اعتبرت وكالة بلومبيرغ الدولية، أن علاقات قطر الأقوى بالولايات المتحدة بالمقارنة مع جيرانها يمنحها مقعدا على الطاولة الدولية.
وجاء في تقرير للوكالة: الدوحة للديمقراطيين والرياض للجمهوريين. هذه نكتة تنتشر في جميع أنحاء الخليج، بناءً على الطريقة التي عززت بها قطر علاقاتها مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد أن فضل سلفه دونالد ترامب علاقات أقوى مع المملكة العربية السعودية.
وجاء أحد الأمثلة على ذلك يوم الاثنين، عندما خرج خمسة سجناء أمريكيين أطلقت سراحهم من قبل إيران من طائرة في الدوحة ليستقبلهم مسؤولون قطريون وأمريكيون على المدرج.
وكانت قطر قد أصبحت في السابق أول دولة خليجية تفتح أبوابها أمام الأفغان الذين تم إجلاؤهم عندما استعادت طالبان السيطرة قبل عامين.
ولا تزال قطر مكانًا تقصده الولايات المتحدة لبناء الجسور في منطقة محفوفة بالتحديات، وقد لعبت الدولة الغنية بالطاقة دوراً مماثلاً في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث سافر المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون إلى الدوحة لمعالجة المخاوف بشأن إمدادات الغاز.
واستفاد الاقتصاد القطري العام الماضي من ارتفاع أسعار النفط والغاز ومن استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم، على الرغم من تباطؤه منذ ذلك الحين ولكن دورها في التوسط في صفقة تبادل الأسرى بين الولايات المتحدة وإيران عزز أهميتها الدولية مرة أخرى.
المقاطعة الخليجية
وقد أدت هذه التطورات إلى انتعاش قطر من مقاطعة استمرت ثلاث سنوات من قبل جيرانها الخليجيين وانتهت في عام 2021، وهي ليست مؤيدة للصين بشكل علني مثل البعض في المنطقة.
ولكنها تعمل على التقرب من الولايات المتحدة بطريقة لا ترغب فيها دول الخليج الأخرى أو فشلت في القيام به.
لم تكن علاقات الدوحة مع واشنطن جيدة بهذا الشكل من قبل بحسب دبلوماسي مطلع على العلاقة. إن التحالفات المبنية على الطاقة والوساطة الدولية تعني أن القطريين لا ينظر إليهم من قبل الولايات المتحدة أو أوروبا على انها مثيرة للمشاكل.
ويقول بدر السيف، الأستاذ المساعد في جامعة الكويت والزميل غير المقيم في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، إن المحادثات الأخيرة مع إيران “تعكس نضج فن الحكم القطري”.
وأضاف “لقد أصبحت قطر على وجه الخصوص شريكًا مفضلاً للولايات المتحدة بسبب موثوقيتها واتساقها واستعدادها لوضع ثقلها على المحك”.
بالنسبة للأميركيين، تعتبر الدوحة حليفاً حيوياً، وينظر إليها على أنها مكان للتعامل مع الدول الأكثر صعوبة، حيث يمكنها التواصل مع كل من إيران وطالبان، ولا توجد علاقة مماثلة بين الرياض وأبوظبي مع الولايات المتحدة، على الرغم من أنه يُنظر إليهما على أنهما شراكات مفيدة في حالات أخرى – مثل الجهود المستمرة لتحسين العلاقات بين السعودية وإسرائيل.
قطر أيضًا خارج منظمة أوبك، مما يجعل التعاملات الأمريكية أكثر سلاسة حيث لا يجب أن يكون سعر النفط الخام موضوعًا للمناقشة.
وقالت جين كيننمونت، محللة شؤون الشرق الأوسط في معهد واشنطن لأبحاث الشرق الأوسط: “قطر تريد أن تثبت للولايات المتحدة أن العلاقات الدبلوماسية المتنوعة التي تقيمها – بما في ذلك العلاقات مع طالبان والحكومة الإيرانية وحماس – يمكن أن تكون مفيدة للوساطة الدولية ذات نتائج مربحة للجانبين”.
وجاء اتفاق تبادل الأسرى، الذي شهد إطلاق إدارة بايدن سراح خمسة إيرانيين محتجزين لدى الولايات المتحدة والسماح لطهران بالوصول إلى 6 مليارات دولار من عائدات النفط المجمدة بسبب العقوبات، بعد أشهر من الدبلوماسية السرية في الغالب بين طهران وواشنطن وتأمل الولايات المتحدة أن يؤدي الاتفاق إلى تخفيف التوترات في الشرق الأوسط وفتح المجال أمام التقدم في البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=65429