إيران تصعد ضد السعودية وتوجه أول انتقاد لها منذ انطلاق مفاوضاتهما السرية

طهران- خليج 24| قالت إيران اليوم إن المملكة العربية السعودية غير جادة في المفاوضات التي تجري بين الجانبين لإعادة العلاقات.

ومنذ أبريل الماضي شرعت إيران والسعودية بمفاوضات ولقاءات سرية في العاصمة العراقية بغداد بغية إعادة العلاقات بين الجانبين.

وبحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده فإن “عقد جولة جديدة من المفاوضات مع السعودية يتطلب جدية منها”.

ووجه زاده في تصريح رسالة إلى الرياض فيما يتعلق بأزمتها مع لبنان قائلا “سياسة محاصرة بيروت لن تحقق أي نتائج”.

وشدد على أنه على “السعودية إدراك أن منطق الحصار وتصعيد الضغوط على لبنان لن يحقق أي نتائج”، وفق قوله.

ويعتبر هذا التصريح أول انتقاد من إيران للرياض منذ بداية المفاوضات المباشرة بين الطرفين في العراق.

وقبل أيام، قال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني محمود عباس زاده مشكيني إن مؤشرات رغبة السعودية ترميم العلاقات “أخذت تتلاشى”، وفق وصفه.

غير أن مشكيني أكد أن طهران “تتطلع إلى تعزيز العلاقات مع دول الجوار ولبدء محادثات رسمية مع السعودية”.

وأوضح “لقد رأينا إشارات من السعوديين كانت علامة على اهتمامهم بإعادة بناء العلاقات”.

لكن هذه الإشارات تضاءلت إلى حد ما حاليًا، بل وحتى انعكس الأمر في بعض الحالات، وفق المتحدث الإيراني.

ولفت إلى أن “هناك حاجة إلى الاستعدادات وتطوير العلاقات على مستوى الخبراء، لكن هذه الأمور لم تتوفر بعد”.

وبين أن الظروف ليست مهيأة للمفاوضات الرسمية بين إيران والسعودية.

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قال قبل أيام إن السعودية “تتحرك ببطء في محادثاتها معنا”.

وكانت السعودية وإيران بدأتا منذ شهر أبريل الماضي مفاوضات مباشرة في العاصمة العراقية بغداد.

لكن هذه المفاوضات لم تصل إلى اتفاق نهائي حتى الآن.

في حين وصفها مسؤولون كبار في الرياض بأنها “استكشافية”.

ونشر موقع (Responsible Statecraft) الأمريكي الشهير تقريرًا يسلط فيه الضوء على سيناريوهات ومساحة المناورة لدى كل من السعودية وإيران.

وقال الموقع إن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان لا يمتلك أي مساحة سياسية وجيواستراتيجية للمناورة من نظرائه الإيرانيين.

واستدركت: “بينما وجدت إيران نفسها بوضع جيد للمناورة في المحادثات مع السعودية، خاصة بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان”.

كما قال المركز العربي واشنطن دي سي إن كل من إيران والسعودية تقتربان من عملية الإنفراجة، التي، إذا ما تقدمت، يمكن أن توفر فوائد اقتصادية كبيرة.

وأكد المركز أنه من المفارقات أن العودة لمحادثات الاتفاق النووي وآفاق زيادة صادرات النفط الإيرانية قد تضع حدا لارتفاعات أسعار النفط.

ونبه إلى أنه إذا استؤنفت المحادثات وتقدمت، فقد تزيد إيران من صادراتها مقابل السعودية.

وقال المركز إن كان ممكنًا أن تكسب إيران الكثير من الجهد المستمر للمضي قدما في محادثات فيينا.

وبين أن حكومتها المتشددة لا تزال متشككة بعمق بوفاء إدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن” بأي التزامات تتعهد بها على طاولة المفاوضات.

وأكد المركز أن الارتباك الناجم عن الوعود والتصريحات المختلفة للقادة الإيرانيون بشأن محادثات خطة العمل الشاملة المشتركة يعمل لصالح طهران أكثر من الرياض.

وذكرت أنهم يحاولون اتخاذ قراراتهم وإبقاء خياراتهم مفتوحة.

ويمكن للمتشددين بإيران خلق مساحة أكبر للمناورة من بتحقيق انفراجة مع السعودية قد لا تحدث بوقت كبير.

