معهد دراسات استراتيجية: هكذا أضاع ابن سلمان كل أوراق السعودية بلبنان

واشنطن- خليج 24| أكد معهد “كارنيغي” للدراسات الاستراتيجية أن ولي عهد المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان أضاع كل أوراق المملكة في لبنان، مؤكدًا أن المملكة خسرت كثيرا بسبب ذلك.

وتساءل المعهد في تقرير له أنه ” أليس من المنطقي الاحتفاظ بالتحالفات هناك وخلق وسائل ضغط على حزب الله وطهران عند الضرورة؟”.

وأوضح أن سبب ذلك هو أن ولي عهد السعودية محمد ابن سلمان لا يتمتع بأي تجربة سياسية.

وذلك مقارنة مع الجيل السابق من القادة السعوديين، وهذا شيء مؤكد، بحسب المعهد.

كما أمسى ابن سلمان حساساً من استخدام القوة وبات مستعداً للدخول في حوار مع إيران.

وبينت أن السبب الآخر هو اعتقال ابن سلمان لسعد الحريري، فكان أمراً مهيناً وأثبت أنه يمكن الاستغناء عن الحريري.

ولفت المعهد أن خصومه استنتجوا بأنه فقد راعيه الإقليمي وبالتالي أصبح ضعيفاً جداً أمامهم.

لذلك خسر السنة في لبنان الكثير، وكذلك بالنسبة للسعودية أمام تضاعف نفوذ إيران.

والأسبوع الماضي، حرص رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي على مغازلة السعودية في محاولة للتأثير عليها لتغيير موقفها من لبنان.

وقال ميقاتي إن السعودية بالنسبة له “قبلتي السياسية وقبلتي الدينية كمسلم”.

وكان ميقاتي قال قبل شهر إنه حريص على إعادة بلاده إلى حاضنتها العربية عموماً، والخليجية خصوصاً.

كما أكد أن لبنان لا يمكنه النهوض منفرداً، وأنه بدأ التواصل مع الدول العربية لإحياء مشروعات دعم قديمة.

ومنتصف سبتمبر الماضي، غادر سفير السعودية لدى لبنان وليد البخاري بيروت بشكل عاجل متوجها إلى الرياض بعد استدعائه للتشاور.

وجاء استدعاء السعودية لسفيرها في بيروت بعد التطورات الجديدة في بلاد الأرز ووصول شحنات الوقود الإيراني.

في حين، وجه رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي رسالة إلى السعودية.

وقال ميقاتي في رسالته حينها إن لبنان ينتظر “الأخ الأكبر” العربي لمساعدته خلال الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها.

وكان يشير ميقاتي إلى المملكة العربية السعودية، عقب وصول عشرات الشاحنات التي تقل وقود قافلة النفط الإيرانية.

وأضاف ميقاتي لشبكة “CNN” الأمريكية ” لبنان بلد صغير في العالم العربي”.

وأردف “نحن نبحث عن الأخ الأكبر من كل الدول العربية ليأتي ليأخذ بيدنا ويخرج لبنان من هذه الفوضى”.

كما حذر رئيس الوزراء اللبناني الجديد من انهيار الوضع في بلاده ما سيؤثر على أمن المنطقة.

ولفتت إلى أن “لبنان مستقر سيفيد العالم العربي كله”، وفق قوله.

وكشف ميقاتي عن أن الدول العربية لم تتصل حتى الآن به منذ تشكيل حكومته الأسبوع الماضي.

لكنه أبدى تفاؤلا بأنه سيحصل على “رد إيجابي”، دون مزيد من التفاصيل.

وحول وجود حلفاء حزب الله بحكومته، قال ميقاتي “حزب الله كحزب سياسي موجود في لبنان ولا يمكنني تجاوزه”.

وأعلن في سبتمبر المنصرم عن تشكيل حكومة جديدة برئاسة نجيب ميقاتي بعد أكثر من عام من استقالة الحكومة السابقة.

وجاء إعلان تشكيل الحكومة في لبنان فيما يعاني أسوأ الأزمات المحلية في تاريخه حيث انهارت العملة اللبنانية.

كما ارتفعت معدلات البطالة والتضخم بشدة، وهناك نقص في إمدادات الكهرباء والأدوية والوقود.

وبعد 13 شهرا، نجح لبنان في الإعلان عن تشكيل الحكومة، فيما كانت قطر والكويت أول الدول الخليجية المرحبة.

ووقع رئيس لبنان ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي الأسبوع الماضي مرسوم تشكيل الحكومة.

وجاء التوقيع بعد أكثر من شهر على تكليف ميقاتي عقب اعتذار سعد الحريري بأوامر من السعودية.

وأعلنت رئاسة الجمهورية اللبنانية أن “الرئيس عون والرئيس ميقاتي وقعا مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة بحضور رئيس مجلس النواب نبيه بري”.

وخلفت الحكومة الجديدة حكومة تصريف الأعمال برئاسة حسان دياب.

وتمت تسمية الوزراء الذين لا ينتمون إلى أي تيار سياسي علنا من أحزاب وقادة سياسيين بارزين.

وعقب إعلان تشكيل الحكومة في لبنان أدلى ميقاتي بكلمة من القصر الجمهوري وصف فيها الوضع الحالي في البلاد.

وتحدث عن أزمات الأدوية والكهرباء وغياب أفق المستقبل، وبدا متأثراً وغالب الدموع.

لذلك دعا الجميع إلى التعاون، مؤكداً أن الحكومة “لا تريد الغرق في التسييس”.

ولفت إلى وجود “خطة إنقاذ” بشأن لبنان سيُعلن عنها قريبًا من قبله.

أيضا، تعهد رئيس وزراء لبنان الجديد بـ”إجراء الانتخابات النيابية والبلدية في وقتها”.

وأشار إلى عدم وجود “ثلث معطل في الحكومة الجديدة”.

كما أكد أن “من يريد تعطيل عمل الحكومة فسنُخرجه منها”.

ويُعاني لبنان منذ أكثر من عام من أزمة حكومية مستحكمة، في ظل الانقسامات العميقة بين مختلف القوى السياسية.

وذلك على الرغم من حدة الأزمة الاقتصادية والمعيشية المتفاقمة التي يواجهها الشعب اللبناني.

في حين، يقع على عاتق الحكومة المقبلة التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي كخطوة أولى لإخراج لبنان من الأزمة الاقتصادية.

وصنفها البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن الماضي.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.