بلومبيرغ: جامعة أمريكية بارزة تمدد وجودها في قطر لعشر سنوات إضافية 

تعتزم جامعة جورجتاون تجديد عقدها مع مؤسسة قطر لكلية الشؤون الدولية التابعة لها لمدة عشر سنوات إضافية، ما يعني تمديد الشراكة الخارجية في وقت جمدت فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التمويل الفيدرالي لعدد من الجامعات الأميركية الأخرى.

ونقلت وكالة بلومبيرغ عن فرانسيسكو مارموليجو، رئيس التعليم العالي في مؤسسة قطر الحكومية، إن الشراكة مع المؤسسة تمتد الآن حتى عام 2035، مع إمكانية توسعها لاحقًا لتشمل برامج إضافية.

وذكرت الوكالة أن ست جامعات أميركية عملت على تشغيل فروع لها في قطر منذ نحو عشرين عامًا، وأسهمت هذه الشراكات في توفير مصادر دخل للجامعات، وتوسيع حضورها في منطقة جديدة من العالم، والمساهمة في تعليم آلاف الطلبة الأجانب.

 

إلا ان منطقة الشرق الأوسط أصبحت محور جدل داخل الجامعات الأميركية منذ أواخر عام 2023، عندما شنت حركة حماس الفلسطينية هجمات دامية على إسرائيل، مما أدى إلى اندلاع حرب في غزة أودت بحياة عشرات الآلاف.

 

وتواجه المؤسسات الأميركية اتهامات بمعاداة السامية، إلى جانب احتجاجات مؤيدة لفلسطين داخل الحرم الجامعي. وقد أعلنت جامعة تكساس إيه آند إم العام الماضي نيتها إنهاء اتفاقها مع قطر.

 

وتمثل إدارة ترامب في الولايات المتحدة، التحدي الأكبر للجامعات منذ عقود، إذ تسحب مليارات الدولارات من التمويل الفيدرالي لجامعات مثل هارفارد، وتلغي تأشيرات الطلاب الدوليين، وتعتقل طلابًا مؤيدين لفلسطين.

 

لكن جامعة جورجتاون ليست من بين الجامعات التي استهدفتها إدارة ترامب بقرارات تقليص التمويل الفيدرالي.

 

وتضم كلية الشؤون الدولية في قطر اليوم نحو 500 طالب، بعد ان انطلقت عام 2005 بقرابة 25 طالبًا سنويًا، وتقدم الجامعة التي تتخذ من واشنطن العاصمة مقرًا لها، درجة البكالوريوس، إضافة إلى برنامج لطلبة المدارس الثانوية، مع إمكانية التوسع إلى مجالات أخرى كبرامج التعليم التنفيذي للدبلوماسيين في منتصف حياتهم المهنية، بحسب مارموليجو.

 

وقال مارموليجو: “هذه الشراكة لا تسهم فقط في تنمية قطر، بل تعزز أيضًا في الحرم الجامعي الأم فهمًا أعمق لما تمثله هذه المنطقة لبقية العالم”.

 

وتتكفل مؤسسة قطر بتكاليف تشغيل الكلية، بينما تتلقى جامعة جورجتاون رسومًا إدارية نظير الشراكة، دون الكشف عن القيمة المحددة، لكن مارموليجو أوضح أنها مماثلة لما تتلقاه مؤسسات أخرى.

 

وتشمل الجامعات الأميركية الست العاملة في المدينة التعليمية بقطر: كورنيل، وكارنيغي ميلون، ونورثويسترن.

 

ويمنح الحرم الجامعي، الذي تبلغ مساحته 4.6 ميلًا مربعًا في الدوحة وافتتحته رسميًا والدة أمير قطر الحالي، شهادات جامعية لطلبة من أكثر من 100 دولة.

 

وتكتسب الفروع الجامعية الخارجية أهمية متزايدة في جذب الطلاب الأجانب، في ظل الضغوط المتزايدة التي تواجهها الجامعات الأميركية محليًا، فإلى جانب إلغاء تأشيرات مئات الطلاب الدوليين، أرسلت إدارة ترامب أيضًا عملاء بملابس مدنية لاعتقال بعض المشاركين في احتجاجات مؤيدة لفلسطين.