وقالت إنه على أمل إنهاء الصراع في اليمن، لكنهم غير متأكدين مما إذا كان سيحدث فعلًا، فإن السعوديين لديهم مصلحة بتهدئة العلاقات مع طهران.

ونبهت إلى أن عملية الانفراجة المتزايدة ستخفض درجات الحرارة السياسية والاستراتيجية في الخليج مع كسب قدر من الدعم من القادة الغربيين.

كما قالت صحيفة “غريك سيتي تايمز” اليونانية إن تواصل المملكة العربية السعودية مع إيران مؤخرًا جاء بسبب سلسلة الانتصارات الإيرانية في سوريا ولبنان.

وأكدت الصحيفة الشهيرة أنه يوجد لطهران اليوم نفوذ سياسي في المنطقة وخارجها أكثر مما لدى الرياض.

وأشارت إلى أن ذلك يتوازى مع ضعف موقف السعودية في اليمن عقب فشلها ببساطة في هزيمة الحوثيين.

وكشف مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية عن إرسال المملكة رسالة إلى إيران في ظل التوتر الكبير الحاصل بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضح المصدر الذي امتنع عن كشف اسمه ل”خليج 24″ أن السعودية أبلغت إيران أنه لا علاقة لها بالتوتر بين إيران والولايات المتحدة.

وأشار إلى أنه تم إرسال الرسالة خلال الأيام الماضية من مكتب وزير الخارجية السعودي إلى نظيره الإيراني.

ولفت المصدر إلى أن قيام السعودية بإرسال الرسالة جاء خشية تدهور الأوضاع الميدانية بين إيران والولايات المتحدة.

وتخشى السعودية من تأثير هذا التدهور على العلاقة بين الجانبين، إضافة إلى اعتبار طهران للرياض في صف واشنطن.

كما تخشى الرياض من أن يؤدي ذلك إلى توقف المباحثات والاتصالات الثنائية بين الجانبين عقب التطورات الكبيرة بها.

ووفق المصدر “فإن السعودية تخشى من تطور عسكري بين إيران والولايات المتحدة يمكن أن يدفع طهران لرد عسكري”.

ونبه إلى أنه لطالما هددت إيران بضرب السعودية ودول خليجية أخرى والقواعد الأمريكية حال أي تصعيد عسكري مع واشنطن.

ولا تزال تداعيات الهجوم على الموقع العسكري الأمريكي جنوب سوريا مؤخرا تتصاعد.

ويأتي ذلك بعد تأكيد الولايات المتحدة مسؤولية إيران عن هذا الهجوم الذي تم بواسطة طائرات مسيرة.

ويشير هذا الاتهام إلى احتمال فتح جبهة جديدة في الصراع بالمنطقة.

وبحسب الجيش الأمريكي فإنه “لم يسقط ضحايا أميركيين جراء الانفجار عند قاعدة التنف”.

وتقع القاعدة في منطقة استراتيجية قرب معبر التنف الحدودي السوري مع العراق والأردن.

ووصفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية الهجوم بأنه “أول هجوم إيراني كبير على القوات الأميركية في سوريا”.

وأكد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أن الولايات المتحدة تشعر بقلق من تصرفات إيران منذ أن تركت المحادثات بشأن برنامجها النووي.

لكن البيت الأبيض لا يزال يعتقد أن هناك فرصة لحل الوضع دبلوماسيا مع طهران.

وقال سوليفان “نشعر بالقلق من الخطوات التي اتخذتها الحكومة الإيرانية منذ أن تركت خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)”.

وأضاف المسؤول الأمريكي الكبير أن “أولويتنا الأولى هي العودة إلى طاولة التفاوض”.

وقبل أسابيع قليلة، أعلنت إيران عن استئناف حركة الصادرات إلى المملكة العربية السعودية.

وجاء الإعلان الإيراني على لسان المتحدث باسم الجمارك الذي أكد أنه تم استئناف الصادرات للرياض بعد توقف دام سنوات.

وكان موقع “ميدل إيست مونيتور” البريطاني كشف عن الأسباب الكامنة التي دفعت السعودية إلى توجّيه أشرعتها نحو إيران.

وقال الموقع الشهير إن الرياض أدركت أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن سترفع مظلة الأمن الأمريكي عن الخليج.

وأكد أن الرياض تدرك أن بايدن سيتركهم مكشوفين أمام طهران بأي معضلة مقبلة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.