقبض على القتلة والمجرمين.
لأنه لن تكون هناك مصالحة ولا هدنة الا بعد أن يتحقق ذلك.
وأكد التقرير انه في يونيو 2020، أصبح اسم المدينة يتردد فجأة بعد العثور على مقابر جماعية لمجازر ارتكبتها مليشيا الكاني.
وأضاف “في تلك الفترة، كانت حكومة الوفاق الوطني قد استعادتها للتو من قوات المشير خليفة حفتر”.
وما زالت الإمارات تقدم الدعم المالي والتسليحي والمرتزقة لحفتر رغم فشل حملته للسيطرة على كل ليبيا.
ونبه التقرير إلى انه منذ ذلك التاريخ تم انتشال 140 جثة.
وكانت “عصابة الكاني” المعروفة أيضا باسم الكانيات سيطرت على ترهونة في 2015.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان إن المجموعة المسلحة كانت خلال هذه السنوات “تخطف وتحتجز وتقتل وتخفي أشخاصا يعارضونها أو يشتبه بأنهم يفعلون ذلك”.
وأفادت شهادات عدة أن الأمر وصل بهم إلى استخدام أسود لبث الذعر.
ولفت التقرير إلى مقتل اثنين من الإخوة.
لكن الأربعة الآخرين بمن فيهم زعيمهم محمد ما زالوا فارين، ويقول عدد من أهالي ترهونة أنهم موجودون “في بنغازي” وهي معقل حفتر.
ونقلت “فرانس برس” عن عيسى هرودة رئيس المنظمة الليبية لحقوق الانسان قوله “33 عائلة تمت إبادتها إبادة جماعية بأيدي بعض أفراد العصابة”.
وأضاف هرودة (48 عاما) الذي فقد هو شخصيا عددا من أقربائه إن عصابة الإخوة “أحاطت نفسها برجال قدمت لهم السلاح والمال”.
واستغلت “ضعف السكان، وهم من البدو الذين يعملون في تربية الماشية والزراعة”، بحسب هرودة.
وأكد أن “رئيس العصابة (وأفرادها) ما زالوا متواجدين في المنطقة الشرقية بكامل حريتهم من دون مضايقات من أي جهة حكومية”.
وقبل أسبوعين قتل محمود الورفلي أحد كبار مجرمي الحرب في ليبيا المدعوم من الإمارات.
وعلم موقع “خليج 24” من مصادر مقربة من المشير خليفة حفتر بليبيا أن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد أمر باغتيال الورفلي قبل أيام.
وقالت المصادر إن معلومات وصلت ابن زايد تفيد بنية الورفلي نيته تسليم نفسه ومحاولته اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وأكدت أن ابن زايد أعطى تعليمات مباشرة بقتل الورفلي تحسبًا من انكشاف حجم الجرائم التي ارتكبتها أبو ظبي في ليبيا.
وأوضحت المصادر أن القيادي الذي يعمل بقوات حفتر يعتبر الصندوق الأسود ويمتلك معلومات هائلة عن أبو ظبي ونظامها الحاكم.
وبينت أن ذلك دفع الإمارات لتحذير حفتر للإسراع في التخلص من الورفلي بشكل نهائي لطي ملفه.
وذكرت أن عملية اغتيال تمت أثناء محاولته الفرار إلى الحدود التونسية وبمتابعة مباشرة ولحظية من ابن زايد الذي أشرف عليها.
وكشف منسق “مجموعة العمل الدولية من أجل ليبيا” محمود رفعت عن اتصالات من الورفلي يرغب فيها بتسليم نفسه للجنائية الدولية، متهما قوات حفتر باغتياله.
وكشف رفعت لصحيفة “القدس العربي” اللندنية عن خطة سرية لنقله برًا إلى تونس، تشمل استقلاله طائرة باتجاه لاهاي.
وأكد أن عملية اغتيال الورفلي حالت دون إتمام الخطة، مرجحًا تورط الجنرال “خليفة حفتر” ومن ورائه الإمارات ومصر بعملية الاغتيال.
وذكر رفعت أنه بمثابة “الصندوق الأسود” لـخليفة حفتر، ويملك أدلة ووثائق على حجم ونوعية الدعم العسكري من أبوظبي والقاهرة.
وأكمل: “”قبل مقتله بأيام قليلة بعث الورفلي برسالة عبر وسطاء أكد نيته المثول أمام الجنائية الدولية؛ لأنه يشعر بتهديد على حياته”.
وقال رفعت: “بدأنا الترتيب لنقله إلى تونس، لكن تطلب ذلك اجتياز أكثر من ألف كم عبر مناطق لها ثأر مع قوات حفتر والورفلي”.
واستطرد: “كان لا بد من إجراء اتصالات مع شيوخ قبائل ووجهاء المناطق حتى يصل للحدود التونسية، ومنها إلى أقرب مطار”.
وتابع: “ثم نقله بطائرة إلى هولندا للمثول أمام الجنائية الدولية، لكن سبق كل هذا مقتله، للأسف”.
وهددت أسرة القيادي الليبي محمود الورفلي قيادة قوات المشير “خليفة حفتر” بالانتقام لنجلها الذي اغتيل يوم الأربعاء الماضي في مدينة بنغازي الليبية.