 

وصعّد ترامب المواجهة مع جامعة هارفارد هذا الأسبوع، بتهديدها بفقدان إعفائها الضريبي، بعد أن رفضت تغيير سياساتها مقابل استمرار التمويل الفيدرالي البالغ مليارات الدولارات.

 

وكانت الحكومة قد أعلنت في وقت سابق تجميد ما لا يقل عن 2.2 مليار دولار من المنح طويلة الأجل المخصصة لهارفارد.

 

كما ألغت الإدارة بالفعل 400 مليون دولار من التمويل الفيدرالي لجامعة كولومبيا، وجمدت عشرات عقود الأبحاث في جامعات برينستون وكورنيل ونورثويسترن.

 

وتُفرض على الطلبة في فرع جورجتاون بقطر نفس الرسوم الدراسية المفروضة في الولايات المتحدة، لكن مارموليجو أوضح: “نملك منحا دراسية ومساعدات مالية سخية في قطر، تفوق بكثير تلك المتاحة في الحرم الجامعي الأم”.

 

وتُعد قطر من أغنى دول العالم من حيث دخل الفرد، بفضل صادرات الغاز الطبيعي التي تدعم اقتصادها، كما تحتضن أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، وهو جهاز قطر للاستثمار الذي تُقدّر أصوله بـ510 مليارات دولار.

 

وأشار مارموليجو إلى أن مؤسسة قطر تُجري حاليًا مفاوضات لتجديد عقدها مع جامعة كارنيغي ميلون، وأن جامعة نورثويسترن ستكون التالية في جدول المباحثات.

 

وتنتهي مدة عقد كارنيغي ميلون مع بداية العام الدراسي الجديد، في حين قال رئيس جامعة نورثويسترن، مايكل شيل، خلال جلسة استماع في الكونغرس العام الماضي، إن الجامعة تراجع عقدها الذي ينتهي في العام الأكاديمي 2027-2028، وأضاف مارموليجو أن جامعة كورنيل جددت عقدها مع قطر قبل نحو عامين.

 

وتتلقى جامعة كورنيل تمويلًا لتشغيل كلية طب في قطر خرّجت نحو 600 طالب من 50 دولة في الشرق الأوسط وآسيا ومناطق أخرى حول العالم، بحسب بيان أرسلته الجامعة عبر البريد الإلكتروني.

 

وتتلقى جامعة كورنيل في إيثاكا رسوم إدارة بقيمة مليوني دولار سنويًا لتشغيل برنامج الطب التمهيدي في وايل كورنيل للطب – قطر، بما يشمل إدارة المناهج الدراسية، وتوظيف المعلمين، وتقييم المنشآت التعليمية والمختبرات.

 

ويبلغ حجم التمويل السنوي للكلية الطبية في قطر نحو 130 مليون دولار، ليصل إلى 1.3 مليار دولار منذ عام 2012.

 

ويُصرف معظم هذا التمويل داخل قطر لتشغيل الكلية، كما يشمل 400 مليون دولار لدعم البحوث الطبية الحيوية في البلاد حول الأمراض ذات الأهمية الإقليمية.

 

ووفقًا لمتحدث باسم كورنيل: “الكلية الطبية في قطر ليست مصدرًا رئيسيًا للإيرادات بالنسبة للجامعة، ونحن نفخر بتدريب أطباء وعلماء يساهمون في علاج المرضى حول العالم ويطورون الرعاية الطبية”.

 

وتُدرّس جامعة كارنيغي ميلون تخصصات في علوم الحاسوب وإدارة الأعمال، بينما تركز نورثويسترن على الصحافة، وتقدم كورنيل شهادات في الطب، وقد أعلنت جامعة تكساس إيه آند إم أن حرمها الجامعي في قطر سيُغلق بحلول عام 2028، ولم تستقبل دفعة جديدة هذا العام الدراسي.

 

وأوضح مارموليجو أن عددًا من الجامعات الأميركية – رفض ذكر أسمائها – تواصلت مع المؤسسة بشأن إمكانية تولّي إدارة حرم تكساس إيه آند إم مستقبلًا.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.