ونشرت وسائل إعلام ليبية وناشطون مقطعًا مصورًا من داخل خيمة عزاء أقامتها عائلة “الورفلي”.
ويظهر وليد الورفلي وهو يتلو بيان “رابطة شباب ورفلة”، محملًا “القيادة العامة” بمنطقة الرجمة مسؤولية اغتيال شقيقه.
وهدد بأن دم شقيقه لن يذهب سدى، مؤكدًا أن عملية اغتياله “غدر وخيانة”.
وطالب الورفلي الأجهزة الأمنية في ليبيا باعتقال الجناة.
ولقي مجرم الحرب في ليبيا محمود الورفلي مصرعه اليوم برصاص مسلحين في مدينة بنغازي شرق البلاد، والتي تعد معقل خليفة حفتر.
والورفلي الذي يعد أحد أبرز قادة القوات الخاصة في ليبيا الموالية لحفتر مطلوب من المحكمة الجنائية الدولية.
ويتهم الورفلي الذي يعد ذراع الإمارات لارتكاب المجازر في ليبيا بارتكاب مجازر جماعية ضد المدنيين في البلاد.
وكتب الناطق باسم القوات الخاصة ميلود الزوي على صفحته الرسمية في “فيسبوك” “نؤكد خبر اغتيال المقدم محمود الورفلي أحد رموز القوات الخاصة”.
لكن الزوي طلب من “جميع أفراد القوات الخاصة التحلي بالضبط والربط وضبط النفس وعدم الانجرار وراء الفتن”.
كما دعاتهم لاتباع تعليمات القيادة العامة وتعليمات أمر القوات الخاصة.
وختم “بإذن الله دماء محمود الورفلى لن تضيع هباء”.
وانتشر مقاطع مصورة لحظة استلقاءه عقب إطلاق مسلحين النار عليه قرب جامعة العربية الطبية.
والورفلي مطلوبًا للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، بموجب لائحة اتهام بالاشتباه في قتله عشرات الأشخاص.
وبعضهم ظهر في مقطع فيديو وهم معصوبو العينين قبل أن يشارك الورفلي في إطلاق الرصاص عليهم.
وكان قد ظهر قبل شهر في مقطع فيديو وهو يداهم مقر المصرف المركزي في بنغازي، وكان بصحبته مجموعة من المسلحين.
وشرعوا في تحطيم العديد من محتوياته.
وذكر معلقون حينها أنه كان يريد الحصول على أموال من المصرف.
وللورفلي انتماءات سلفية قبل أن ينضم إلى القوات الخاصة الموالية لمليشيا حفتر.
ولمع اسمه في السنوات الأخيرة كما ارتبط بارتكاب وقائع تعتبر خارجة عن القانون في ليبيا.
وهو صاحب سجل ثقيل بإعدامات عشوائية نفذها في ليبيا.
وهو أحد أخطر المطلوبين للعدالة الدولية، بعد أن ارتكب جرائم حرب خلال الصراع الدامي الذي شهدته ليبيا.
عاد إلى المشهد الليبي مؤخرا بعدما تداول ناشطون مقطع فيديو له مطلع مارس.
وهاجم في الفيديو وكيلا لشركة سيارات “تويوتا” في مدينة بنغازي.
وفي الفيديو هدد الورفلي مالك فرع وكيل شركة تويوتا، بالقتل إذا ما عاد إلى ليبيا.
وقال في الفيديو إن “هذا هو مصير التجار المستغلين”، متهما الموزع ببيع قطع الغيار للجيش الليبي بـ “أسعار مرتفعة جدا”.
لكن مصدر عسكري رفيع بمليشيا حفتر ادعى أنه لم يقم بتحركاته بناء على أمر من قوات حفتر.
وعام 2019، فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليه لتورطه في ارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في ليبيا.
والورفلي قيادي في ميليشيا “لواء الصاعقة”.
وهي وحدة خاصة انشقت عن الجيش الليبي في أعقاب الانتفاضة التي أطاحت بالقذافي عام 2011، وباتت موالية لحفتر.
وذكرت وزارة الخزانة الأميكرية حينها أنه مسؤول أو متواطئ أو مشارك بشكل مباشر وغير مباشر، في عمليات قتل أو إعدام بحق محتجزين غير مسلحين.
وأوضحت أن من بين هذه العمليات واحدة وقعت في 2016، عندما أمر بقتل 43 شخصا غير مسلح في حوادث منفصلة.
ولفتت إلى أنه تم تصوير العديد من عمليات القتل التي شارك فيها الورفلي.
وفي 24 يناير 2018، تم تصوير الورفلي وهو ينفذ عملية إعدام جماعي لعشرة معتقلين عزل في بنغازي.
وأطلق رصاصة على رأس كل شخص وثم أطلق النار عشوائيا عليهم.
كما أمر في 17 يوليو 2017 بإعدام ممنهج لـ 20 محتجزا كانوا راكعين على ركبهم وغير مسلحين.
وأكدت الخزانة الأمريكية أن الورفلي قام بالعديد من الحوادث تلك بإطلاق النار على المحتجزين بعد إعدامهم.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=33235
التعليقات مغلقة.